1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يستخدم الجيش الإسرائيلي فلسطينيين "دروعا بشرية"؟

١٤ سبتمبر ٢٠٢٤

قال مدنيون فلسطينيون بأنه جرى إجبارهم من قبل جنود إسرائيليين على ارتداء ملابس عسكرية وحمل كاميرات لاستطلاع مواقع خطرة في غزة. وأكدت منظمة حقوقية إسرائيلية علمها بهكذا اتهامات، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الأمر.

https://p.dw.com/p/4kaXw
جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش الإسرائيلي إنه محاط بسياج من الحديد صممته حماس لإنزال سيارات محملة بالمقاتلين الفلسطينيين لاقتحام مفاجئ للحدود بالقرب من معبر إيريز، شمال القطاع (15/12/2023)
يتهم فلسطينيون جنودا إسرائيليين بإرسالهم لاستطلاع الأماكن الخطرة مثل الأنفاق. صورة من: Amir Cohen/REUTERS

قابعا في خيمته بخان يونس جنوبي قطاع غزة، يروي محمد س. قصة لا تتوافق مع السرديات المعتاد سماعها منذ بدء الحرب الحالية في قطاع غزة. فعلى مدى قرابة عام، يخوض الجيش الإسرائيلي معارك ضد حركة حماس الإسلاموية ومنظمات فلسطينية مسلحة أخرى تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى، منظمات إرهابية.

وبدأ الصراع عقب الهجوم الإرهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما قتل مقاتلون من حماس وفصائل فلسطينية أخرى أكثر من 1200 شخص في إسرائيل واختطفوا 251 رهينة ونقلوهم إلى قطاع غزة، وفقا للمصادر الإسرائيلية.

ومنذ بدء الصراع، تتهم إسرائيل حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية، حيث نشر الجيش الإسرائيلي صور أسلحة وذخيرة قال إنه جرى العثور عليها في مدارس ومستشفيات، بيد أن محمد س. قدم جانبا مغايرا من الحقيقة.

وأضاف "قام (جنود إسرائيليون] بتعصيب أعيننا وربط أيدينا خلف ظهورنا ثم جرى اقتيادنا داخل سيارات جيب إلى منزل حيث جلسنا. وفي اليوم التالي أخذونا بالقوة وقالوا: (إما أن تأتوا معنا أو سنقتلكم)". وأضاف أن هذا الأمر استمر لقرابة أسبوعين، وكانت مهمته هي أن يكون في مقدمة الطريق عند ما يكون هناك خطر.

محمد س.: "كاميرات وسماعات لإبلاغنا بالأوامر"

وأضاف محمد س. "قام (الجنود) بإرسالي أنا وشخص آخر في مهمة حيث وضعوا كاميرا في أيدينا بالإضافة إلى كاميرا على خوذة الرأس. ومن خلال سماعات الرأس، كانوا يبلغوننا بالأوامر حيث كانوا يقولون لنا (توقفوا هنا، اذهبوا إلى هناك، قوموا بتصوير هذا المنزل. توقفوا عند هذا الشارع".

وفي حالة ثبوت صحة تصريحات محمد س. فإن هذا يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يستخدمه كدرع بشري.

وأضاف محمد س. أنه كان يتعين عليه الدخول إلى منازل قبل الجنود الإسرائيليين ما يعني تحمله مخاطر لم يرغب الجنود في تحملها.

ولاقت تصريحات محمد س. تأكيدا من نداف فايمان، مدير منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية غير الحكومية، الذي أكد أنه منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، أبلغ جنود شاركوا في حرب غزة، عدة مرات عن كيفية استخدام مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية.

وأضاف فايمان أن الجيش الإسرائيلي ينقل فلسطينيين من مناطق يُطلق عليها "مناطق إنسانية" إلى أماكن تمركز قواته القتالية بغزة، قائلا: "يُجبر فلسطينيون على ارتداء الزي العسكري، فيما يتم وضع كاميرات على خوذاتهم أو صدورهم في بعض الأحيان حيث يتم إرسالهم لتفتيش الأنفاق أو المنازل بهدف التحقق من وجود قنابل أو أفخاخ أو أجهزة مشابهة."

وكان الجيش الإسرائيلي قد عثر على مداخل أنفاق تابعة لحماس في العديد من الأماكن بغزة، لكنها تشكل خطرا كبيرا على حياة الجنود، وينطبق الأمر على المعارك التي تشهدها مناطق أخرى داخل القطاع.

نداف فايمان، مدير منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية غير الحكومية
قال نداف فايمان، مدير منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية غير الحكومية، إنه جرى توثيق حالات استخدام فلسطينيين كدروع بشريةصورة من: Jan Christoph Kitzler/ARD

نداف فايمان: "ليست حالات منفردة"

وتقول منظمة "كسر الصمت" إنها تتلقى تقارير جديدة بمعدل تقرير أو اثنين بشأن هذا الأمر أسبوعيا. وفي ذلك، أشار فايمان إلى أن هذا الأمر يدل على أن هذه الحالات "ليست منفردة حيث تفيد بأن ممارسة إرسال المدنيين الفلسطينيين إلى مواقع خطيرة، باتت منتشرة على نطاق واسع منذ شهور في مختلف مناطق القطاع ومن مختلف وحدات (الجيش)".

ونقل فايمان عن أحد شهود العيان الذين عاصروا مثل هذه الوقائع، قوله: "قال ضابط في إحدى الوحدات ("لا داعي للتفكير في جرائم الحرب. أنا الضابط المسؤول عنكم. لا داعي للتفكير، عليكم اتباع الأوامر)".

وأضاف فايمان "في مكان آخر، تردد سماع (هل تفضلون الموت؟ نحن نفضل أن يموت فلسطيني)".

وعلى غرار محمد س.، قال محمد أ. وهو فلسطيني أفاد بأن جنود إسرائيليين أجبروه تحت تهديد السلاح على دخول مباني على مدار 15 يوما.

وأضاف أنه جرى اجباره على ارتداء الزي العسكري حتى يكون هو الهدف وليس الجنود، قائلا إن مسلحي حماس المتحصنين في مكان تواجده، كان يمكن أن يطلقوا عليه النار أو ربما كان يلقى مصرعه بسبب الأفخاخ أو القنابل.

وفي مقابلة مع قناة العامة الألمانية الأولى "آيه أر دي"، قال محمد أ. إنه كان عليه ان يستبق دخول منازل قبل الجنود، مضيفا أنه كان عليه أن يفتح كافة الأبواب ومن ثم تصويرها. وأضاف أنه في بعض الأحيان كان ترافقه طائرة مسيرة عندما يدخل المنزل.

"ما نعاصره في غزة ليس دفاعا عن النفس وإنما حرب سياسية"

وقال محمد أ. إنه جرى إطلاق سراحه في أبريل/نيسان الماضي، لكنه ورغم مرور الوقت ما زال يستيقظ على كابوس واقعة قيامه بتفتيش مستشفى نيابة عن جنود إسرائيليين. وأضاف "لقد كان الأمر مروعا. كانت الجثث منتشرة في كل مكان في مستشفى ناصر. لا أصدق أنني خرجت من هناك. لا زلت استيقظ على هذا الكابوس".

وتشير مثل هذه الروايات إلى أن الفلسطينيين الذين تم استخدامهم كدروع بشرية هم مدنيون أبرياء، فيما يتضح ذلك من حقيقة إطلاق سراحهم بعد فترة من الوقت.

وفي رده على استفسار القناة العامة الألمانية الأولى "آيه أر دي"، قال الجيش الإسرائيلي "تحظر قواعد جيش الدفاع الإسرائيلي استخدام المعتقلين المدنيين في غزة في مهام عسكرية تعرضهم للخطر. وقد جرى إحالة هذه المزاعم إلى السلطات المختصة للتحقيق".

ويرى فايمان أن مثل هذه الاتهامات لا تتعارض فقط مع القانون الإنساني الدولي، بل تتعارض أيضا مع المعايير الأخلاقية للجيش الإسرائيلي، قائلا: "نعتقد أننا بحاجة إلى جيش وأننا يجب أن ندافع عن أنفسنا. ولكن ما نعاصره في غزة ليس دفاعا عن النفس وإنما حرب سياسية".

وأضاف أنه في حالة الانخراط في نقاش بشأن الحل السياسي، فإنه من المهم أيضا الكشف عن طريقة عمل الجيش الإسرائيلي في غزة.

وخلال المقابلة، أظهر محمد س. ضمادة على صدره تعود لآخر مهمة تمثلت في أن يسبق تقدم القوات، قائلا إن آخر شيء يتذكره كان إطلاق النار عليه قبل أن يستيقظ ليجد نفسه داخل مستشفى بعد أن نجا من مهمة قام بها لصالح الجيش الإسرائيلي.

 الكاتب: يان كريستوف كيتزلر - مراسل القناة العامة الألمانية الأولى "آيه أر دي" في تل أبيب

أعده للعربية: محمد فرحان

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد