1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نقلة نوعية في موقف الولايات المتحدة إزاء الملف النووي الإيراني

دويتشه فيله + وكالات١ يونيو ٢٠٠٦

تشهد فيينا اليوم اجتماعاً للأطراف الدولية المعنية لبحث تقديم عرض مشترك لطهران بهدف تحفيزها على وقف أنشطتها النووية. الاجتماع ينعقد إثر تحول كبير في موقف واشنطن، التي أبدت استعداداً مشروطاً لإجراء مفاوضات مباشرة مع إيران.

https://p.dw.com/p/8Ylf
رايس تعلن عن تحول جديد في موقف بلادها تجاه طهرانصورة من: AP

يسعى وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا في اجتماعهم اليوم، 1 يونيو/حزيران 2006، في العاصمة النمساوية فيينا إلى الاتفاق على موقف موحد لحمل إيران على وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. كما يعمل الوزراء على وضع اللمسات الأخيرة على عرض يتضمن حوافز لطهران لوقف هذه الأنشطة، التي يمكن أن تساعدها على صنع قنابل نووية. اجتماع فيينا سبقه تحول كبير في موقف الولايات المتحدة إزاء الملف النووي الإيراني، إذ أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عشية الاجتماع عن استعداد بلادها للانضمام إلى مفاوضات دول الترويكا الأوروبية المباشرة مع إيران بشرط أن يعلق الإيرانيون أولاً أنشطة تخصيب اليورانيوم. ويعد هذا الإعلان مؤشراً على تحول كبير في العلاقات الأمريكية الإيرانية، التي انقطعت بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979.

استعداد مشروط

Condoleezza Rice zu Iran
عرض أمريكي مشروطصورة من: AP

"آن الأوان لمعرفة ما إذا كانت إيران جادة بشأن المفاوضات أم لا." بهذه العبارة افتتحت رايس المؤتمر الصحفي، الذي أعلنت فيه عن استعداد الولايات المتحدة إجراء محادثات مباشرة مع طهران ما أن تخلت إيران عن أنشطة التخصيب وإعادة المعالجة بشكل تام يمكن التحقق منه. وشددت رايس مجدداً على موقف الولايات المتحدة من البرنامج النووي الإيراني قائلة: "إن سعي النظام الإيراني إلى الحصول على أسلحة نووية يمثل تهديداً مباشراً للمجتمع الدولي بأكمله بما في ذلك الولايات المتحدة ومنطقة الخليج". وتابعت وزيرة الخارجية الأمريكية قائلة: "إن الولايات المتحدة ستتصرف بالشكل المناسب لحماية مصالحها ومصالح وأصدقائها وحلفائها في المنطقة". وبالرغم من هذا التحذير لم تنفي رايس حق إيران في امتلاك برنامج يسمح بتحقيق أغراض مدنية كتوفير مصادر بديلة للطاقة. من ناحية أخرى اتهمت رايس النظام الإيراني بدعم الإرهاب في العراق والأراضي الفلسطينية ولبنان، وأنه لا يمنح شعبه الحريات اللازمة. الجدير بالذكر أن واشنطن رفضت في السابق إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران، التي تصنفها الإدارة الأمريكية ضمن "محور الشر"، وهو الأمر، الذي طالب به كثيرون بينهم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، من أجل إعطاء ثقل أكبر للمفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

طهران ترغب في حوار عادل

Iran Außenminister Manuchehr Mottaki in Brüssel
متقي يرد على عرض رايس بفتورصورة من: AP

وفي تعليق رسمي على تصريحات رايس قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي: "أن إيران مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة، لكنها ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم." وأضاف متقي خلال مؤتمر صحفي: "نحن ندعم حواراً عادلاً وحيادياً لكننا لن نطرح حقوقنا الثابتة والمشروعة للبحث". ووصف متقي تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بأنها "لا تتضمن أي فكرة جديدة. فقد رددت الكلام القديم نفسه" وأنها لا تطرح حلاً جديداً ومنطقياً بشأن المسألة النووية. واتهم متقي الولايات المتحدة بالسعي إلى التغطية على انتهاكاتها في المنطقة عن طريق اتهام إيران بدعم الإرهاب وبانتهاك حقوق الإنسان، قائلاً أن على الأمريكيين "قبل أي شيء الخضوع للمساءلة عن جرائمهم في العراق وأفغانستان وعن سجني غوانتانامو وأبو غريب". ومن ناحية أخرى يتوقع مسئولون إيرانيون أن تبدي طهران استعداداً لأن تقتصر أنشطتها النووية على الأبحاث باستخدام عدد قليل من أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم، إلا أن الولايات المتحدة لا تقبل حتى باستخدام جهاز طرد مركزي واحد خشية من امتلاك إيران قدرات تمكنها من إنتاج أسلحة نووية.

ترغيب وترهيب

Iran-Atompolitik - Steinmeier und EU-Kollegen
اجتماع لدول الترويكا في برلين بخصوص الملف النوووي الايرانيصورة من: dpa

وعلى الرغم من الرد الإيراني الفاتر على العرض الأمريكي يأمل وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا ومنسق السياسية الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اليوم بإنهاء أسابيع من المفاوضات الصعبة بشأن استراتيجية قابلة للتطبيق نحو إيران. وكانت الترويكا الأوروبية قد أعدت عرضاً لتحفيز إيران على وقف أنشطتها النووية. ويشمل هذا العرض سلسلة إجراءات تحفيزية من بينها اقتراحات تعاون تجاري وتكنولوجي وأمني مع طهران. كما يتضمن العرض في الوقت نفسه عقوبات محتملة إذا رفض الإيرانيون الالتزام بالمطالب الدولية، منها ممارسة حظر على التأشيرات وتجميد لأرصدة كبار المسئولين الإيرانيين قبل اللجوء إلى ممارسة مقاطعة اقتصادية. ويرى المراقبون أن عرض واشنطن المشروط بإجراء مباحثات مباشرة مع طهران إنما يهدف بالدرجة الأولي إلى دفع الصين وروسيا لتخفيف معارضتهما المطلقة لفرض اية عقوبات دولية على إيران. في هذا السياق قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، دون أن يعلق مباشرة على الخطوة الأمريكية، إنه يأمل أن "يكون الطريق مفتوحا أمام الحل السياسي". أما وانج جوانجيا المبعوث الصيني للأمم المتحدة فقد رحب، بالإعلان الأمريكي، لكنه حث الولايات المتحدة على "ألا تضع شروطا مسبقة" للمحادثات.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد