1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خطاب الأسد ـ غابت الوعود وحضر الوعيد

١٠ يناير ٢٠١٢

الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الرابع منذ بدء الانتفاضة الشعبية لم يغادر ثوابته: تدخل خارجي، مؤامرة وإصرار على تفادي التغيير وتجاهل الرأي العام ما دفع بالمعارضة إلى اعتبار الخطاب إعلان رسمي لمزيد من التطرف.

https://p.dw.com/p/13h63
رضوان زيادة: تاريخيا لا يمكن هزيمة أي ثورة شعبيةصورة من: dapd

أختار الرئيس السوري بشار الأسد جامعة دمشق مكانا لإلقاء كلمته الرابعة منذ إندلاع الإنتفاضة، والتي بثها التلفزيون السوري الرسمي. وفيما قد يبدو تطورا ايجابيا قال الأسد إنه رحب بفكرة توسيع الحكومة "لتضم كل القوى السياسية"، مشيرا إلى احتمال إجراء استفتاء في مارس/ آذار القادم على دستور جديد للبلاد. ولكن وبما يشبه الحرص على عدم بذل أي وعود تبشر بالتغيير عاد الأسد ليقول " إن هذا الإصلاح سيفشل إذا كان جزءا من الأزمة "، مشيرا بالقول "لا نبني الإصلاح على الأزمة وإذا بنيناه (على ذلك) فسنعطي للقوى الخارجية الحق لكي تتدخل في أزمتنا تحت مبرر الإصلاح."

ويرى معارضو النظام السوري أن لا جديد في الخطاب، فالرئيس الأسد لا يفكر إلا بالأسلوب الذي يبقيه في السلطة غير ملتفت إلى ما يعانيه السوريون من مآس إنسانية واقتصادية، وهو ما ذهب إليه المعارض السوري المعروف ومدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان الدكتور رضوان زيادة في حديث مع دويتشه فيله، مشيرا إلى أن" رأس النظام يعلن بهذا الخطاب شرعيته منذ وصوله إلى السلطة وهو ما يجعل الوضع يقف على عتبة مواجهة حقيقية شاملة".

"الخطاب سيكون وقودا للثورة السورية"

منذ 15 آذار/ مارس 2011 تشهد سوريا تظاهرات يومية تندد بنظام البعث الحاكم وبسلطة الرئيس بشار الأسد. السلطة واجهت المتظاهرين والمحتجين بالنار والاعتقالات، وسقط قتلى من المتظاهرين ومن الجيش يقدر عددهم بأكثر من 5000 شخص، وفقا الأمم المتحدة.

في 2 اكتوبر2011 اتفق المعارضون السوريون على تشكيل مجلس وطني بعد عدد من المؤتمرات في تركيا ودمشق والقاهرة وانتخبوا برهان غليون رئيسا له، لكن بعض فصائل المعارضة اختارت البقاء خارج مظلة هذا المجلس.

الرئيس بشار الأسد في خطابه اليوم كرر اتهاماته بوجود "مخططات خارجية" تسعى لتأجيج الأزمة، ولم يتراجع عن موقفه، وهذا يرهن كل الوضع قيد سؤال كبير: إلى متى يمكن للمحتجين الصمود بوجه عنف السلطة؟

NO FLASH Syrien Grenze Flüchtlinge
سوريون نزحوا الى لبنان هربا من المواجهاتصورة من: AP

د. رضوان زيادة في معرض إجابته عن هذا السؤال قال" تاريخيا لا يمكن هزيمة أي ثورة شعبية، واعتقاد الرئيس الأسد بأنه يستطيع تجاوز أزمة النظام الحالية كما فعل أبوه في ثمانينات القرن الماضي هو محض وهم، فالوضع اليوم مختلف تماما عنه في الثمانينات إن كان على مستوى الإعلام أو على مستوى المجتمع الدولي، والأهم من هذا وذاك هو مستوى قوة الشعب السوري وإرادته وتصميمه على إسقاط نظام الأسد ".

واعتبر رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن الشعب كان ينتظر من الأسد التنحي عن السلطة في خطابه، لكنه فاجأ الجميع بمزيد من التصعيد، وهو ما اتفق معه مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان في حديثه إلى دويتشه فيله مبينا " أن هذا الخطاب سيكون بمثابة وقود للثورة السورية التي لن تتوقف حتى إسقاط الأسد وإنشاء نظام ديمقراطي بديل".

توقيت ذو دلالة

الجامعة العربية التي كانت قد أطلقت مبادرة وافقت عليها حكومة سوريا وسمحت للمراقبين العرب بدخول أراضيها لمراقبة الأوضاع فيها، وجدت نفسها بعد أن شرع المراقبون بعملهم عاجزة عن حماية أرواح المتظاهرين كما هي عاجزة عن تفعيل الملف السوري المعروض أصلا على مجلس الأمن، حسبما أعلن وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ما يدفع بالمراقبين إلى ربط توقيت إلقاء الخطاب بالموقف العربي والدولي غير الفعّال تجاه حكومة الأسد.

المعارض السوري رضوان زيادة اتفق مع هذا الرأي مشيرا إلى" أن النظام السوري يعتمد بشكل رئيسي على دعم روسيا له في مجلس الأمن، وهذا ما يعزز ثقته بنفسه، لكن هذه ثقة خاسرة لأن موقف روسيا سوف يتغير مع استمرار الإرادة الشعبية للتغير والتظاهرات السلمية التي سوف تجبر المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب الشعب السوري واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين".

Syrien Assad Rede Januar 2012
الاسد في خطابه الرابع يتوعد أكثر مما يعدصورة من: dapd

عمليا يعني هذا أن الرئيس الأسد لا يملك في مجلس الأمن إلا الحليف الروسي، ولكن روسيا لا يمكن أن تحمي نظاما دخل في مواجهة مع شعبه، وهو ما ذهب إليه د. رضوان زيادة. لكن المعارضة السوري لا تبدو متفقة على طلب الحماية الدولية أو التدخل الدولي وقد يكون هذا من أسباب تردد المجتمع الدولي في التدخل بتفاصيل هذا الملف، لكن المعارض السوري رضوان زيادة أكد أن موقف المجلس الوطني السوري كأكبر طيف معارضة واضح بهذا الخصوص ومفاده " ضرورة أن يصدر مجلس الأمن قرارا من اجل حماية المدنيين وذلك من خلال فرض المناطق الآمنة وفرص حظر جوي جزئي، وبهذا فإن المجلس يطالب بتدخل دولي عاجل وواضح لوقف المجازر بحق الشعب السوري، ودون ذلك لا يملك السوريون آليات حماية الشعب".

ملهم الملائكة

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات