واشنطن: بكين ودول شرق أوسطية تخفي حصيلة إصاباتها بكورونا
٢ أبريل ٢٠٢٠قال برلمانيون أمريكيون نقلاً عن تقرير سرّي للاستخبارات الأمريكية إنّ بكين كذبت بشأن الحصيلة التي نشرتها لضحايا فيروس كورونا المستجدّ على أراضيها، مؤكّدين أنّ العدد الحقيقي للوفيات الناجمة عن الوباء أعلى بكثير.
وخلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض حول تطوّرات مكافحة وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة، سئل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هذا الأمر لكنه لم يرد بوضوح. وقال إن "أرقامهم تبدو أقل من الواقع قليلاً".
وتحدثت وكالة بلومبرغ للأنباء الأربعاء (الأول من أبريل/ نيسان 2020) عن تقرير مخابراتي سري تم تقديمه إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي. وتقدر المخابرات، حسب الوكالة، أن عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد الذي أعلن في الصين خاطئ وبعيد عن الواقع.
ووفقاً لثلاثة مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب سرية التقرير، فإن التقارير العامة الصينية عن حالات الإصابة بالفيروس التاجي كانت "غير مكتملة عن قصد" وأن أعدادها مزيفة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد شكك سابقاً في البيانات القادمة من الصين منذ البداية، متهماً بكين مراراً وتكراراً بالتستر على معلومات حول حالات الفيروس التاجي ونشر معلومات مضللة.
وقال بومبيو في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، إن الصين كانت "أول دولة تعرف عن المخاطر التي قد يتعرض لها العالم بسبب هذا الفيروس، لكنهم أخروا مراراً مشاركة هذه المعلومات مع العالم".
وبحسب وكالة بلومبيرغ، فإن الصين ليست الدولة الوحيدة التي تفتقر إلى الشفافية في الإبلاغ عن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وعدد الوفيات، فوفقاً لمسؤولين غربيين، فإن إيران وروسيا وإندونيسيا، وخاصة كوريا الشمالية، ربما تكون قد فعلت ذلك أيضاً. فيما تدعي كوريا الشمالية أن لديها حالة إصابة واحدة بفيروس كوفيد-19، كما أفاد التقرير أن كلاً من مصر والسعودية ربما تكونان قد قللتا من أعداد الإصابات المعلن عنها لديهما.
وأعلنت الصين التي سجلت أول إصابة بمؤض كوفيد-19 أن 3312 شخصاً توفوا و81 ألفاً و554 آخرين أصيبوا بالفيروس، وهي أرقام أقل من تلك التي سُجلت في الولايات المتحدة حتى الآن، حسب تعداد جامعة جون هوبكينز المرجعي.
لكن العديد من الخبراء يرون أن الأرقام الصيني أقل بكثير من العدد الحقيقي، استناداً إلى العدد الكبير للأسر التي تتقدم لتسلم جرار رماد أقربائها مستفيدة من رفع إجراءات العزل في مدينة ووهان حيث ظهر المرض.
كورونا يضرب الجيش الأمريكي
وتسبب انتشار فيروس كورونا بين صفوف العاملين على متن حاملة الطائرات "يو اس اس ثيودور روزفلت" في إصدار البحرية الأمريكية أمراً بإجلاء آلاف البحارة منها بعد تحذير قبطانها من أن تفشي فيروس كورونا على متنها يهدد حياة الطاقم.
وقال مسؤول أمريكي رفيع إن البحرية سارعت الى حجز غرف في فنادق على جزيرة غوام للعديد من أفراد الطاقم الذين يربو عددهم على اربعة الاف، في حين يتم اعداد فريق من بحارة غير مصابين لإبقاء السفينة قيد التشغيل.
واعترف مسؤولو البنتاغون بأن محنة روزفلت تمثل تحدياً للاستعداد العسكري، مشيرين الى أن القوات الأمريكية تواجه الوباء في جميع أنحاء العالم بالقدر نفسه.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أبلغ القبطان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن فيروس كورونا المستجد ينتشر في شكل لا يمكن السيطرة عليه على متن سفينته، داعياً إلى تقديم مساعدة فورية لعزل أفراد طاقمه. وحذّر قبطان الحاملة بريت كروزييه رؤساءه قائلاً: "انتشار المرض مستمر ومتسارع". وناشدهم بالقول: "نحن لسنا في حالة حرب. لا حاجة لأن يموت البحارة".
ولم يحدد كروزييه عدد المصابين على متن حاملة الطائرات، كما أن البحرية لا تعلن ارقاماً لأسباب أمنية. لكن مسؤولاً قال إن حصيلة المصابين أقل من رقم الـ 100 إصابة، الذي تداولته وسائل إعلام أمريكية.
وقال البنتاغون إن أكثر من 1400 من العاملين والمتعاقدين في وزارة الدفاع أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، بينهم 771 عسكريا.
وضع كارثي في أمريكا
من ناحية أخرى، تجاوزت حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في أمريكا 200 ألف حالة يوم الأربعاء، حيث تضاعف عدد الإصابات في أقل من أسبوع، وتجاوزت حصيلة الوفيات 4 آلاف، مع توقع كبار مسؤولي الصحة مواجهة أسابيع عصيبة خلال الفترة المقبلة في مكافحة الفيروس القاتل.
وتستعد الولايات المتحدة بقوة لمكافحة الوباء حيث توقع الرئيس دونالد ترامب مواجهة أسبوعين "مؤلمين للغاية". وقال البيت الأبيض إن حصيلة ضحايا الفيروس قد تصل إلى 240 ألف حالة وفاة.
وحذر أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك من أن نحو 16 ألف شخص قد يفارقون الحياة نتيجة فيروس كورونا في نيويورك وحدها.
وفي حين تعد نيويورك بؤرة تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، حذر كومو من تفشي الفيروس في مناطق أخرى، قائلاً: "انظروا إلى حالنا اليوم، ترون أنفسكم غداً". وقال كومو إن إجمالي حالات الوفاة في ولاية نيويورك وصل إلى 1941، وهو ما يمثل قرابة نصف الوفيات جراء الإصابة بالفيروس على مستوى البلاد.
وتصل حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في الولاية إلى 83 ألفا و712 حالة على الأقل.
وأوضح كومو أن "هذا الرقم سيستمر في الزيادة"، متوقعاً أن يصل تفشي المرض على المستوى المحلي إلى ذروته "في نهاية نيسان/ أبريل تقريباً". وقال إن نيويورك ستحتاج خلال الذروة إلى 110 آلاف سرير بالمستشفيات و37 ألف جهاز تنفس الاصطناعي، لكن الحكومة الاتحادية لم ترسل سوى 4000 جهاز تنفس.
ع.ح/ع.غ (د ب أ، أ ف ب)