صالح يغادر إلى الولايات المتحدة والجيش يطالب بتنحية أخيه

غادر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح العاصمة العمانية مسقط متوجهاً إلى الولايات المتحدة، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الاثنين (23 يناير/ كانون الثاني 2012)، فيما أكد الشباب المحتجون استمرارهم في الاعتصام وتخوفهم من "ألاعيب صالح". وكان صالح وصل مساء الأحد إلى المطار السلطاني الخاص في مسقط، بعد إلقائه خطاباً في صنعاء طلب فيه الصفح من الشعب اليمني، وأكد فيه أنه سيتوجه إلى الولايات المتحدة للعلاج، متعهداً بالعودة إلى بلاده لقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام.

ولم تشهد العاصمة اليمنية احتفالات بخروج صالح من البلاد، فيما قال وليد العماري، أحد قياديي الشباب المحتجين في صنعاء، إنه لا يجب "أن نستبق الأمور ... نخشى دائماً من ألاعيب صالح". وأكد العماري لوكالة فرانس برس أن المتظاهرين سيبقون "في الساحات، ويوم 21 فبراير/ شباط هو الذي سيحدد مستقبل اليمن"، في إشارة إلى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، التي يفترض أن ينتخب فيها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً للبلاد.

وكان صالح وقع في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي اتفاق المبادرة الخليجية لنقل السلطة، الذي ينص على تسليم سلطاته لنائبه. كما حصل السبت على حصانة كاملة في مجلس النواب بموجب هذا الاتفاق. وسمحت الولايات المتحدة له بقضاء "فترة محددة" للعلاج على أراضيها، كما أعلنت الخارجية الأمريكية الأحد. وكان صالح قد أصيب بجروح في تفجير داخل مسجد القصر الرئاسي بصنعاء في يونيو/ حزيران، نقل على إثرها إلى السعودية لتلقي العلاج طيلة ثلاثة أشهر. إلا أنه عاد إلى اليمن بعد ذلك.

اعتصامات حتى إقالة اللواء محمد الأحمر

وغداة مغادرته اعتصم عسكريون يمنيون الاثنين للمطالبة بإقالة قائد القوات الجوية اليمنية، وهو الأخ غير الشقيق لصالح، حسبما أفادت مصادر عسكرية. واعتصم جنود وضباط في قاعدتين جويتين في العاصمة اليمنية صنعاء وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، ضد اللواء محمد صالح الأحمر. كما تجمع المئات من ضباط وطياري قاعدة الديلمي الملاصقة لمطار صنعاء أمام منزل نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي يمسك بالصلاحيات التنفيذية في البلاد.

وقد هدد المعتصمون بنصب خيام في مكان اعتصامهم إلى أن تتم إقالة اللواء محمد الأحمر. وذكرت مصادر عسكرية أن جندياً رمى بحذائه باتجاه اللواء الأحمر، بينما كان يلقي خطاباً في قاعدة الديلمي، ما تسبب في مواجهات في القاعدة. وتدخل الحرس الجمهوري، الذي يقوده نجل الرئيس اليمني أحمد، واستخدمت قواته الرصاص المطاطي وخراطيم المياه، ما تسبب في جرح خمسة جنود، حسب المصادر نفسها. وتسببت هذه الحادثة في توترات في قاعدة العند الجوية في عدن، التي نظم جنودها اعتصاماً للمطالبة بإقالة الأحمر. كذلك قام رجال قاعدة طارق بمدينة تعز، جنوب صنعاء، بالإعلان عن إقالة قائدهم الذي يتهمونه بالفساد، وتعيين ضابط آخر مكانه، حسبما أفاد ضباط. وقامت قوات الحرس الجمهوري بتطويق القاعدة واعتقلت ستة جنود، كما ذكر الضباط.

(ي.أ/ أ ف ب)

مراجعة: محمد المزياني