1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أجواء حزن تخيم على أعياد الميلاد في دول الربيع العربي

٢٤ ديسمبر ٢٠١١

في أول عيد ميلاد بعد الربيع العربي تغيب مظاهر الاحتفال التي كانت ترافقه في السنوات السابقة، بسبب توتر الأوضاع في كثير من المدن العربية. ويبدو هذا الأمر جليا في سوريا بسبب الاحتجاجات وفي السودان بسبب انفصال الجنوب عنه.

https://p.dw.com/p/13YuS
شجرة الميلاد إلى جانب أحد المساجد العربيةصورة من: picture-alliance/dpa

في باب توما، أقدم حي مسيحي في دمشق، تسود أجواء من الحزن عشية عيد الميلاد، إذ لم تزين الشوارع أو تضاء خلافا للأعوام السابقة، ومع أن السكان يتبادلون التهاني، إلا أنهم لا يبدون أي رغبة في الاحتفال. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مطران الروم الكاثوليك الياس الدبعي "تعلم السوريون أن يتحسسوا آلام بعضهم". وأضاف إن "اقتصار المسيحيين للمظاهر على الاحتفالات الكنسية فقط دون مباهج العيد إنما هو رسالة من الكنيسة لنقول لجميع العالم أننا نحن السوريون عائلة واحدة".

وتشهد سوريا منذ أكثر من تسعة أشهر تظاهرات احتجاج غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، أسفر قمعها حتى الآن عن خمسة آلاف قتيل على الأقل كما تقول الأمم المتحدة، فيما تتحدث السلطات من جهتها عن أكثر من ألفي قتيل من القوات الأمنية. وازداد الوضع تدهورا، أمس الجمعة (23 كانون الأول/ ديسمبر)، بعدما استهدف اعتداء انتحاري مزدوج الأجهزة الأمنية في دمشق، وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.

وقد ردد آلاف السوريين اليوم السبت هتاف "الموت لأمريكا" خلال جنازات 44 شخصا على الاقل قتلوا في هجوم انتحاري مزدوج هز العاصمة السورية. والقت سوريا باللائمة على تنظيم القاعدة في الهجوم الذي استهدف مبنيين امنيين وجاء بعد يوم واحد من وصول وفد من الجامعة العربية إلى دمشق للاعداد لمهمة المراقبين الذين سيشرفون على التزام الرئيس السوري بشار الاسد بتنفيذ خطة الجامعة العربية لانهاء العنف. وقال بعض معارضي الاسد ان الهجوم ربما دبرته الحكومة نفسها.

غياب الاحتفالات من دمشق

Weihnachten in der arabischen Welt Syrien
كانت ساحات بعض المدن السورية تشهد طقوسا خاصة ومظاهر بهجة بعيد الميلاد، ولكنها غابت في هذا العامصورة من: picture-alliance/dpa

وحول أجواء عيد الميلاد في سوريا، نقلت وكالة رويترزز، عن مازن، قوله، وهو تاجر سجاد يجلس أمام محله في شارع صغير في الأحياء القديمة "وضعنا محزن". وهذا الشارع الذي يستقطب عادة السياح مقفر ويندر وجود الزبائن فيه منذ أشهر. وبعض المتاجر التي تبيع زينة الأعياد مقفرة. والمتاجر الوحيدة التي قامت بمجهود لتعليق الزينة هي المتاجر الفاخرة في المركز التجاري بفندق فور سيزن.

قلائل جدا هم الذين يظهرون بلباس بابا نويل في احتفالات هذا العام، ولم تنظم سوى القليل من الاحتفالات الخاصة، بدلا من الحفلات التي كانت تقيمها الدولة السورية نفسها. فقد نظمت راقصة بالية تدعى راما الأحمر احتفالا خاصا بمناسبة عيد الميلاد لمجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقالت إنها أرادت أن تشيع ولو القليل من البهجة بمناسبة عيد الميلاد.

وقالت راما الأحمر لرويترز "نحن شلة (مجموعة) أصدقاء حبينا نعمل شيء مشان (من أجل) الأولاد يحسوا بها العيد لأنه كل العالم مو حاسة بالعيد بلكي (لعل) الوضع أحسن إن شاء الله." وتقدم جوقة الفرح كل عام تراتيل خاصة بعيد الميلاد للمسيحيين السوريين. لكن قائد الجوقة الأب الياس زحلاوي قال إن احتفالات العام الحالي ستركز على الكشف عن الحب الذي يكنه السوريون لبلدهم مع استمرار العنف بين مؤيدي وخصوم النظام السوري. وقال الأب زحلاوي "هذا العام سوريا تواجه ضغطا هائلا في الخارج وفي الداخل فأحببنا أن نختار بدلا من الأمسيات المشحونة بالفرح.. أن نختار أمسية فيها من الأغاني ما يذكرنا بقدسية الانسان والأرض."

بيت لحم تستقبل زوارها

Weihnachtsgottesdienst 2009 in Bethlehem mit Erzbischof Twal
فؤاد طوال، بطريرك اللاتين في القدسصورة من: AP

أما في بلدة بيت لحم، التي يعتقد أنها مسقط رأس السيد المسيح، فتجري الاستعدادات الأخيرة، اليوم السبت، لوصول الزوار المسيحيين من أجل احتفالات عيد الميلاد. وتمركز مئات من رجال الشرطة الفلسطينية داخل وحول البلدة، قبل وصول بطريرك اللاتين في القدس، فؤاد طوال، ليقود قداس منتصف الليل في كنيسة المهد. وقال خالد تميمي رئيس شرطة بيت لحم، لرويترز، إن السلطات الفلسطينية تتوقع وصول آلاف السياح إلى المدينة قبل العطلة. وقالت سائحة من ألمانيا تدعى كريستين إنها تشعر بالإثارة على نحو خاص. وأضافت "إنه بالفعل شيء خاص.. أقصد المكان الذي بدأت فيه القصة. وبالنسبة لي فإن للأمر نوعا من الخصوصية لأسرتي لأن والدي جاءا إلى هنا وجدتي أيضا جاءت إلى هنا وبالتالي فإنه شيء خاص أن أكون موجودة هنا". وشهدت بيت لحم هدوءا نسبيا خلال عامين أو ثلاثة أعوام ماضية في أعقاب سنوات من العنف الذي وصل إلى ذروته حوالي عام 2005. وخلال ذروة الانتفاضة الفلسطينية ضد اسرائيل تجنب الكثير من السياح البلدة.

الميلاد في الخرطوم مختلف بعد الانقسام

و في الخرطوم يستعد المسيحيون للاحتفال بأول عيد ميلاد، منذ تقسيم السودان، في كنائس مهجورة، بعد رحيل الذين كانوا يصلون فيها إلى جنوب السودان، وسط مشاعر الخوف من التعرض للخطف من قبل ميليشيات تبحث عن مقاتلين جدد. وقال رجل، يفضل على غرار كثيرين مثله من المسيحيين السودانيين عدم كشف اسمه، "سنحتفل بعيد الميلاد كأهل بدون أولاد". واحد المواضيع الأكثر حساسية يتمثل في عمليات خطف رجال لإرسالهم للقتال في المناطق الحدودية أو مع المتمردين في جنوب السودان. ومنذ الصيف تدور معارك بين الجيش السوداني والحلفاء السابقين للجنوبيين في المناطق الحدودية مع جنوب السودان المأهول خصوصا بالسود والمسيحيين والذي انفصل في تموز/يوليو بعد عقدين من الحرب الأهلية ضد الشمال المأهول بغالبية عربية ومسلمة.

(ف. ي/ أ ف ب، رويترز)

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد