1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

باسل شحادة – مخرج سوري اختار الموت في وطنه

٣١ مايو ٢٠١٢

تتشابه قصة موت شحادة مع كثيرين ممن لقوا حتفهم برصاص القناصة، إلا أن حياته لا تشبه حياة أحد آخر في سوريا، فقد اختار ترك دراسته للإخراج في الولايات المتحدة ليعود إلى وطنه من أجل توثيق يوميات "الثورة".

https://p.dw.com/p/154ap
صورة من: Facebook

"باسل وعلى صليبك كتب قاتلوك... وخلفك وجهي... أخفيه عن ناظريك لئلا يزيدوا نكرانك... طوبى لك حبيبي... طوبى لنا... طوبى لي فأنا عروسُ اليوم لا عريس لها... واغفر لهم يا أبتي.... واحمل عنا هذا الكأس"، هكذا نعت رند حبيبها السينمائي باسل شحادة، الذي قتل في قصف على مدينة حمص. كان شحادة أحد أبرز مصوري "الثورة السورية"، إذ قام بتعليمبعض شباب حمص مهارات المونتاج. عددهم كان أكثر من خمسة عشر شاباً، ومن أبرزهم أحمد الأصم الشهير بأحمد أبو إبراهيم، وهو مخرج التقارير الواردة من حمص، وأبرز ما قدمه هو التقرير الخاص بـ"التهجير من حمص". وتشاء الأقدار أن يسقطا سوية برصاص القناصة في حي الصفصافة، كما أكد مقربون من شحادة.

Symbolbild das gefährliche Leben von Journalisten
رابطة الصحفيين السوريين استنكرت قتل 36 صحفياً ومصوراً وناشطاً إعلامياً منذ بداية الثورة السورية

السوريون يحاولون عدم اعتياد أخبار الموت، إلا أن آلة القتل أسرع من محاولاتهم، ففي شهر أيار/ مايو قُتل خمسة ناشطين إعلاميين بنيران قوت الأمن السورية، كما أفاد ناشطون، وهم عمار محمد وأحمد عدنان الأشلق ولورانس فهمي النعيمي وأحمد الأصم وباسل شحادة.


موت الناشط حياته

في ظل غياب القدرة على التعبير حتى عن الحزن على الأرض، ينعي الأصدقاء أصدقاؤهم الذين فقدوهم على صفحاتهم في الفيسبوك، ولعل أقسى أشكال النعي في يومنا حين يكتب صديق لصديق قد مات على صفحته وينتظر أن يرد عليه.

تقول رنا محمد، وهي إحدى صديقات شحادة: "تبدأ الفجيعة بوصول خبر غير مؤكد ويبدأ الأصدقاء موجة عشوائية من التعليقات البعيدة عن تأكيد الخبر باعتباره مزحة غير مقبولة، وتبدأ مشاركة التعليقات على صفحات الآخرين". وتضيف رنا بالقول: "حين يطول نفي الخبر من صاحب العلاقة تبدأ موجة مشاركة صورة الفقيد إلى أن يصبح الفيسبوك صورة واحد لشخص واحد، وبعدها يأتي التعليق بـ" الله يرحمه.. شهيد".

Symbolbild zur Pressefreiheit
"في ظل غياب القدرة على التعبير حتى عن الحزن على الأرض، ينعي الأصدقاء أصدقاؤهم الذين فقدوهم على صفحاتهم في الفيسبوك"صورة من: picture-alliance/dpa

ومن يحالفه الحظ من "الشهداء" بأصدقاء من الإعلاميين الناشطين يصدرون بياناً يندد بقتل الفقيد ويطالب المجتمع الدولي بمزيد من التحرك لوقف العنف في سوريا. ومن لم يحالفهم الحظ ينضموا إلى قائمة طويلة من ضحايا العنف: كرقم لا اسم.

ففي بيان لرابطة الصحفيين السوريين استنكرت قتل 36 صحفياً ومصوراً وناشطاً إعلامياً منذ بداية "الثورة السورية" وورد في البيان أيضاً: "إننا في رابطة الصحفيين السوريين نحمّل نظام الأسد المسؤولية عن سلامة كل الصحفيين في سوريا، وندين الحرب المستمرة التي يشنها نظام الأسد على الصحفيين والتي تشمل السجن والتعذيب والأذى النفسي والمادي والتضييق بأنواعه لمنع الصحفيين من نقل حقيقة ما يجري في سوريا".


"ضمتني حمص حتى غمضت عيوني"


تتشابه قصة موت شحادة مع كثيرين ممن لقوا حتفهم برصاص القناصة، إلا أن حياته لا تشبه حياة أحد آخر في سوريا، كما علق أصدقاؤه على صفحته. فبعد بدء الاحتجاجات في سوريا اعتقل باسل في تموز/ يوليو الماضي وخرج بعدها من سوريا متجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية لبدء دراسته بالتصوير السينمائي في غطار منحة جامعية، إلا أنه لم يمكث كثيراً حتى عاد ليشارك أبناء بلده "ثورتهم"، فانتقل إلى حمص قبل ثلاثة أشهر، مقدماً خلالها تقارير وأفلام تسجيلية، ومشاريع أخرى لم يُكتب لها أن تكتمل.


كما كان من أول المنظمين للنزول إلى الشارع بسلمية لدعم الثورة في مصر من خلال اعتصام نظمه مع زملائه أمام السفارة المصرية بدمشق في كانون الثاني/ يناير 2011. ولعل من أبرز ما قدمه الشاب الذي لم يتم ربيعه التاسع والعشرين بعد، فيلم "أغاني الحرية" حول النضال السلمي وأهميته من خلال مقابلات أجراها مع مفكرين عرب وغربيين، نورمان فبنكلستين ونعوم تشومسكي وإيريكا شينويث ورزان زيتونة، إضافة إلى عشرات الأفلام القصيرة والتقارير.


ومن آخر ما كتبه باسل شحادة على صفحته كان: "أنا درست معلوماتية.. لقيت حالي محدود بمعادلات مملة ومكررة، قمت درست اَثار بس تفاجأت من كتر المستحاثات ببلدن، قمت درست إخراج، حبيتا بس كان بدي اتميز اكتر قمت طلعت عاميركا, لا .. أنا راجع عبلدي اخدت بسكليتي و سقتا عالهند مشوار شم هوا.. لقيت الارض ماوسعتني.. ما لقيت غير حمص تفهمني و أفهما.. ضمتني حمص حتي غمضت عيوني..أنا... باسل شحادة"

رولا أسد

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات