"السودان على وشك حرب أهلية وعملية السلام في خطر"

دويتشه فيله: ماذا يجري الآن في السودان بالضبط سيد إبراهيم؟

الحادث الجلل بمقتل جون قرنق ألقى بظلال كثيفة على الشعب السوداني. هناك اتهامات بان الحادث غير طبيعي وبان هناك إياد خفية تحرك الشارع. الناس قامت بمظاهرة عقب الإعلان مقتل قرنق لكن الحكومة تؤجج الفتنة لصرف أنظار العالم عن التفكير في أسباب مقتل قرنق وتنفي التهمه عن نفسها. نسمع أصوات حتى من داخل الحكومة تبرر للقتل والعنف وتقول ردود فعل طبيعية. البلد يعيش في فوضى عارمة ليس في الخرطوم فحسب، بل وامتد العنف إلى الأقاليم الأخرى. أتوقع استمرار العنف وتوسع رقعته إلى بقية الأقاليم. الجيش والشرطة بالدبابات والمدرعات في الشارع والعنف مستمر. السودان اليوم على كف عفريت.

دويتشه فيله: هل الإحداث الجارية الآن عفوية وتلقائية أم أن هناك جهات دعت لها وتنظمها؟

في البداية كانت تلقائية بسبب الإحباط عقب مقتل قرنق والخوف مما قد يحصل بعد ذلك لكن الحكومة قابلتها بالعنف. ألان صارت هناك ردود فعل تبدو وكأنها منظمة. هناك بداية لتصفيات عرقية ومناطقيه. ندعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والأسرة الدولية لتحمل مسؤولياتهم قبل أن تحدث الكارثة وقبل أن يحدث تطهير عرقي ضد الجنوبيين. الوضع جد خطير.

دويتشه فيله: هل تعتقدون أن جون قرنق لحقي حتفه بحادث طبيعي؟

هناك اتهامات لجهات كثيرة داخلية وخارجية. لإطراف من داخل الحكومة ومن الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيش تحرير السودان أو لإطراف خارجية. من البداية كان متوقعا موت قرنق بعد الاستقبال الجماهيري الذي له عند وصوله إلى الشمال. من المتوقع جدا أن تقتل الحكومة قرنق ولاسيما وأنها لها سوابق كثيرة في هذا الشأن، فلقد سبق وان لجأت إلى أسلوب القتل لقيادات سودانية بارزة في السابق ولها سجل حافل في هذا الشأن. ندعو إلى تحقيق دولي مستقل مع جميع الجهات لتوضيح الحقيقة، لدرئ الفتنة ولحقن الدماء وحماية الوطن والمواطنين.

دويتشه فيله: لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان اتفقت مع رواية الحكومة بان الحادث قضاء وقدر؟

لا احد يستطيع أن يؤكد أن الحادث كان قضاء وقدر. الحادث ليس طبيعيا. ولابد من التحقيق. التصريح الذي صدر من احد قادة الحركة بأنه حادث طبيعي كان مستعجلا وسبق التحقيقات. الإعلان عن أن موت قرنق طبيعي لم يستند على أي تحقيق.

دويتشه فيله: ما هو مستقبل عملية السلام في السودان في رأيكم؟

عملية السلام في خطر واتفاقية نيفاشا أيضا في خطر. الانفصال صار قاب قوسين أو أدنى. جميع القوى يجب أن تجتمع فورا لاتخاذ خطوات لمنع وقوع الانفصال. هناك إطرافا في الحكومة وفي جبهة تحرير السودان لهم مصالح في الانفصال ولا يحبذون الوحدة. وقد كان الدكتور قرنق كان من ابرز المدافعين عن الوحدة وعن حقوق الإنسان السوداني ومن مناصري أبناء دارفور.

أجرى المقابلة د.عبده جميل المخلافي ـ دويتشه فيله