لوفتهانزا تلغي مئات الرحلات بسبب إضراب طياريها
٢٢ فبراير ٢٠١٠مع حلول منتصف ليل الاثنين ( 22 من فبراير/ شباط 2010) بدأ الطيارون في شركة لوفتهانزا الألمانية، أكبر شركات الطيران الأوروبية، إضرابا عن العمل،ربما يصبح هو الأكبر الذي تشهده لوفتهانزا في تاريخها. ودعا اتحاد الطيارين الألمان ما يزيد عن أربعة آلاف طيار يعملون لدى لوفتهانزا والشركات التابعة، وهي غيرمان وينغز ولوفتهانزا كارغو إلى الإضراب حتى يوم الخميس القادم.
تضرر عشرات آلاف المسافرين
في حالة مواصلة الطيارين لإضرابهم في الأيام القادمة سيتم إلغاء حوالي 3200 رحلة طيران. وقد ألغي بالفعل صباح اليوم في مطار كولونيا – بون 42 رحلة لطيران لوفتهانزا إضافة إلى 26 رحلة لشركة "جيرمان وينغز German Wings). ويعتزم الطيارون الإقلاع بطائراتهم القادمة إلى ألمانيا من الدول الخارجية لكنهم سيدخلون في الإضراب بعد الهبوط في ألمانيا. كما تنوي شركات طيران أجنبية تشغيل رحلات بطائرات عملاقة حتى يتسنى نقل المسافرين العالقين في صالات المطارات، ومن بين هذه الشركات شركة سويس أير التابعة لمؤسسة لوفتهانزا وكذلك شركاء لوفتهانزا في اتحاد شركات الطيران المعروف بـ "ستار أليانز". وتتوقع لوفتهانزا أن يتسبب الإضراب في خسارة تقدر بمئات ملايين اليورو.
وتسعى لوفتهانزا إلى الالتزام بالقيام بثلث الرحلات المبرمجة، باستخدام طيارين آخرين من بينهم طيارون يعملون أصلا في الشئون الإدارية بالشركة، كما أن ثلثي رحلات شركات "جيرمان وينغز German Wings)، ستتم برغم الإضراب، وسيجري تأجير طائرات وأطقم ملاحة جوية من شركات أخرى. وتقدم لوفتهانزا للمسافرين المتضررين من الإضراب إمكانية إلغاء الرحلة أو تغيير موعدها دون أن يدفعوا رسوما لهذا الغرض، كما أن الركاب الذين يسافرون داخل ألمانيا يمكنهم السفر بالقطار بدل الطائرة. وقامت لوفتهانزا بتقديم شكوى لدى محكمة العمل في فرانكفورت ضد الطيارين بسبب الإضراب.
خلاف حول تعريفة الأجور لفروع الشركة في الخارج
نمت شركة لوفتهانزفي السنوات الأخيرة ا بشكل كبير عن طريق قيامها بشراء شركات طيران أخرى. وترفض لوفتهانزا مطالب "نقابة الطيارين" بإخضاع فروع الشركة خارج ألمانيا لقانون تعريفة الأجور الألمانية. وصرح شتيفان لاوار رئيس شئون العاملين بلوفتهانزا بأن الشركة " مستعدة لضمان أماكن عمل الطيارين حتى عام 2012" مضيفا في الوقت ذاته أن لوفتهانزا لا يمكنها أن تقبل بتعميم قانون تعريفة الأجور الألمانية على فروعها في الخارج. من جهتها تخشى نقابة الطيارين الألمان أن تقوم لوفتهانزا خطوة بعد الأخرى بإلغاء وظائف طياري الشركة الذين يحصلون على أجور مرتفعة ونقل أماكن العمل إلى خارج ألمانيا.
وفي هذا السياق حاول وزير النقل والمواصلات الألماني بيتر رامزاوار تقريب وجهات النظر بخصوص تعريفة الأجور بين لوفتهانزا واتحاد الطيارين، لكن لم يتم التوصل إلى شيء بهذا الخصوص. وأعلنت إدارة لوفتهانزا على لسان رئيسها فولفغانغ مايرهوبر أنها مستعدة لإجراء مباحثات "بدون شروط مسبقة"، وطالبت في الوقت ذاته الطيارين بالتخلي عن مطالبهم "المخالفة للقانون والتي لا يمكن تحقيقها. من جانبه قال متحدث باسم نقابة الطيارين إن هناك شعورا بأن لوفتهانزا "ليس لديها اهتمام بنجاح المفاوضات بين الجانبين".
من جهته حذر وزير النقل والمواصلات الألماني بيتر رامزاوار من التبعات الفادحة للإضراب قائلا: "من غير الممكن أن تتوقف رحلات أكبر أسطول نقل جوي في ألمانيا لمدة أربعة أيام." وأضاف إن "هذه مسالة تضر بالمسافرين وتسبب ضربة جديدة قوية للاقتصاد الجوي، علاوة على أنها خسارة لسمعة واحدة من أشهر شركات الطيران في العالم."
هذا وقد لاقى الإضراب أيضا انتقادات من العاملين في القطاع الاقتصادي وأعرب مارتين فانسليبن المدير الرئيسي لمجلس غرفة الصناعة والتجارة الألمانية عن مخاوفه من آثار هذا الإضراب على قطاع الشحن الجوي وقال في تصريح لصحيفة بيرلينر تسايتونغ "بالنظر إلى أننا نخرج لتونا من أكبر أزمة اقتصادية عاشتها ألمانيا الاتحادية؛ فإن هذا الإضراب عديم المسئولية."
الكاتب كريستيان فالتس / صلاح شرارة
مراجعة: حسن زنيند