1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موريتانيا- المعارضة تشكك في نتائج الانتخابات الرئاسية

١ يوليو ٢٠٢٤

أظهرت نتائج أولية فوز الرئيس محمد ولد الغزواني بولاية رئاسية ثانية، فيما أكد خصمه الرئيسي بيرام الداه عبيدي أنّه لن يعترف بالنتائج الصادرة عن "لجنة الانتخابات التابعة للغزواني" متهماً إياها بأنّها أداة للسلطة.

https://p.dw.com/p/4hjRc
الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد أن أدلى بصوته في مركز الاقتراع في نواكشوط ، موريتانيا 29 يونيو 2024.
يقدم الرئيس المنتهية ولايته، محمد ولد الغزواني نفسه على أنه الضامن لاستقرار هذا البلد الذي لم يشهد أيّ هجمات منذ عام 2011صورة من: Stringer/REUTERS

أظهرت نتائج أولية بعد إحصاء الأصوات في 99.15 بالمئة من مراكز الاقتراع في موريتانيا يوم الأحد أن الرئيس محمد ولد الغزواني فاز بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 29 يونيو/حزيران وبفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات، بينما أعلن خصمه الرئيسي أنّه لن يعترف بالنتائج.

وأظهرت النتائج التي نشرت على موقع مفوضية الانتخابات على الإنترنت أن الغزواني فاز بولاية رئاسية جديدة. ومع فرز 99% من الأصوات، حصل الغزواني وهو عسكري سابق يبلغ 67 عاماً، على أكثر من 56% من الأصوات، بحسب المنصة الإلكترونية للجنة الوطنيّة المستقلّة للانتخابات التي تنشر نتائج التصويت بناء على مراكز الاقتراع فور فرزها.

وشكّلت الحكومة الموريتانية مرصداً وطنياً لمراقبة الانتخابات، الأمر الذي اعتبرته المعارضة أداة للتلاعب بالأصوات.

المعارضة تحذر الجيش وقوات الأمن

لكن خصمه الرئيسي الناشط بيرام الداه عبيدي (59 عاماً)، والذي احتلّ المركز الثاني حالياً بحوالى 22 في المئة من الأصوات، أعلن خلال مؤتمر صحافي الأحد، أنّه لن يعترف بالنتائج الصادرة عن "اللجنة الوطنية المستقلّة للانتخابات التابعة للغزواني" والتي يتهمها بأنّها أداة للسلطة.

وحل حمادي ولد سيدي المختار، مرشح حزب "تواصل" الإسلامي، القوة المعارضة الرئيسية في الجمعية الوطنية، في المركز الثالث مع 13% من الاصوات التي تم فرزها حتى الآن. وكان قد أكّد السبت أنّه سيبقى "يقظاً لأيّ انتهاك"، داعياً المواطنين إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه بث الفوضى والإخلال بالسلم الأهلي.

ناخبون ينتظرون في الطابور في مركز اقتراع خلال الانتخابات الوطنية في نواكشوط في 29 يونيو 2024
أعلن المرشح عبيدي رفضه لما وصفه "انقلابا على إرادة الناخبين".صورة من: MED LEMINE RAJEL/AFP via Getty Images

ويتعين على اللجنة إعلان أولى النتائج النهائية بحلول مساء الاثنين. وبلغت نسبة المشاركة حوالى 55%، بحسب اللجنة. وأعلن الغزواني ليل السبت الأحد، أنّ "اللجنة الوطنية المستقلّة للانتخابات وحدها لها الحق في نشر (النتائج) وعلينا أن ننتظر ذلك".

وقال عبيدي: "لن نعترف إلّا بنتائجنا الخاصّة وعلى هذه القاعدة، سنخرج إلى الشارع لرفض التعطيل الانتخابي". لكنه شدد على أن الرد سيكون "سلمياً"، داعياً الجيش وقوات الأمن إلى "عدم الانصياع لأوامر النظام".

وأعلن عبيدي رفضه لـ "الانقلاب على إرادة الناخبين الذي قامت به لجنة الانتخابات لصالح الرئيس الغزواني "ودعا أنصاره إلى العصيان المدني لكنه دعاهم إلى السلمية وعدم الاحتكاك بقوات الأمن.

أنباء عن اعتقال مدير حملة عبيدي

قالت الحملة الرئاسية للمرشح الرئاسي عبيدي، إنه لا معلومات لديها عن مدير الحملة يعقوب أحمد المرابط، متهمة قوات الأمن بـ "اختطافه" من وسط العاصمة نواكشوط.

وأضافت الحملة ، في تصريحات صحفية اليوم ، أن مدير الحملة وهو رئيس حركة " كفانا" المعارضة لنظام الرئيس محمد ولد الغزواني تم توقيفه مساء أمس الأحد واقتيد إلى جهة مجهولة وأن مرافقه تعرض "للمضايقات والتعنيف".

وحملت السلطات الموريتانية مسؤولية ما وصفته بـ "اختطاف والتنكيل بمدير حملتها يعقوب المرابط". وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن قوات الأمن طوقت مقر المعارضة بعد ظهر الأحد.

 وعرف رئيس حركة " كفانا" بانتقاداته الحادة لنظام الرئيس الغزواني واتهامه بالفساد والمحسوبية والعجز ووصف في آخر تصريح له قبل اعتقاله الانتخابات بـ "المزورة" وقال إن حملة مرشحه ترفضها وتدعو للتظاهر السلمي والعصيان المدني.

 وجاء اعتقال المعارض يعقوب ولد المرابط بعد تحذيرات واتهامات شديدة لوزير الداخلية لمجموعات محسوبة على المرشح المعارض بيرام بالعنصرية.

وقال وزير الداخلية محمد احمد ولد محمد الأمين إن "هذه المجموعات ضالعة في محاولة التشويش على أجواء الأمن والسكينة من خلال بعض أعمال الشغب مثل إضرام النار في الإطارات، والتأثير السلبي على انسيابية الحركة، ومحاولة ترويع المواطنين المسالمين الآمنين، وإلحاق الضرر بممتلكاتهم".

"ضامن للاستقرار" ؟     

ويقدم الرئيس المنتهية ولايته نفسه على أنه الضامن لاستقرار هذا البلد الذي لم يشهد أيّ هجمات منذ عام 2011، في حين تواجه مالي المجاورة ومنطقة الساحل عموماً الكثير من الهجمات. وجعل الغزواني مكافحة الفقر ودعم الشباب أولويّته خلال الولاية الرئاسية الثانية.

ويغادر الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاماً ويمثّلون أكثر من 70 في المئة من السكان، بلادهم بشكل متزايد إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، بحثاً عن حياة أفضل.

وبعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا، يأمل الغزواني في إجراء مزيد من الإصلاحات خلال ولايته الثانية بفضل الآفاق الاقتصادية المواتية.

وخاض الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام ستّة مرشّحين تعهّدوا إحداث أوّل تغيير ديموقراطي حقيقي في هذا البلد الصحراوي الشاسع البالغ عدد سكّانه حوالى 4.9 ملايين نسمة وشهد الكثير من الانقلابات بين عامي 1978 و2008، قبل أن يُسجّل في 2019 أوّل مرحلة انتقاليّة بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا.

ولم تسجل أي حادثة ذات أهمية في البلاد خلال الانتخابات، بحسب مراقبين.

ع.ح/و.ب (رويترز ، أ ف ب ، د ب أ)