1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراقيون متعطشون للأمن ويؤيدون وحدة تراب بلادهم

استطلاع للرأي يبشر بتفاؤل المواطنين العراقيين بمستقبل بلادهم ويبيّن مدى تعطشهم إلى حياة آمنة. الغالبية تؤيد الدستور ودمقرطة البلاد والمراقبون يلاحظون تفاوتا ملحوظا بين المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية.

https://p.dw.com/p/7baJ
جندي عراقي يققف وفي الخلفية علم البلادصورة من: AP

إذا ألقينا نظرة سريعة على حصيلة أعمال العنف التي شهدتها الأراضي العراقية في الأسبوع الماضي قبل أيام معدودة من إجراء الجولة الانتخابية الثالثة الخميس المقبل، فإننا نلاحظ تكرار مشاهد العنف التي سبقت إجراء الجولة الأولى في يناير/كانون الأول من العام الجاري واستفتاء الدستور في أكتوبر/تشرين أول الماضي: انتحاريان يفجران الثلاثاء الماضي نفسيهما في أكاديمية الشرطة في بغداد، مما أسفر عن سقوط 43 مواطنا، وقنبلة مفخخة في حافلة مكتظة بالمسافرين كانوا في طريقهم إلى الناصرية تودي بحياة 30 مواطنا. ورغم تأجج نيران دوّامة العنف في العراق واستمرار أعمال المقاومة التي تحصد كل يوم أرواح مواطنين أبرياء وحالة الفوضى التي تعم البلاد، يرى المراقبون أن غالبية العراقيين "واثقة من أن الحالة ستتحسن قريبا." كما تشير استطلاعات الرأي أن المطلب الأولى للمواطنين العراقيين هو استتباب الأمن والاستقرار. هذا ما كشف عنه استطلاع للرأي قامت به المجلة الألمانية واسعة الانتشار "دير شبيغل" بالتعاون مع قنوات التلفزيون الأمريكية "ABC News" والبريطانية "BBC" واليابانية "NHK" والمجلة الأمريكية "تايم".

الأمن في صدارة المطالب

Wachposten an achäologischer Stätte im Irak
الأمن أولاصورة من: dpa

ووفقا للاستطلاع الذي نشرت المجلة الألمانية نتائجه أمس الأحد، فإن غالبية المواطنين الذين شملهم المسح تطالب القيادة العراقية بإحلال الأمن والسلام والاستقرار. وعن أسباب انعدام الأمن والاستقرار، يبيّن الاستطلاع أن 53 بالمائة من العراقيين يُرجعون تدهور الوضع الأمني إلى الإرهاب، فيما يقول 11 بالمائة إن الجريمة هي السبب. أما 11 بالمائة منهم فيعزون ذلك إلى تواجد القوات الأمريكية في بلادهم. وردا على سؤال القائمين على إجراء الاستطلاع حول الحالة العامة في الأراضي العراقية مقارنة مع الفترة التي سبقت الاجتياح الأمريكي، يرى 53 بالمائة من العراقيين أن الحالة "أسوء،" فيما يرى 44 بالمائة أن الحالة "أفضل" من السابق. أما بخصوص الحالة الشخصية للأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع، فإن 71 بالمائة يرون أن حالتهم "جيدة"، بينما يرى 29 بالمائة منهم أن حالتهم "سيئة". وعن آفاق المستقبل، قال 64 بالمائة إن حالتهم الشخصية "ستتحسن،" فيما قال 12 بالمائة إن الحالة "ستسوء".

تفاوت ملحوظ بين المناطق

Irak Kurdistan Jubel über Wahl von Talabani
تأييد كردي لانتخاب طالباني رئيسا للعراقصورة من: AP

أما بخصوص رأي المواطنين العراقيين حول اجتياح القوات الأمريكية لبلادهم، فإن المراقبين سجلوا تفاوتا ملحوظا بين المناطق العراقية. ففي حين يرى 80 بالمائة من سكان المناطق الكردية أن الاجتياح كان "صحيحا،" يقول 80 بالمائة من المناطق الوسطى (السنية) إن هذا الاجتياح كان "خطئا". أما سكان العاصمة بغداد، فإن 47 بالمائة منهم يعتبرون الاجتياح خطوة "سليمة،" بينما يقول 58 بالمائة من مواطني المناطق الجنوبية (الشيعية) إن دخول القوات الأجنبية بلادهم كان أيضا "صحيحا". وعلى صعيد تواجد قوات أجنبية في العراق، لاحظ المراقبون أيضا تفاوتا جغرافيا واضحا. ففي حين يؤيد 75 بالمائة من مواطني المناطق الكردية الشمالية بقاء القوات الأجنبية في الأراضي العراقية، يعارض 85 بالمائة من سكان المناطق الوسطى استمرار مرابطة قوات أجنبية في بلادهم. كما سجل القائمون على إجراء الاستطلاع رفضا ملحوظا لبقاء القوات الأجنبية في المناطق الجنوبية وفي العاصمة بغداد. وحسب نتائج الاستطلاع، فإن 72 بالمائة من سكان بغداد يرفضون ذلك، فيما يرفض 59 بالمائة من سكان المناطق الجنوبية الشيعية بقاء القوات الأجنبية في أراضيهم.

من يحكم العراق؟

Irak Nationalversammlung in Bagdad
اجتماع الجمعية العراقية العامة في مستهل العام الجاريصورة من: AP

ومن أهم الأسئلة التي تطرق لها الاستطلاع هو من يحكم في رأيك العراق؟ وهنا يبيّن الاستطلاع أن 44 بالمائة يرون أن الحكومة العراقية المؤقتة هي التي تقوم بذلك، بينما قال 24 بالمائة منهم إن هذا الدور تقوم به الحكومة الأمريكية. وعن فرص تحسن الحالة العامة في المستقبل، يرى 70 بالمائة من المشاركين أن الحالة "ستشهد تحسنا،" فيما يقول 12 بالمائة إن الحالة "ستزداد سوءا". أما 11 بالمائة منهم فيرون أن الوضع "سيبقى على حاله".

تأييد واضح للدستور

Irak Referendum Verfassung P178
نعم للدستورصورة من: AP

وبخصوص مسألة الدستور المصيرية، يلاحظ المراقبون تأييدا كبيرا في معظم المناطق ما عدا المناطق الوسطى (السنية). ففي حين يؤيد 88 بالمائة من سكان المناطق الكردية الدستور العراقي الجديد، يؤيده 85 بالمائة من المناطق الجنوبية وكذلك 79 بالمائة من سكان بغداد. أما المناطق الوسطى (السنية) فيقتصر التأييد فيها على 35 بالمائة فقط. أما بخصوص النظام السياسي الذي سيخلف الانتخابات المزمع تنظيمها في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الجاري، فإن 51 بالمائة من المواطنين يؤيدون "تنصيب رئيس قوي" في بلادهم، فيما يقول 28 بالمائة إن الديمقراطية هي النظام السياسي "المناسب" لحكم العراق. وعلى صعيد وحدة الأراضي العراقية، فإن 70 بالمائة من المواطنين الذين شملهم المسح يؤيدون بقاء بلادهم "موحدة" في ظل حكومة مركزية قوية، بينما ينادي 18 بالمائة منهم بتأسيس عراق فيدرالي. أما 9 بالمائة، فإنهم ينادون بتقسيم العراق.

ناصر جبارة ـ دويتشه فيله