1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الدور الألماني في عملية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو

١٠ يوليو ٢٠٢٣

تطلب كييف من ألمانيا مساعدتها في الانضمام إلى حلف الناتو. وإزاء ذلك، نشر مركز بحثي ألماني خطة، يمكن بموجبها أن تنضم كييف إلى الحلف. فما موقف حكومة المستشار أولاف شولتس من هذا الملف؟

https://p.dw.com/p/4TfU9
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع المستشار الألماني شولتس في برلين
طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من ألمانيا حصول بلاده على دعم برلين للانضمام إلى الناتوصورة من: Matthias Schrader/AP Photo/picture alliance

تزايد الثقل السياسي لألمانيا داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشكل ملحوظ خلال الأشهر الـستة عشر الماضية، وتحديدا منذ خطاب المستشار أولاف شولتس أمام البرلمان، والذي أطلق عليه إعلاميا "خطاب نقطة التحوّل"، حيث جاء ردا على  الغزو الروسي  لأوكرانيا، وفيه تعهد المستشار الألماني بتحديث الجيش عن طريق صندوق مالي ضخم بقيمة 100 مليار يورو.

وتلى ذلك زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي في ألمانيا، فيما باتت برلين قبلة الدول الراغبة في الانضمام إلى الناتو للحصول على الدعم الألماني لتمهيد الطريق أمام نيل عضوية التحالف.

وفي هذا الصدد، نشر مؤخرا المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، وهو مركز فكري وبحثي مقره برلين، تحليلا حمل عنوان "الأمن الدائم لأوكرانيا" قبل قمة الناتو المقبلة في عاصمة ليتوانيا فيلنيوس.

ويكشف التحليل النقاب عن الخطوات الحاسمة التي يجب أن تؤدي في نهاية المطاف إلى انضمام أوكرانيا  إلى الناتو.

ويقترح باحثو المعهد الألماني تقديم الدعم لأوكرانيا من خلال "ميثاق للأمن ولإعادة الإعمار ولتحقيق السلام"، بما يشمل "إجراءات متعاضدة ومنسقة" بين الاتحاد الأوروبي والناتو ومجموعة السبع وأكثر من 50 دولة منخرطة في مساعدة أوكرانيا.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد صرح، يوم الأحد (9 تموز/ يوليو)، بإن بلاده مستعدة لتقديم  الحماية الأمنية لأوكرانيا على غرار ما توفره لإسرائيل، لكنه قلل من آمال أوكرانيا في الانضمام السريع للناتو.

وفي مقابلة مع شبكة  "سي إن إن"، أضاف بايدن أن أوكرانيا  "غير مستعدة الآن" للانضمام للحلف، مشيرا إلى أنه لا يوجد "إجماع" على انضمام كييف إلى الحلف في الوقت الحالي.

يتزامن هذا مع نقلته صحيفة "تليغراف" البريطانية عن مصدر داخل حلف الناتو قوله إن ألمانيا تعتزم العمل على تأجيل انضمام أوكرانيا إلى الناتو، جراء مخاوف من أن تدفع مثل هذه الخطوة إلى فتح صراع بين الحلف وروسيا.

وأضاف المصدر "سوف تستغل برلين قمة الناتو في فيلنيوس هذا الأسبوع لحث الأعضاء الآخرين على التركيز على الضمانات الأمنية بدلا من مقترح العضوية، بما سوف يساعد  أوكرانيا في الدفاع عن نفسها في حالة عدم الانضمام إلى الحلف".

تعهد المستشار الالماني بتحديث الجيش عن طريق صندوق بقيمة مئة مليار يورو
تعهد المستشار الالماني بتحديث الجيش عن طريق صندوق بقيمة مئة مليار يوروصورة من: Marcus Brandt/dpa/picture alliance

كييف تتطلع إلى الكثير من برلين

يشار إلى أنه منذ  بدء الحرب الروسية على أوكرانيا  تقوم الولايات المتحدة بتزويد كييف بالكثير من الأسلحة انطلاقا من قاعدتها الجوية في رامشتاين في ألمانيا.

وفي ذلك، قالت مارغريت كلاين، الباحثة التي شاركت في تأليف تحليل المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، "بات لألمانيا دور مركزي فيما يتعلق بالموارد المالية والمعدات العسكرية وقبل كل شيء النفوذ السياسي".

وفي مقابلة مع DW، أضافت كلاين التي ترأس مجموعة أبحاث أوروبا الشرقية وأوراسيا التابعة للمعهد:  "تقوم وجهة نظرنا على ضرورة ضمان أمن أوكرانيا  على المدى الطويل. وفي سبيل تحقيق ذلك، لا يوجد سوى ثلاثة خيارات: إما أن يتم نزع سلاح روسيا وهو ما يعد أمرا غير واقعي، أو حصول أوكرانيا على أسلحة نووية مرة أخرى وهو خيار غير مرغوب فيه. أما الخيار الثالث فيتمثل في حصول أوكرانيا على عضوية الناتو".

بدوره، دعا مدير مكتب الرئيس الأوكراني آندريه يرماك إلى حصول بلاده على إشارة واضحة من الحلف، قائلا: "نتوقع أن نحصل على دعوة لانضمام مُبسط إلى الحلف في قمة فيلنيوس".

يشار إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ قد أقرا في وقت سابق بأن انضمام أوكرانيا إلى الحلف مستبعد قبل انتهاء الحرب مع روسيا.

وخلال استقباله نظيره البولندي أندريه دودا في  مدينة لوتسك الأوكرانية، قال زيلينسكي إنه اتفق مع رئيس بولندا، الذي تعد بلاده من أقوى داعمي  أوكرانيا داخل الناتو،  على "العمل معا لتحقيق أفضل النتائج الممكنة لكييف" خلال قمة فيلنيوس.

التزام ألماني طويل الأمل

وتشير تصريحات المسؤولين الأوكرانيين إلى أن كييف تضع توقعات عالية من ألمانيا، خاصة عقب جولة زيلينسكي الأخيرة في العواصم الأوروبية للحصول على دعم انضمام بلاده إلى الناتو فيما كانت جمهورية التشيك وبلغاريا أخر محطات الجولة، حيث حصل على دعم دول البلطيق وبولندا لنيل عضوية الناتو.

وفي التحليل الهام، قال باحثو المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن روسيا تدرك أن "الدعم الغربي سيكون دائما ولن يضعف". فيما قالت كلاين إن قضية "التمويل الثابت وطويل الأجل لعمليات تسليم الأسلحة تعد حاسمة لأنه من الضروري بناء صناعة دفاعية في أوكرانيا حتى تصبح مندمجة بالكامل في الهيكل العسكري الغربي."

وقالت إن ألمانيا ستلعب دورا مركزيا في هذا الصدد لتمهيد الطريق أمام أن تصبح "دولة مركزية في الدفاع والتسليح داخل أوروبا خلال السنوات القليلة المقبلة".

الجدير بالذكر أنه قبل وقت قصير من قمة الناتو، أقرت  الحكومة الألمانية  الميزانية الفيدرالية لعام 2024، فيما كانت وزارة الدفاع الحقيبة الوزارية الوحيدة التي لن تشهد أي خفض في ميزانيتها، في خطوة لاقت ترحيبا من وزير الدفاع بوريس بيستوريوس.

وأشار الوزير إلى أن "2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي سيُخصص للنفقات الدفاعية خلال العام المقبل"، بما يتماشى مع أهداف الناتو.

 

فرانك هوفمان / م.ع