1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوادنيون لـ DW: "أخذنا ابنتنا وحقيبة ولذنا بالفرار!"

٢٩ أبريل ٢٠٢٣

وسط نقص الدعم الرسمي، يعتمد السودانيون على رفاقهم من المواطنين للفرار. وفي غضون ذلك، تتصاعد أزمة إنسانية جديدة بالقرب من مصر. DW تحدثت مع لاجئين سودانيين في دول مجاورة، وخبراء وباحثين حول الأزمة.

https://p.dw.com/p/4Qhif
سودانيون يفرون من القتال في بلدهم إلى الحدود المصرية (25/4/2023)
لاجئون سودانيون فروا من الحرب في بلادهم ووصلوا الآن إلى محطة وادي كركر للحافلات على الطريق بين أبوسمبل وأسوان في مصر صورة من: - /AFP/Getty Images

في وقت مبكر من هذا الأسبوع، لم تعد نضال، من العاصمة السودانية الخرطوم، التحمل أكثر من ذلك. وعبر محادثة هاتفية مع DW قالت الأم البالغة من العمر 29 عامًا، والتي طلبت عدم الكشف عن اسمها الأخير لأسباب تتعلق بالسلامة: "كانت الميليشيات مختبئة في بنايتنا وشن الجيش السوداني هجوما عليهم".

تسترجع نضال ما حدث قائلة: "قررنا انتظار فترة توقف إطلاق النار، وأخذنا ابنتنا، وحقيبة بها جوازات سفرنا وشهاداتنا الجامعية، ولذنا بالفرار". ثم يبدأ صوتها في الانكسار: "تركنا كل شيء وراءنا: منزلنا، أصدقاءنا، عائلتي، جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بكل ما عليه من صورنا".

أولاً، ركضت الأسرة إلى حي كان أقل اضطرابا. ومن هناك، استقلوا حافلة إلى قرية القلابات عند المعبر الحدودي مع إثيوبيا. وعندما عبروا إلى قرية ميتيما الحدودية الإثيوبية، تم الترحيب بهم بتقديم الطعام والمأوى.

تقول نضال: "هنا أشعر بالأمان، لكننا لا نعرف حقًا ما الذي ينبغي علينا فعله الآن".

في هذه الأثناء، تستمر ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات في سؤالها عن سبب إطلاق الناس النار عليهم و"لماذا لا يمكننا العودة إلى المنزل؟"، حسبما تقول نضال.

لا يوجد خط مساعدة رسمي

منذ اندلاع الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول  عبد الفتاح البرهان  وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية الفريق أول محمد حمدان دقلو، والمعروف أيضًا باسم حميدتي، في منتصف أبريل/ نيسان، تم إجلاء الآلاف من الأجانب بنجاح بواسطة الطائرات.

ومع ذلك، يعتمد المدنيون السودانيون على أنفسهم وعلى دعم المجموعات الشعبية الديمقراطية، التي تنسق المساعدات والمعلومات عبر مجموعات تواصل على الواتساب ووسائل التواصل الاجتماعي.

وصرحت ميشيل دارسي، مديرة منظمة العون الشعبي النرويجي في  السودان ، في حديثها لـ DW: "يستخدم السودانيون وسائل التواصل الاجتماعي لتبادل المعلومات حول الطرق التي سلكوها والتحذير من التحديات والقيود المفروضة لمساعدة مواطنيهم على اتخاذ القرارات".

وأضافت دارسي: "أحد التحديات الرئيسية هو الوصول إلى النقود في ظل الوضع الحالي مع إغلاق البنوك ومع تعطل أي طرق أخرى لإرسال الأموال". وتابعت أن "تكاليف الغذاء والوقود والنقل ترتفع بشكل كبير".

وأفاد مستخدمو تويتر أن تذاكر الحافلات من الخرطوم إلى الحدود مع مصر تكلف الآن ما يصل إلى 400 دولار (363 يورو)، وهذا هو 10 أضعاف السعر المعتاد.

ونتيجة لذلك، ليس كل من يرغب في مغادرة البلاد، قادرًا ببساطة على حزم أمتعته والذهاب. "الحركة ليست ممكنة للجميع، وهي تشكل بالنسبة للسودانيين اختيارا صعبا. وتقول دارسي: "هناك مخاطر في البقاء والسفر على حد سواء في ظل الوضع الحالي".

معبر أرقين على الحدود المصرية السودانية. بعد أيام من الانتظار خارج المعبر الحدودي، يعبر السودانيون إلى مصر حيث يتلقون الماء والطعام.
معبر أرقين على الحدود المصرية السودانية. بعد أيام من الانتظار خارج المعبر الحدودي، يعبر السودانيون إلى مصر حيث يتلقون الماء والطعام.صورة من: -/AFP via Getty Images

أزمة إنسانية متفاقمة

وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، عَبَرَ نحو 3500 شخص الحدود السودانية إلى إثيوبيا بحلول نهاية هذا الأسبوع. وأبلغت السلطات التشادية عن استقبالها حوالي 20 ألف لاجئ سوداني، ويقول جنوب السودان إنه استقبل حوالي 5500 أغلبهم من مواطني جنوب السودان.

وفي غضون ذلك، ذكرت وزارة الخارجية المصرية أن 16 ألف شخص عبروا حدودها. وفي غضون ذلك أيضا، يحذر السودانيون على الأرض من كارثة إنسانية متفاقمة مع انتظار آلاف الأشخاص السماح لهم بالدخول.

وصرح محمد آدم، وهو طالب طب عمره 21 عامًا، لصحيفة الإندبندنت البريطانية أنهم كانوا ينتظرون ما يقرب من 36 ساعة في درجة حرارة 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) دون الحصول على ماء أو طعام على الحدود مع مصر. وقال "الناس مرهقون لأبعد الحدود".

وقال الباحث سامي الهاشمي الحامدي، مدير موقع إنترناشيونال إنترست ومقره لندن، لـ DW: "إحدى مآسي [الصراع الحالي في السودان] تحدث على الحدود السودانية المصرية، حيث حُرم حتى أولئك الذين يحملون جوازات سفر بريطانية من تأشيرة دخول مصر".

ويعتقد حمدي أن السبب الأساسي هو الأزمة الاقتصادية الحالية في  مصر . وقال إن "مصر ستستخدم الوضع من أجل الاستفادة من الموارد المالية الدولية والحصول على دعم دولي وإلا ستمنع الدخول".

مصر - عناصر الهلال الأحمر المصري يوزعون المياه على اللاجئين السودانيين لدى وصولهم الأراضي المصرية (27/4/2023)
الآلاف ينتظرون منذ ثلاثة أيام وسط ظروف إنسانية قاسية في انتظار العبور إلى مصرصورة من: -/AFP via Getty Images

سودانيون في ليبيا

في أثناء ذلك، يختلف الوضع في ليبيا المجاورة إلى حد ما. لا يوجد هنا نقص في التأشيرات يمنع المدنيين السودانيين من الدخول وإنما المشكلة هي الأوضاع الأمنية في جنوب البلاد. فالمنطقة في أيدي عصابات معروفة باختطاف البشر وتهريب الأسلحة واستضافة المسلحين.

وهذا هو السبب في أن إسحاق، الذي طلب الكشف عن هويته باسمه الأول فقط لأسباب تتعلق بالسلامة، قد طلب من زوجته البقاء في السودان على الرغم من أعمال القتال. وصرح لـ DW في مقهى بوسط مدينة مصراتة:"أنا قلق للغاية بشأن تجار البشر على الحدود الليبية السودانية".

ومنذ اندلاع الاشتباكات، يلتقي إسحاق بسودانيين آخرين هنا كل مساء، بعد العمل، لمشاهدة الأخبار على شاشة تلفزيون عملاقة.

لاجئون سودانيون في ليبيا (25/4/2023)
إسحاق وفاضل ورجال سودانيون آخرون يعيشون في مصراتة الليبية ويلتقون بعد العمل في هذا المقهى لمتابعة أخبار السودان معًاصورة من: Islam Alatrash

وقال فاضل شوكت، الذي انتقل من السودان إلى ليبيا في عام 2019، في حديثه لـ DW: "قُتل والدي في القتال الحالي، والآن فإن شقيقي الصغيرين متروكان لوحدهما". ويواصل الرجل البالغ من العمر 42 عامًا حديثه قائلا: "لم أتمكن من الاتصال بهما".

لكن بقدر ما يريد إحضارإخوته إلى ليبيا، فقد تكون الرحلة خطيرة وصعبة جدا. أولاً، سيتعين عليهم السفر إلى الحدود مع ليبيا، وبعدها سيتعين عليهم المرور عبر جنوب ليبيا. وقال شوكت: "لا أعرف أي شخص يمكن أن يأخذهم إلى الحدود".

شوكت، مثل السودانيين الآخرين في ليبيا، لا يتوقع أي مساعدة من الحكومة السودانية أو الدولة المضيفة، وهي وجهة نظر أكدها سامي الهاشمي الحامدي حيث قال: "ليبيا ومصر وتشاد وإثيوبيا والصومال، الجميع يراقب بقلق شديد ما يحدث في السودان، ولكن بالنسبة للقوى الإقليمية، لن يتعلق الأمر بالتوصل إلى حل في السودان بقدر ما يتعلق بمحاولة التأكد من أنهم لا يعانون من الأزمة حتى لو كان ذلك يعني إغلاق (عزل) السودان بدلاً من مساعدته".

جينيفر هولايس/ إسلام الاطرش، حرره: روب مادج/ص.ش