1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وسط تفشي الكوليرا.. توافق سوداني على تسهيل عبور المساعدات

٢٣ أغسطس ٢٠٢٤

وافق الجيش وقوات الدعم السريع في السودان على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما منذ نحو عام ونصف عام. فيما تواجه البلاد مخاطر المجاعة وتفشي أمراض خطيرة مثل الكوليرا.

https://p.dw.com/p/4jrhN
نازحون في شمال دارفور في السودان
تتواصل معاناة المدنيين في السودان مع تفشي المجاعة والأمراض صورة من: Mohamed Zakaria/REUTERS

أكدت دول الوساطة، في بيان ختامي بشأن السودان، صدر الجمعة (23 أغسطس/آب 2024)، بعد  مباحثات في سويسرا، أنها استحصلت "على ضمانات من طرفي النزاع لتوفير نفاذ آمن ودون عراقيل عبر شريانين رئيسيين، هما الحدود الغربية عبر معبر أدري في (إقليم) دارفور، وطريق الدبة التي تتيح الوصول الى الشمال والغرب من بورتسودان". وشددت الدول على أن "الغذاء والجوع لا يمكن استخدامهما كسلاح في الحرب".

واندلعت المعارك منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. واتسع نطاق الحرب لتطال مناطق واسعة من البلاد، وتتسبب بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وبدأت المباحثات الأسبوع الماضي في جنيف برعاية الولايات المتحدة والسعودية وسويسرا، وحضرها ممثلون لقوات الدعم السريع، بينما غاب عنها الجيش واكتفى الوسطاء بالتواصل مع ممثليه عبر الهاتف. وهدفت المباحثات التي حضرها خبراء وأفراد من المجتمع المدني، الى تحقيق وقف للقتال وضمان إيصال المساعدات الانسانية وتطبيق تفاهمات يوافق عليها الطرفان. وسبق لطرفي النزاع أن أجريا سلسلة جولات من المباحثات خصوصا في مدينة جدة، من دون التمكن من تحقيق خرق جدي أو الاتفاق على وقف مستدام للنار.

وأكد البيان الختامي للمباحثات أن "شاحنات المساعدات هي في طريقها لتأمين مساعدات لمواجهة الجوع في مخيم زمزم وأجزاء أخرى من دارفور"، مشددا على ضرورة أن "تبقى الطرق مفتوحة وآمنة لنتمكن من إدخال المساعدات الى دافور ونبدأ بتحويل مجرى الأمور ضد المجاعة". وشدد الوسطاء في بيانهم على مواصلة "تحقيق تقدم" بغرض فتح ممر آمن ثالث للمساعدات عبر سنّار بجنوب شرق البلاد.

محادثات جنيف.. هل أفشلها البرهان قبل بدايتها؟

وفي نهاية تموز/يوليو، دعتهما واشنطن إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا أملاً في وضع حدّ للحرب المدمّرة. في حين قبلت قوات الدعم السريع الدعوة، أبدت السلطات بقيادة البرهان تحفّظها على آليتها وعبرت عن اختلافها مع واشنطن في شأن المشاركين. وأوقعت الحرب  آلاف القتلى  وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وفق الأمم المتحدة التي وعلى غرار منظمات غير حكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تندّد بعوائق توضع أمام العمل الإنساني. وأرغم النزاع أكثر من خمس السكان على النزوح، بينما يواجه نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان السودان، "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وفق ما أفاد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في حزيران/يونيو. دفعت الحرب بمخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور بغرب البلاد إلى المجاعة.

 

تفشي الكوليرا في البلاد

وقال مسؤولون إن السودان يعاني للعام الثاني على التوالي من تفشي الكوليرا، والذي تسبب في وفاة 28 شخصا على الأقل الشهر الماضي، وذلك وسط هطول الأمطار في مناطق تكتظ بالنازحين جراء  الحرب المستمرة منذ 16 شهرا في البلاد.

فتاة صغيرة تعاني من أعراض المجاعة في السودان
يعاني الأطفال في بعض مناطق السودان من الأمراض والمجاعةصورة من: Luke Dray/Getty Images

وقال شبل السحباني، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان لرويترز في مدينة بورتسودان إن البلاد سجلت  658 إصابة بالكوليرا في خمس ولايات  منذ بداية الموجة الحالية من التفشي في يوليو تموز. وأضاف السحباني أنه مع انهيار أو دمار معظم البنية التحتية الصحية في البلاد وتقلص عدد الموظفين بسبب النزوح، توفي نحو 4.3 بالمئة من المصابين، وهو معدل مرتفع مقارنة بتفشي أمراض أخرى. وذكر أن نحو 200 ألف شخص معرضون لخطر الإصابة بالمرض. وتسببت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم وشردت أكثر من 10 ملايين داخل السودان وخارجه. ويواجه السودان تفشيا لخمسة أمراض مختلفة بشكل متزامن منها حمى الضنك والحصبة.

وحذر خبراء دوليون من  مجاعة في مخيم زمزم بدارفور، وهي منطقة غمرتها الأمطار وعرضة بشكل كبير لتفشي الكوليرا. وقال وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم إن حوالي 12 ألف إصابة وأكثر من 350 وفاة سجلت في موجة الكوليرا السابقة بين أكتوبر تشرين الأول 2023 ومايو أيار 2024، مضيفا أن لم يكن هناك تفش كبير في السنوات التسع التي سبقت الحرب. ويتركز التفشي الحالي في ولايتي كسلا والقضارف اللتين تؤويان 1.2 مليون نازح.

وذكر إبراهيم أن الحكومة الموالية للجيش اتخذت تدابير غير تقليدية تضمنت  الإسقاط الجوي في محاولة لتوصيل اللقاحات والإمدادات  إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وكذلك المناطق المعزولة التي يسيطر عليها الجيش. وأكد المسؤولان أن احتياجات السودان تفوق بكثير جهود الإغاثة خاصة وأن النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة لمساعدة البلاد لم يجمع سوى ثلث التمويل اللازم.

ف.ي/ص.ش (د ب ا، رويترز)