1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

احتكاك مع الروس.. لماذا تبدو مهمة ألمانيا في مالي مُعقدة؟

٢ يوليو ٢٠٢٢

تستمر بعثة الأمم المتحدة في مالي لعام آخر، هذه المرة يرى خبراء أن الوضع سيكون أكثر صعوبة مع انسحاب القوات الفرنسية. ألمانيا تريد ملء الفراغ لكن التحديات كبيرة، ليس أقلها خطرا الاحتكاك العسكري المحتمل مع قوات روسية.

https://p.dw.com/p/4DW0q
جنود ألمان في مالي- أرشيف
جنود ألمان في مالي- أرشيفصورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

 

قد لا يكون خبر تمديد مجلس الأمن لمهمة القوات متعددة الجنسيات في مالي (بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي) مهمًا بدرجة كبيرة، بما أن هذه القوات تعمل في هذا البلد منذ تسع سنوات، لكن التمديد هذه المرة سيكون دون القوات الفرنسية التي ركزت كثيًرا على الدعم الجوي، ما يجعل مهمة البعثة أكثر صعوبة.

بالنسبة لألمانيا، فقرار استمرارها في البعثة تأكد منذ شهر ماي/أيار الماضي، خلال زيارة وزير الخارجية الألمانية لمالي، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الجنود الألمان في العام القادم، لكن ذلك مشروط بعدم تعرّض الجنود لخطر كبير نتيجة ضعف الدعم الجوي، وإلّا فمن حق برلين إلغاء المهمة حسب الاتفاق، ما يطرح أسئلة كثيرة حول قدرات البعثة مستقبلاً، خصوصاً مع استمرار استهداف المسلحين المتطرفين للمدنيين وللقوات الدولية.

صعوبة تعويض الفرنسيين

يقول أولف ليسينغ، رئيس برنامج الساحل في مؤسسة كونراد أديناور في مالي ، لـ DW إن القوات الفرنسية، التي تستعين بطائرات الهيلوكبتر، كانت تتكلف بمهام قتالية. ويعتقد أنه سيكون صعبا للغاية تعويضها، إذ تنشغل كل الدول التي تمتلك طائرات هيلوكبتر بأدوار دفاعية في إطار قوات الناتو المتمركزة شرق أوروبا، ما سيؤثر بشكل كبير على نجاعة تدخل البعثة في مالي، حسب تأكيداته.

قوات فرنسية في مالي
قوات فرنسية في ماليصورة من: EtatMajordes Armées

ولم توقف فرنسا الدعم الجوي، في خلاف عميق مع الحكومة العسكرية المالية، بل كذلك أنهت انتشار قوات تاكوبا التي تضم قوات أوروبية خاصة بدعم القوات المالية في القتال ضد الجماعات الجهادية، حسب ما نشرته فرانس برس.

وقال الجنرال باسكال ياني المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية في لقاء مع صحافيين حسب المصدر ذاته هذا الأسبوع، إن "إعادة تنظيم انتشار القوات العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل التي تقررت بتعاون وثيق مع الشركاء الأوروبيين والأمريكيين الشماليين أفضت إلى إنهاء عمليات قوة تاكوبا في مالي اعتبارًا من 30 حزيران/يونيو".

تعاظم الدور الروسي

تحدٍ آخر يواجه البعثة، هو استمرار نشاط القوات الروسية في شمال مالي، إذ تؤكد تقارير أن الحكومة العسكرية بقيادة أسيمي غويتا، تؤجر مرتزقة روس من شركة فاغنر المشهورة، ويتحدث ليسينغ عن أن الحكومة تضع تقييدات على تحركات طائرات البعثة في الشمال، ويمكن للبعثة أن تعاني تقييدات أكبر مستقبلا مع استمرار انتشار الروس.

أنصار روسيا في مالي
متظاهرون يرفعون أعلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد انسحاب فرنسا من البعثة الأمميةصورة من: Florent Verges/AFP

لا يتوقف عمل البعثة على المهام العسكرية وعلى المراقبة، بل تدعم كذلك استمرار مؤسسات في عملها، ومنها المحاكم، والعمل الإنساني، ودعم الفئات المعرّضة لخطر الاستقطاب من لدن الجماعات الجهادية، حسب تأكيدات ليسينغ.

رفعت ألمانيا عدد جنودها من 1100 إلى 1400، عدد منهم سيعوضون الفرنسيين في قطاع تقديم الخدمات الطبية، وآخرون سيحمون المطار العسكري في منطقة جاو، لكنهم يواجهون، حسب ليسينغ، مستقبلا غامضاً فيما يتعلّق بهذا المطار الذي شيّدته القوات الفرنسية، وكانت هي من تشرف على استخدام قوات البعثة له، سواء في إجلاء الجرحى أو تقديم خدمات استخباراتية.

بعثة بدور محدود

وعموما تبقى البعثة ككل مخيبة للآمال حسب رأي أنا شماودر، التي تعمل لصالح المعهد الهولندي كلينغندايل ، إذ ترى أن مالي لا تزال في حرب، ولا يوجد تقدم في نزع سلاح الميليشيات، وأجزاء كثيرة من البلد سقطت في أيدي العناصر الجهادية، كما أن الحكومة المؤقتة، بدعم المرتزقة الروس، أضحت تستهدف المدنيين أكثر.

"الحكومة الشعبوية هي معادية للغرب، وخصوصا لفرنسا، وتحمل المسؤولية فيما آل إليه الوضع إلى الشركاء الغربيين"، كما تقول شماودر لـDW.

Infografik Zivile Tote Mali EN
رسم بياني للمدنيين الذين قُتلوا في مالي. الخط الأزرق هو لضحايا الجماعات المتطرفة والمتمردين. والخط الأسود هو لضحايا القوات النظامية.

لكن خروج القوات الفرنسية قد يعطي مجالا أكبر للقوات الألمانية. تقول شماودر إنه حتى قبل تمديد عمل البعثة، كان الجيش الألماني هو أكثر من يوفر وحدات القوات. وما يدعم كلامها أن دولا مشاركة في البعثة كالسويد وبريطانيا تعوّل بشكل كبير على الجنود الألمان، وإذا ما سحبتهم برلين، فوحدات دول أخرى ستضعف كثيرا وقد تُسحب هي الأخرى.

لكن إن كان دور ألمانيا في البعثة قوياً، فالتنسيق مع الحكومة المالية في التدريب العسكرية وصل طريقاً مسدوداً، وبرلين أوقفت مشاركتها فيما يتعلق بمهمة التدريب العسكريومن المنتظر أن ينهي الاتحاد الأوروبي هذه المهام ككل.

يتوقع متتبعون أن يتعاظم الدور العسكري الألماني داخل البعثة الأممية خلال السنوات القديمة، لكن كيف ستكون العلاقة مع حكومة عسكرية لا تخفي تعاونها مع الروس؟ تحدٍ آخر سيكون على برلين التعامل معه، ففي هذا البلد الإفريقي الغربي، تظهر جبهة مواجهة ألمانية- روسية خارج القارة الأوروبية وبعيدا عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

مارتينا شويكوفسكا/ع.ا

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد