1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

متهم بالتردد.. هل تنجح استراتيجية شولتس في حرب أوكرانيا؟

٣١ مايو ٢٠٢٢

عقوبات ضد روسيا وأسلحة لأوكرانيا، ولكن مع التزام أقصى درجات ضبط النفس حتى لا تصبح طرفا في الحرب. الحكومة الألمانية تسير على خيط رفيع بما يخص الحرب الدائرة في أوكرانيا، فهل ستثبت هذه الاستراتيجية نجاعتها؟.

https://p.dw.com/p/4C3Xh
 (29.05.2022) المستشار أولاف شولتس متحدثا عبر الفيديو في تجمع أمام بوابة براندنبورغ تحت شعار: أوقفوا الحرب
وجهت اتهامات قاسية للمستشار الألماني أولاف شولتس فيما يخص إرسال أسلحة لأوكرانيا.صورة من: Christophe Gateau/dpa/picture alliance

قبل أيام قليلة وصف المستشار الألماني أولاف شولتس في مقابلة مع DW الاجتياح الروسي لأوكرانيا بأنه "عدوان وحشي لا يمكن القبول به". بيد أنّ الجهود يجب أن تتركز على الصعيد الدولي حسب شولتس على "ألا تكون هناك محاولة ناجحة مرة أخرى لتحريك الحدود بالقوة".

ووفقًا للحكومة الألمانية، فإن الطريق لتحقيق ذلك يمر من خلال عقوبات أكثر صرامة ضد روسيا، وقطع إمدادات الغاز والنفط في أسرع وقت ممكن، فضلاً عن  استمرار المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا.

ومع ذلك، بالرغم من هذه الجهود، يُنظر إلى شولتس على أنه متردد سياسيا على صعيد السياسة المحلية والدولية فيما يتعلق بمجال الحرب. وعبر تحالف إشارة المرور المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) يتخذ وزيرا الخارجية أنالينا بيربوك والاقتصاد روبرت هابيك (كلاهما من حزب الخضر) مواقف أكثر قوة فيما يتعلق بتسليم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا.

واشتكت ماري أغنيس شتراك-تسيمرمان (الحزب الليبرالي)، رئيسة لجنة الدفاع في البوندستاغ، في نهاية أبريل/نيسان على القناة الثانية في التلفزة الألمانية (ZDF) من ردود فعل المستشار قائلة إنه "لا يزال يتعين عليك قيادة المستشارية".

ويصف خبير السياسة الخارجية يوهانس فارفيك من جامعة هاله استراتيجية الحكومة الفيدرالية بأنها محاولة "للسباحة مع مجموعة من الشركاء". ووصف القرارات المتعلقة بفرض حظر على روسيا أنها تتطبق عادة عبر سياسة مترددة".

ماذا تريد ألمانيا؟

أندريه ميلنيك، السفير الأوكراني في ألمانيا، والذي يتعامل مع المستشار الألماني منذ بداية الاجتياح الروسي لبلاده بطريقة لم يفعلها أي دبلوماسي مع رئيس حكومة ألماني من قبل. قال يوم الجمعة الماضي لصحيفة "بيلد": "ببساطة فإن برلين خذلت أوكرانيا عسكريا". وقبل أيام كان السفير الأوكراني قد أعرب عن شكوكه برغبة برلين تسليم أية أسلحة ثقيلة لكييف، ودعا إلى اتخاذ قرارات "شجاعة".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر خلال محادثة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من تسليم أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا. وفي المحادثة التي استغرقت 80 دقيقة، دعا شولتس وماكرون مجددا إلى إنهاء الحرب، حسبما ذكر المتحدث باسم الحكومة الألمانية.

هذه المكالمة نظرت اليها صحيفة ديلي تلغراف اللندنية بتشكك. وقالت الصحيفة البريطانية: "هناك خطر من أن يقوض إيمانويل ماكرون وأولاف شولتس فكرة التضامن الغربي من خلال اتخاذ مبادراتهما الخاصة. ومن المحتم أن ينشأ الشك في أنهم يريدون إنهاء هذا الصراع لمصلحتهم الخاصة وليس لصالح أوكرانيا".

اتهامات قاسية بحق شولتس

الاتهام بأن شولتس يلعب من أجل كسب الوقت يأتي أيضا من السياسيين الألمان. وقال فلوريان هان، عضو الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض في البوندستاغ وعضو لجنة الدفاع، في مقابلة مع مجلة Cicero إن المستشار "يريد تأخير تسليم الأسلحة".

ليس هذا فحسب، بل إنّ خبير الدفاع في حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل رودريش كيزيفيتر، قال في برنامج "آنه فيل" الحواري على القناة الأولى (ARD): "أخشى أن المستشار لا يريد أن تفوز أوكرانيا في هذه الحرب"، وأوضح "أعني بالفوز هنا بمعنى أن  تندحر القوات الروسية وتطرد من أوكرانيا".

ومن المحتمل أن تكون هذه التصريحات جزءا من المماحكات الحزبية، لكن الشك لا يمكن إثباته على أساس تصريحات شولتس. فقد قال المستشار مؤخرًا: "يجب ألا تنتصر روسيا في هذه الحرب، يجب أن تبقى أوكرانيا على قيد الحياة".

ومع ذلك ، فإن شحنات الأسلحة الثقيلة تتأخر أكثر فأكثر. فعلى سبيل المثال ، تفتقر الدبابات المضادة للطائرات الموعودة من نوع Gepard، والتي تم إيقاف تشغيلها منذ فترة طويلة في ألمانيا، إلى الذخيرة. وأعلنت وزارة الدفاع الأسبوع الماضي أنه سيتم تسليم أول 15 قطعة من هذه الدبابات في يوليو/ تموز، مع 15 دبابة أخرى بحلول نهاية أغسطس/ آب.

ويرى الخبير يوهانس فارفيك أن تصرفات المستشار الألماني "ليست بدافع الجبن أو العجز، ولكن لأنهم لا يريدون المشاركة في الحرب ويبدو أنه ينظر في الآثار الجانبية والمخاطر المترتبة على تسليم الأسلحة".

النفوذ العسكري الروسي

وفي الوقت نفسه، حاول شولتس العثور على حلفاء لاستراتيجيته خلال زيارة إلى العديد من الدول الأفريقية. وهذا يشمل الرغبة في الحصول على الغاز من السنغال في المستقبل. كما تبحث ألمانيا عن بدائل للغاز الطبيعي الروسي في جميع أنحاء العالم.

وفي مالي، يشعر الجنود الألمان أيضا بآثار النفوذ العسكري الروسي في أفريقيا. وتحتفظ الحكومة العسكرية هناك بعلاقات وثيقة مع موسكو ومن المفترض أن تسمح للمرتزقة الروس من مجموعة فاغنر بالتصرف بحرية.

ووصف شولتس نفوذهم بأنه "مدمر" خلال زيارته لغرب أفريقيا. وقرر البوندستاغ مؤخرا إنهاء مهمة التدريب في مالي. ومع ذلك، سيواصل الجيش الألماني المشاركة في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام مينوسما. ومن المقرر أن تبقى القوات أيضا في النيجر. ووعد شولتس بذلك خلال زيارة للقوات.

العقوبات تثقل كاهل الأبرياء

ومع ذلك، فإن أكبر مشكلة تواجه أفريقيا نتيجة للحرب الأوكرانية هي الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والوقود. وما يعتبر تأثيرا على القدرة الشرائية للأسر المتوسطة في ألمانيا يهدد بأن يصبح مجاعة في البلدان الأفريقية. وفي مقابلة مع DW، وعد شولتس بتقديم مساعدات اقتصادية للبلدان المعنية وقال نحن نحاول إقناع جميع الدول المنتجة للنفط والغاز بزيادة الإنتاج، الأمر الذي من شأنه أن يخفف عن السوق العالمية".

ولكن في جنوب أفريقيا، كان لزاما على شولتس أن يدرك أن استراتيجيته بين أوكرانيا وروسيا لا يتقبلها الجميع. بعد فترة وجيزة من بداية الحرب، صوتت خمس دول ضد قرار الأمم المتحدة الذي يدين الغزو الروسي. وامتنعت 35 دولة عن التصويت، بما في ذلك 17 دولة أفريقية.

وفي مؤتمر صحفي عقده مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا الأسبوع الماضي، وصف شولتس مثل هذا السلوك السياسي بأنه "غير مقبول". وسلط رامافوزا الضوء على العواقب السلبية للعقوبات الغربية على بلاده وقال: "حتى الدول التي تقف متفرجة أو ليست جزءًا من الصراع ستعاني من العقوبات".

ومن الواضح أن الحكومة الفيدرالية لا تريد دفع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي إلى اتخاد أي موقف سياسي محدد. إذ قالت متحدثة باسم الحكومة في برلين الأسبوع الماضي إن الأمر متروك لأوكرانيا وحدها لتقرر في ظل أي ظروف تريد البلاد إحلال السلام.

ويرى الخبير فارفيك أن الارتباط بشكل وثيق للغاية بأهداف أوكرانيا يعد "خطأ فادح"، وقال لدينا بالتأكيد مصالح أخرى غير أوكرانيا، مثل تجنب الحرب المباشرة مع روسيا، والتي ترغب كييف في جرنا إليها. وتابع "يجب علينا تجنب ذلك بأي ثمن ".

لا ينبغي أن يكون من المحرمات "الضغط على أوكرانيا للموافقة على حل وسط سياسي مع روسيا، حتى لو كان ذلك يعني خسارة جزء من أراضيها. في الوقت الحالي، هذا أفضل من تصعيد طويل الأجل بنتيجة لا تحصى".

فإذا كانت شروط السلام الأوكرانية مرتفعة بشكل غير واقعي وواصلت روسيا القتال، فقد تواجه أوكرانيا حربًا طويلة وقد يعني ذلك بالنسبة لحلفاء كييف أنه سيتعين عليهم دعم البلاد بالمال والأسلحة ومساعدة اللاجئين لفترة طويلة قادمة.

وقد يلوح في الأفق نوع من أفغانستان الجديدة: بمعنى أن يكون هناك سنوات من المشاركة المالية والعسكرية والإنسانية دون نهاية متوقعة، بحسب الخبير فارفيك. بيد أن الأمر الذي قد يكون واضحا حاليا أنه لا يوجد سيناريو خروج للأزمة، لا في موسكو ولا في كييف أو برلين.

كريستوف هازلباخ/ علاء جمعة 

مراسلون حول العالم - ألغام مميتة في ماريوبول ومواضيع أخرى

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد