كورونا ـ انتقادات أمريكية وأوروبية لـ"توظيف" موسكو للمساعدات
١ أبريل ٢٠٢٠ذكر التلفزيون الرسمي الروسي أن طائرة نقل عسكرية أقلعت من مطار خارج موسكو في وقت مبكر من يوم الأربعاء (الأول من أبريل/ أيار)، متجهة إلى الولايات المتحدة وعلى متنها شحنة معدات طبية وكمامات لمساعدة واشنطن في مكافحة فيروس كورونا.
وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين بحثا خلاله أفضل سبل مكافحة الفيروس. وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء مساء أمس الثلاثاء نقلا عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "قبل ترامب بامتنان هذه المساعدة الإنسانية". أما ترامب فقد تحدث بنفسه وبحماس عن المساعدة الروسية بعد اتصاله الهاتفي مع بوتين.
هذه المساعدات التي اعتبرت مُفاجئة نظرا للعلاقات المتوترة بين موسكو وواشنطن بسبب اتهامات لروسيا بتدخلها في مصير الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل نحو أربع سنوات، زادت من حدة الانتقادات الموجهة أصلا للرئيس ترامب، وذلك لما اعتبر "فشلا ذريعا" في إدارته لأزمة كورونا في البلاد. ويرى المنتقدون خاصة في الحزب الديمقراطي، أن موسكو تستخدم مثل هذه المساعدة كأداة سياسية ودعائية لفرض نفوذها، وهو ما ينفيه الكرملين بقوة.
من جهتها، عرضت قناة روسيا 24 الروسية صباح اليوم الأربعاء صورة للطائرة وهي تقلع من مطار عسكري خارج موسكو في جنح الظلام، وكان مخزنها ممتلئ بصناديق من الورق المقوى وغيرها من العبوات.
يتزامن ذلك مع ارتفاع مرعب لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجّد في الولايات المتحدة إلى أكثر من 187 ألف إصابة، مع تسجيل 829 حالة وفاة في يوم واحد، ليتجاوز عدد الوفيات أكثر من أربعة آلاف.
بينما وفي روسيا بلغ عدد الإصابات المُعلن عنها، 2337 حالة إلى جانب 17 حالة وفاة بالفيروس، وفقا للبيانات الرسمية التي شكك أطباء محليون في دقتها.
انتقادات أوروبية قوية لروسيا
وسبق لروسيا أن أرسلت مساعدات إلى إيطاليا أكثر البلدان الأوروبية تضررا من وباء "كوفيد-19"،وفي ذات الوقت ركزت تقارير إعلامية روسية على ما وصفته عجز الاتحاد الأوروبي في توفير مساعدة سريعة لبلد عضو. غير أن الاتحاد الأوروبي انتقد بقوة ما أسماه "نشر ممنهج لمعلومات خاطئة خلال أزمة كورونا، وتوضيفها لأغراض سياسية".
وجاء في بيان صادر ليل الثلاثاء/ الأربعاء عن مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد (EEAS) أن هذا يحدث "من خلال تشكيك مباشر في قدرات ومصداقية الاتحاد الأوروبي" فيما يتعلق بالأزمة الحالية.
واتهم البيان على وجه الخصوص مواقع مقربة من الكرملين بتقديم صورة خاطئة عن التكتل الأوروبي على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ووضعه في التعامل مع أزمة كورونا، وأنه عاجز على تقديم المساعدة لأعضاءه وعلى رأسها إيطاليا ودول البلقان العضوة في الاتحاد.
ويضيف البيان أن خصوصا ما يتعلق بالمساعدات التي قدمت إلى إيطاليا عمدت "المؤسسات الإعلامية المُراقبة من قبل الدولة إلى تحويل اهتمامها نحو إبراز جهوزية روسيا لاحتواء الوباء".
ووجه البيان أيضا انتقادات للصين التي لم تقدم مؤسساتها الإعلامية حقائق دامغة حول مصدر الفيروس الذي ظهر أول مرة في إقليم ووهان الصيني قبل أن يتمدد إلى أكثر من 180 دولة إلى حدود الأربعاء.
و.ب/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب، رويترز)