1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتأوكرانيا

عشرات القتلى والجرحى في قصف روسي شرق أوكرانيا وبرلين تندد

٣ سبتمبر ٢٠٢٤

قُتل 51 شخصا على الأقل وأُصيب أكثر من 200 بجروح في هجوم صاروخي روسي استهدف مدينة بولتافا، شرق أوكرانيا، وأدّى إلى تدمير جزئي لمعهد عسكري. فيما أدانت عواصم غربية "الوحشية" الروسية.

https://p.dw.com/p/4kElU
هجوم صاروخي روسي على أوكرانيا يخلف دمارا وعشرات الضحايا
ضربة "باغتت السكان بينما كانوا في طريقهم للاحتماء في ملجأ تحت الأرض"، وفق وزارة الدفاع الأوكرانيةصورة من: Diego H. Carcedo/Anadolu/picture alliance

قال مكتب النيابة العامّة الأوكرانية  إن 51 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 200 آخرين في هذا هجوم روسي في مدينة بولتافا، شرق أوكرانيا. وأفاد الحاكم الإقليمي فيليب برونين بأنّ "حوالي 18 شخصا قد يكونون تحت الأنقاض". وتعرّضت  القيادة العسكرية الأوكرانية  لانتقادات حادة من مدوّنين يحظون بشعبية كبيرة ومن مسؤولين، عقب هذا الهجوم الذي وقع في وقت احتشد فيه عدد من الجنود في مكان واحد داخل المعهد العسكري.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ صاروخين بالستيين سقطا، الثلاثاء (الثالث من سبتمبر/أيلول 2024)، على "معهد تعليمي ومستشفى مجاور" في بولتافا. وأوضح في رسالة عبر الفيديو أنّ "أحد مباني معهد الاتصالات تعرّض لدمار جزئي، وعلق أشخاص تحت الأنقاض"، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة أنشئت في ستينات القرن الماضي وتُعنى بتدريب المتخصّصين في مجال الاتصالات العسكرية.

وكان زيلينسكي أورد حصيلة أولية تفيد بمقتل 41 شخصا وإصابة أكثر من 180 آخرين بجروح. وأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية بأنّ الهجوم وقع بعد فترة قصيرة جدا من إطلاق الإنذار المضاد للطائرات، مضيفة أن الضربة "باغتت السكان بينما كانوا في طريقهم للاحتماء في ملجأ تحت الأرض". وقالت الوزارة "بفضل تنسيق العمل بين رجال الإنقاذ والأطباء، تم إنقاذ 25 شخصا بينهم 11 شخصا كانوا تحت الأنقاض"، مضيفة أنّ "عناصر الإنقاذ يواصلون عملهم".

 

دول البلطيق تبني دفاعات حدودية ضد روسيا

وتقع مدينة بولتافا على مسافة نحو 300 كيلومتر شرق كييف، والتي كان عدد سكانها حوالى 300 ألف نسمة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا. ودعت وسائل إعلام محلية السكان إلى التبرّع بالدم. وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، مبنى متعدد الطوابق مدمّرا بالكامل وعناصر إنقاذ يعملون وسط الركام. 

ولم تعلق موسكو، لكن مدونين عسكريين روس نشروا لقطات جوية التقطتها مسيرة تُظهر مبنى يبدو مطابقا للمعهد العسكري في بولتافا.

وأثار الهجوم غضبا بين المدوّنين العسكريين داخل أوكرانيا الذين باتوا يتمتّعون بتأثير واسع النطاق في ظل الحرب الروسية على بلادهم.

من جهتها، أعربت النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوغلا، العضو في لجنة الدفاع في البرلمان والتي غالبا ما تنتقد القيادة العسكرية الأوكرانية، عن أسفها لعدم معاقبة أي ضابط رفيع المستوى بسبب تعريضه مجموعات من الجنود للخطر خلال حوادث مماثلة وقعت في الماضي. وقالت عبر تطبيق تلغرام "المآسي تتكرر متى سيتوقف ذلك؟".

وفيما أشار بعض المدونين إلى أنّ الجيش الروسي أراد استهداف احتفال عسكري رسمي نُظّم في الهواء الطلق، تساءل المدون سيرغي ناوموفيتش الذي يتابعه أكثر من 135 ألف شخص على فيسبوك، "لماذا تجمّع هذا العدد الكبير من الأشخاص في هذا المكان؟".

غير أنّ وزارة الدفاع أكدت أنّه لم تكن هناك أي مراسم في الهواء الطلق أثناء وقوع المأساة. كما أمر الرئيس الأوكراني بإجراء "تحقيق كامل وسريع" في ملابسات هذا الهجوم. وتعهد "محاسبة" روسيا.

إدانة غربية لـ"وحشية" بوتين

وأثار الهجوم ردود فعل عواصم غربية. ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة إكس، أن "وحشية" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا تعرف حدودا"، مؤكدة أنّه "يجب محاسبته".

وتردّد ذلك على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الذي قال إنّ الضربة الروسية على مدينة بولتافا "تذكير مروّع" بـ"وحشية" بوتين.

من جهته، أشار وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان على إكس إلى أنّ "الضربات الروسية على بولتافا هي أحدث عمل عدواني بغيض في حرب بوتين البغيضة وغير القانونية في أوكرانيا".

وكرر الرئيس الأوركاني دعوة الحلفاء الغربيين إلى تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي إضافية بشكل عاجل والسماح لها بضرب عمق  الأراضي الروسية  بالصواريخ البعيدة المدى التي تسلّمتها.

 

وحتى الآن، ترفض دول غربية عدة، بينها الولايات المتحدة، الموافقة على تنفيذ  ضربات خارج الحدود الأوكرانية  خشية التصعيد مع موسكو. وواجهت قيادة الجيش الأوكراني ضغوطا الأسبوع الماضي بعد تحطّم مقاتلة اف-16 أمريكية الصنع أودى بحياة الطيّار الذي كان قد تلقّى تدريبا في الولايات المتحدة. ومقاتلات اف-16 من المعدّات العسكرية التي تسلّمتها كييف أخيرا بعد انتظار لأكثر من عامين. وأعلن زيلينسكي بعد هذا الحادث إقالة قائد القوات الجوية ميكولا أوليشتشوك.

ف.ي/ع.ج.م (ا.ف.ب)