1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

آخر أيام البابا

ثلاثة أيام عانى فيها البابا سكرات الموت وهو راقد على فراشه بعد أن ساءت حالته الصحية، أقيمت خلالها الصلوات من أجله وشارك فيها مسلمون ويهود إلى جانب المسيحيين في مختلف أنحاء العالم.

https://p.dw.com/p/6S99
امرأة تصلي من أجل تخفيف آلام الباباصورة من: AP

استمرت الحالة الصحية للبابا يوحنا بولس الثاني بالتدهور في الساعات الأخيرة قبيل الوفاة. وقال نافرو فالس المتحدث باسم الفاتيكان أن وضع قداسته حرج بعد أن أصبح تنفسه ضعيفاً للغاية. وأضاف بأن الحبر الأعظم "أصبح في يدي الله عز وجل". وقد أشار المراقبون ساعتها أن قداسته على يرقد على فراش الموت. ويدل على ذلك عدم نقله إلى المستشفى رغم حالته الصحية، مما يعني أن الأمل بشفائه لم يعد قائماً. وقد أكد ذلك الأطباء مساء اليوم الجمعة حسب وكالة الأنباء الإيطالية الرسمية اسنا.

وكان البابا يوحنا بولس الثاني يعاني منذ سنوات من مرض باركنسون الذي اصابه بعجز وضعف كبيرين لكن نزلة صدرية بسيطة اثارت المضاعفات التي أدت الى وفاته السبت. فقد ادخل الحبر الاعظم في الاول من شباط/فبراير بشكل طارئ الى المستشفى لاصابته بالتهاب حاد في الشعب الهوائية. وعاد الى الفاتيكان بعد عشرة ايام على ذلك لكن الاطباء اعتبروا ان عودته هذه كانت متسرعة. وادخل مجددا الى مستشفى جيميللي في 24 شباط/فبراير حيث خضع لعملية جراحية ادخل خلالها انبوب في عنقه لمساعدته على التنفس. ومنذ عودته الى الفاتيكان في 13 اذار/مارس لم يتمكن البابا من ان يتعافى من هذه العملية. واضطر الى الى ان يوكل الى اقرب مساعديه مهمة ترؤس الاحتفالات باسبوع الالام ولم يتمكن رغم جهوده من التلفظ باي كلمة مفهومة خلال صلاة التبريك التقليدية في عيد الفصح المجيد. وشهد وضعه الصحي تدهورا مفاجئا مساء الخميس. واصيب بالتهاب في المجاري البولية وبتسمم بالدم وبخلل في وظائف القلب. والجمعة لم يخف الناطق باسم البابا جواكين نافارو فالس "خطورة وضع" الحبر الاعظم. ومساء الجمعة اصدر الفتايكان بيانا كثير التشاؤم.

العالم يصلي من أجل قداسته

Beten, Hoffen, Trauern, Spezialbild, Papst Johannes Paul II
صلوات من أجل البابا في كل مكانصورة من: AP

وفي الوقت الذي رقد فيه البابا على فراش الموت تدفق الآلاف من المؤمنين إلى ساحة القديس بطرس للصلاة من أجله. وفي كنيسة لاتيران بالعاصمة روما حضر المئات لنفس الغرض وفي مقدمتهم الرئيس الإيطالي كارلو انسيغليو كيامبي ورئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني. وامتدت الصلوات من أجل البابا إلى مختلف أنحاء أوروبا والعالم. ففي بولندا أقيمت القداديس في مختلف أنحاء البلاد وسط أجواء متوترة وخاصة في مدينة فادوفيتشي مسقط رأسه. وفي البرتغال وايرلندا وكرواتيا وفرنسا وأسبانيا أقام الأساقفة والكرادلة الصلوات وسط جموع غفيرة. وتكررت مشاهد الصلاة في بلدان أمريكا اللاتينية وأستراليا وشرق آسيا وبلدان عربية كفلسطين والعراق ولبنان. ولم تقتصر الصلوات على المسيحيين وإنما تجاوزتهم إلى المسلمين واليهود. ففي أووربا أقامت العديد من الجاليات اليهودية والإسلامية صلوات خاصة من أجل الحبر الأعظم نظراً لجهوده النادرة من أجل التعايش السلمي والمصالحة بين مختلف الأديان والأعراق.

خدمة متميزة للتعايش بين الأديان

Papst in Syrien
بعض المتجمعين في ساحة القديس بطرسصورة من: AP

تميز البابا يوحنا بولس الثاني بجرأة نادرة على صعيد الانفتاح تجاه الأديان الأخرى والحوار معها. وهو أول حبر أعظم أقدم على زيارة مسجد في العاصمة السورية دمشق عندما زارها عام 2001. ولم يسبق لبابا أن دعا إلى السلام كما فعل في خطبه. كما كان من أشد المدافعين عن حقوق الإنسان. وكانت زيارته للقدس في عام 2000 بمثابة رمز كبير. فقد صلى هناك على حائط المبكى وطلب من اليهود الصفح على ما ارتكبه المسيحيون بحقهم. كما التقى بممثلي الأديان السماوية الثلاثة هناك. وفي روما استضاف قداسته العديد من اللقاءات الدينية الهادفة إلى تكثيف الحوار والتعاون بين المسيحية والإسلام.

مراسيم ما بعد الوفاة

Papst Geburtstag Petersdom
ساحة القديس بطرسصورة من: AP

على صعيد آخر أخذت الكنيسة الكاثوليكية تهيئ أتباعها لوفاة الحبر الأعظم وتدعو في جميع أنحاء العالم إلى الصلاة من أجله. وبحسب الدستور البابوي الذي أصدره البابا نفسه عام 1996 فإن قداديس جنائزية ستقام على مدى تسعة أيام في حالة وفاة الحبر الأعظم. أما مواراته الثرى فتتم بين اليومين الرابع واليوم السادس بعد الوفاة. ويحدد الدستور بالتفصيل كل الإجراءات والممنوعات التي تلي وفاة البابا والمتعلقة بجنازته ودفنه وانتخاب خلفه. وبموجبه يقوم الأسقف "كامرلنغ" بإدارة الممتلكات البابوية عندما يصبح الكرسي البابوي شاغراً. كما أنه مسؤول عن دعوة مجمع الكرادلة إلى إثبات الوفاة وإعلانها رسمياً من قبل أسقف روما. ويحدد الكرادلة يوم وساعة وطريقة حمل جثمان الحبر الأعظم إلى كاتدرائية الفاتيكان حيث يسجى ليلقي عليه المؤمنون النظرة الأخيرة. ويوارى البابا الثرى في كاتدرائية القديس بطرس، إلا إذا نصت وصية بابوية على ترتيبات مخالفة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد