1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد نهب شاحنات مساعدات بالسودان.. مسؤول أممي يطالب بممر آمن

٣ مايو ٢٠٢٣

طالب مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة بالحصول على ضمانات وموافقات على أعلى مستوى وبشكل علني لتوفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية. وجاءت هذه المطالبة بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب.

https://p.dw.com/p/4Qr8k
مارتن غريفيث مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث
طالب غريفيث بضمانات من طرفي الصراع في السودان لتوفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية صورة من: Fabrice Coffrini/AFP

قال مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث اليوم الأربعاء (الثالث من مايو/أيار 2023) إنه يعمل على الحصول على ضمانات من طرفي الصراع في السودان لتوفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب على وقع استمرار المعارك بين الجيش والدعم السريع ما يقوض وقف إطلاق نار جديد.

"موافقات مطلوبة على أعلى مستوى"

وقال غريفيث من بورتسودان، التي فر إليها عدد كبير من الأشخاص منذ نشوب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل ثلاثة أسابيع، "ما زلنا بحاجة إلى موافقات وترتيبات للسماح بتنقل العاملين والإمدادات".

وأضاف للصحفيين عبر رابط فيديو من بورتسودان "سنحتاج إلى موافقات على أعلى مستوى وعلى نحو معلن، وسنحتاج لتحويل هذه الالتزامات إلى ترتيبات محلية يمكن الاعتماد عليها".

 

وقال شاهد من رويترز إن دوي ضربات جوية تردد في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الأربعاء رغم موافقة طرفي الصراع على وقف جديد لإطلاق النار لسبعة أيام اعتباراً من غد الخميس، مما قوض فرص صمود هدنة.

وقال غريفيث إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أبلغه بأن ست شاحنات كانت متجهة إلى دارفور غربي السوادن نُهبت في الطريق على الرغم من تأكيدات على ضمان السلامة والأمن. ولم يصدر بعد تعليق من برنامج الأغذية العالمي.

وقال غريفيث "إنها بيئة ملتهبة، لذا نحتاج هذه الالتزامات". وأضاف "ليس الأمر كما لو أننا نطلب المستحيل. نحن نطلب تنقلاً (آمناً) للإمدادات الإنسانية والأشخاص. نقوم بذلك في كل دولة أخرى حتى دون وقف لإطلاق النار. من المعتاد في العمل الإنساني الذهاب إلى حيث لا يذهب الآخرون".

وأضاف: "البيئة إذاً غير مستقرة. وبالتالي نحتاج إلى الالتزامات، أنها أحد الواجبات الملقاة على عاتقي في سياق هذه الزيارة إلى المنطقة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي في نيروبي إنه يتعين على المجتمع الدولي بأسره أن يوضح لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان ولزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن الوضع غير مقبول. وقال أيضاً إنه يتعين الضغط على الزعيمين للاتفاق على وقف إطلاق نار وإجراء حوار سياسي والانتقال إلى حكومة مدنية.

ودخل القتال حالياً أسبوعه الثالث وتدور رحاه بالأساس في العاصمة الخرطوم وهي واحدة من أكبر المدن في القارة الإفريقية. وتسبب الصراع في مقتل المئات، وقالت وزارة الصحة السودانية أمس الثلاثاء إن 550 شخصا قتلوا وأصيب 4926.

وأحصت الأمم المتّحدة سقوط قرابة مئة قتيل منذ الأسبوع الماضي عندما بدأ القتال في هذه المنطقة التي شهدت في العقد الأول من الالفية الثانية حرباً أهلية أوقعت 300 ألف قتيل وأدّت إلى نزوح 2,5 مليون شخص.

مأساة إنسانية قد تصبح "كارثة حقيقية"

كانت الأمم المتحدة قد حذرت الاثنين من أنّ النزاع يحوّل المأساة الانسانية إلى "كارثة حقيقية". وعبرت منظمة الصحة العالمية عن خشيتها من "كارثة" في النظام الصحّي الذي كان أساساً هشّا في بلد هو من الأفقر في العالم.

وتوقفت عمليات تسليم المساعدات في بلد يعتمد نحو ثلث سكانه بالفعل على المساعدات الإنسانية. وربما تعتمل الآن كارثة أوسع نطاقاً مع عبور لاجئين من السودان إلى دول مجاورة تعاني الفقر. وقالت الأمم المتحدة إن 100 ألف شخص فروا إلى البلدان المجاورة دون طعام أو ماء يُذكران

وأعربت نقابة الأطباء عن قلقها إزاء "الانهيار الكامل للنظام الصحي في الجنينة"، عاصمة غرب دارفور، مضيفة أنّ نهب المراكز الصحية ومخيّمات النازحين أدّى إلى "إجلاء عاجل" للفرق الإنسانية.

والثلاثاء، أعلنت الأمم المتّحدة أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام وما زالت بحاجة لنحو 1,5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.

وما زاد الوضع سوءًا هو أنّ أعمال العنف والنهب لم توفر المستشفيات ولا المنظمات الانسانية التي اضطر العديد منها إلى تعليق أعماله في السودان. وتعمل 16% فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم ولكنها تعاني من نقص في المستلزمات وكوادرها الطبية منهكة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وتختتم حكومات أجنبية عمليات إجلاء لرعاياها شهدت إعادة الآلاف لبلادهم. وقالت بريطانيا إن آخر رحلة جوية ستغادر بورتسودان اليوم الأربعاء وحثت أي بريطانيين متبقين في السودان ويريدون المغادرة على التوجه إلى هناك.

ع.ح./أ.ح. (رويترز ، أ ف ب)