العثور على آثار يورانيوم عالي التخصيب في إيران
٢٦ مايو ٢٠١٢قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أحدث تقرير لها إن صوراً للأقمار الاصطناعية كشفت عن وجود "نشاط واسع" في موقع بارتشين العسكري في إيران، ما يعزز الشكوك في وجود أبحاث تتعلق بالتسلح النووي فيه. وكشفت الوكالة أن رئيسها يوكيا أمانو كان يرغب خلال زيارته لطهران في الحادي والعشرين من أيار/ مايو في "إبرام" اتفاق من أجل توضيح الاتهامات الموجهة لإيران بإجراء هذه الأبحاث. إلا أنه لم ينجح في ذلك، غير أنه أكد على توصله لاتفاق مبدئي مع كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي، وأنه سيتم التوقيع على الاتفاق "قريباً جداً".
وأوضح تقرير الوكالة أيضاً أن الآثار التي عثر عليها في موقع فوردو داخل جبل قريب من مدينة قم هي ليورانيوم مخصب بدرجة 27 بالمائة. وكانت إيران أبلغت الوكالة أن الموقع يقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تزيد على عشرين بالمائة، وهو ما جعل الوكالة تدعو إيران إلى "تقديم توضيح وطلبت تفاصيل إضافية"، موضحة أنها "أخذت في الخامس من أيار/ مايو 2012 عينات من الموقع نفسه (...) وهذه العينات يجري تحليلها حالياً".
غير أن محللين قللوا من أهمية آثار اليورانيوم التي عثرت عليها الوكالة الدولية في إيران، إذ عزا مارك فيزباتريك، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، لوكالة فرانس برس، ذلك إلى "خلل فني على الأرجح"، مضيفاً أن "هناك أسباباً كافية للقلق من عمليات التخصيب الإيرانية. لكن هذه ليست واحدة منها على الأرجح".
من جهته أكد مارك هيبس، الخبير في الانتشار النووي بمؤسسة كارنغي للسلام الدولي، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن هذا الاكتشاف "ليس دليلاً على أن إيران تخصب سراً اليورانيوم بنسبة تزيد على عشرين بالمائة".
إيران تندد بدعوات إسرائيل لمهاجمة برنامجها النووي
من جهته رأى المندوب الإيراني لدى الوكالة، علي أصغر سلطانية، أن "حديث بعض وسائل الإعلام عن هذه المسائل التي لا أهمية لها (...) يكشف أهدافاً سياسية" ترمي إلى "النيل من مناخ التعاون البناء بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية". واعتبر سلطانية أن التقرير يقدم "البرهان" على أن البرنامج النووي الإيراني طابعه سلمي، بدون أن يشير إلى آثار اليورانيوم المخصب.
كما أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد خزاعي، في رسالة وجهها إلى أعضاء مجلس الأمن، أن تصريحات إسرائيل الداعية للحرب ضد بلاده تهدد الأمن والسلام العالميين. وأدانت الرسالة، التي أرسلت نسخه منها أيضا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بشدة التهديدات الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائلي، والتي توعد من خلالها بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، واصفة إياها بأنها "استفزازية و تتعارض مع القوانين الدولية".
( هـ د / أ ف ب / د ب أ )
مراجعة: ياسر أبو معيلق