1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مخاوف متصاعدة من اقتراب القتال من محطة نووية روسية

٢٧ أغسطس ٢٠٢٤

خلال زيارته لمحطة كورسك النووية، حذر رافايل غروسي مدير وكالة الطاقة الذرية من اقتراب المعارك بين روسيا وأوكرانيا من المحطة الروسية. يأتي ذلك فيما أعلنت أوكرانيا أنها اختبرت بنجاح أول صاروخ بالستي محلي الصنع.

https://p.dw.com/p/4jyqs
محطة كورسك للطاقة النووية (KuNPP) في كورشاتوف. 08/09/2024
حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً من خطورة القتال بين روسيا وأوكرانيا حول المحطات النووية صورة من: Anatoliy Zhdanov/Kommersant/Sipa USA/picture alliance

حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي خلال زيارة قام بها الثلاثاء (27 أغسطس/آب 2024) إلى محطة كورسك النووية الروسية من أن قربها من المنطقة حيث تدور المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية "خطير للغاية".

وأفاد غروسي أن زيارته إلى المنطقة أتاحت له "تفقّد الأجزاء الأهم" في المحطة الواقعة على بعد أقل من 50 كيلومتراً عن المعارك التي اندلعت في المنطقة منذ العملية الأوكرانية غير المسبوقة عبر الحدود.

وكانت الوكالة الدولية قد حذّرت مراراً من خطورة القتال حول المحطات النووية بعد العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.

"أمر خطير للغاية"

وقال، بعد زيارتها، إن "محطة للطاقة النووية من هذا النوع قريبة إلى هذا الحد من نقطة تماس أو جبهة عسكرية أمر خطير للغاية". وأضاف "وجود عمليات عسكرية على بعد بضعة كيلومترات من هنا.. تجعلها محط اهتمام مباشر". وتابع "في نهاية المطاف، قد يبدو ذلك بسيطا ومجرد حسّ سليم: لا تهاجموا محطة للطاقة النووية".

وأكّد بأنه "يتواصل عن قرب" مع السلطات الروسية وسيزور كييف الأسبوع المقبل لعقد محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشددا على أهمية مواصلة الحوار. وأوضح أن محطة كورسك تعمل حاليا في ظل "ظروف قريبة جدا من الطبيعية".

وقال غروسي إن "المقارنة بين تشرنوبيل وكورسك مبالغ بها. لكنه نوع المفاعل نفسه ولا توجد حماية خاصة". وأضاف أن "ذلك مختلف عن باقي المفاعلات في العالم حيث توجد القبّة المعهودة. إنها مختلفة تماما. إنها أشبه بمبنى في الطرف الآخر من الشارع يضم كل هذه المواد النووية".

وقال غروسي الثلاثاء "تم إبلاغي بتأثير المسيّرات وعُرضت عليّ بعض بقاياها والآثار التي خلّفتها". وقبل الزيارة، لفت غروسي إلى أنه "سيقيّم ما يحصل (في المحطة) بشكل مستقل.. نظرا إلى خطورة الوضع".

وتقع المحطة على بعد حوالى 60 كلم عن الحدود الروسية الأوكرانية، قرب نهر سيم، وعلى بعد أقل من 50 كلم عن مدينة كورسك، عاصمة المنطقة التي تعد نحو 440 ألف نسمة. وتضم المحطة أربعة مفاعلات، بالإضافة إلى مفاعلين قيد الإنشاء، رغم أن اثنين فقط يعملان. وأُغلق مفاعلان آخران. وتشبه جميع المفاعلات الأربعة تلك التي في محطة تشرنوبيل النووية، أي لا توجد قبّة واقية في محيطها.

"الغرب يلعب بالنار"

بدورها قالت روسيا إن الغرب "يلعب بالنار" عبر التفكير في السماح لأوكرانيا بضرب أراض داخل روسيا بصواريخ غربية، فيما حذرت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء من أن اندلاع حرب عالمية ثالثة لن تقتصر على أوروبا.

وقال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي إن الغرب يسعى إلى تصعيد الحرب في أوكرانيا "ويبحث عن المتاعب" من خلال التفكير في طلبات أوكرانية لتخفيف القيود على استخدام الأسلحة المستوردة.

وقال لافروف للصحفيين في موسكو "نؤكد الآن ثانية أن اللعب بالنار، وهم مثل أطفال صغار يلعبون بأعواد الثقاب، أمر خطير جدا (للكبار) المؤتمنين على الأسلحة النووية في دولة غربية أو أخرى". وأضاف: "الأمريكيون يربطون بلا لبس بين محادثات حول حرب عالمية ثالثة باعتبارها شيئا، إذا حدث لا قدر الله، فسيؤثر على أوروبا حصريا". وقال إن عقيدة روسيا النووية واضحة.

وتحدد العقيدة النووية الروسية لعام 2020 الحالات التي يفكر الرئيس الروسي فيها في استخدام سلاح نووي. ويكون ذلك عموماً رداً على هجوم بأسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل أو أسلحة تقليدية "حين يكون وجود الدولة ذاته مهدداً".

عمليات القتال مستمرة

على مستوى العمليات العسكرية، قتل خمسة أشخاص على الأقل ليل الإثنين الثلاثاء في أوكرانيا جراء قصف روسي جديد طال أراضيها، غداة ضربات واسعة النطاق نفّذتها موسكو تعدّ من الأكبر منذ بدء الغزو قبل عامين. وأعلنت كييف من جهتها تحقيق تقدم جديد في منطقة كورسك الحدودية الروسية وأسر 594 جندياً منذ بدء هجومها قبل ثلاثة أسابيع.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء معلّقا على الضربات الجوية: "الجرائم ضد الانسانية لا يمكن أن ترتكب في ظل إفلات كامل من العقاب"، متهماً موسكو باستهداف "المدنيين والبنى التحتية".

والثلاثاء أيضاً، أعلن زيلينسكي أن كييف استخدمت طائرات مقاتلة من طراز إف-16 تسلمتها من شركائها الغربيين لصد الضربات الجوية الروسية الأخيرة. وأطلقت القوات الروسية 91 مقذوفاً جوياً معظمها طائرات مسيّرة ذات تصميم إيراني. وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أنها تمكنت من اعتراض خمسة صواريخ و60 طائرة من دون طيار.

 تجربة صاروخية ناجحة

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء أن جيشه أجرى أخيراً اختباراً ناجحاً لأول صاروخ بالستي محلي الصنع.

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي عقد في كييف: "تم إجراء تجربة إيجابية لأول صاروخ بالستي أوكراني. أهنئ صناعتنا الدفاعية على ذلك" رافضا "تقديم تفاصيل إضافية" حول هذا الصاروخ الجديد.

يأتي إعلان الرئيس الأوكراني عقب ليلتين متتاليتين من قصف روسي عبر أوكرانيا أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وتدمير بنى تحتية للطاقة. وتحاول أوكرانيا تطوير صناعة الأسلحة الخاصة بها وتشجيع الإنتاج العسكري محليا في إطار الجهود التي تبذلها من أجل أن تصبح أقل اعتمادا على المساعدات العسكرية الغربية.

وقال زيلينسكي الأسبوع الماضي إن قواته استخدمت للمرة الأولى في العمليات القتالية "صاروخا مسيّرا" طويل المدى أوكراني الصنع سمّي "باليانيتسيا". وكانت كييف وقّعت اتفاقات مع شركات غربية لصناعة الأسلحة من أجل إنتاج أسلحة صغيرة وذخيرة.

ع.ح/ع.ش (أ ف ب ، رويترز)