1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسلمون يشاركون الألمان أفراح أعياد الميلاد

٢١ ديسمبر ٢٠١١

يشارك عدد كبير من العائلات المسلمة في ألمانيا في احتفالات أعياد الميلاد المسيحية، ويعتبر كثيرون هذه المشاركة دليلا على التسامح الديني والاحترام المتبادل. دويتشه فيله رصدت أجواء الاحتفال في مدينة بون.

https://p.dw.com/p/S36S
سوق أعياد الميلاد في بونصورة من: DW

أيام قليلة تفصلنا عن ليلة ميلاد السيد المسيح ليستقبل العالم بعدها العام الجديد. هذه الأيام تثير أسواق عيد الميلاد التفاؤل والبهجة، وتكتظ المتاجر بالباحثين عن الهدايا للأحبة والأصدقاء، وتغرق المدن الألمانية بالأضواء، ومن بينها مدينة بون.

التلاميذ المسلمون يشاركون زملاءهم الألمان الفرحة

في سوق المدينة التقت دويتشه فيله مجموعة من تلاميذ المدارس برفقة مدرسيهم في زيارة إلى سوق أعياد الميلاد. أزكوت، شاب تركي، برفقة أصدقائه الألمان يقول:"أنا لا أحتفل بالطقوس الدينية لأعياد الميلاد، لكن هناك العديد من الطقوس التي أمارسها كالتسوق وشراء الهدايا لأصدقائي ولأمي".

Araber auf dem Weihnachtsmarkt
عائلات عربية ترافق أطفالها إلى سوق الميلادصورة من: DW

أما بينكا، تلميذة ألمانية، فتقول "صديقتي تركية تحتفل معنا وأحتفل كذلك مع عائلتها، أجد ذلك جيدا لأنهم يعيشون هنا، ويأخذون العطلة مثلنا في هذه الفترة. الاحتفال المشترك مؤشر على وجود الاحترام. أهدي صديقتي عطرا عندما تحتفل، وتهديني أيضا عطرا عندما أحتفل".

ميلاني، التي كانت أيضا برفقة تلاميذ وتلميذات المدرسة في رحلة إلى السوق تقول:" الأطفال المسلمون يسمعوننا حين نحكي في المدرسة وخارجها عن الاحتفالات ونتبادل الهدايا، لهذا أجد ذلك فكرة حسنة حين يحتفلون أيضا ويكونون سعداء بالهدايا مثلنا".

عائلات عربية تقضي العطلة في ألمانيا خلال أعياد الميلاد

Araber und Muslime und Weihnachten
زكوت وأصدقاؤه يبحثون عن هدايا لعائلاتهمصورة من: DW

العديد من العائلات المسلمة تختار هذه الفترة لتنظيم رحلات سياحية إلى أوروبا. من بينها مثلا عائلة الفلاسي من الإمارات التي صادفتها دويتشه فيله في أروقة سوق المدينة وهي تتسوق وتلتقط الصور في أرجاء السوق. تقول السيدة زينب الفلاسي، ربة الأسرة:"نحن نأتي للسياحة إلى ألمانيا في هذه الفترة، نشتري الهدايا ونتذوق مختلف أصناف الطعام، ونزور الكنائس، ونتابع الاحتفالات. ديننا يدعونا إلى احترام النصارى وهذا ما نحاول إظهاره".

عند بائع الزهور وأشجار التنوب التي تزين أيام الاحتفال بالميلاد يأتي بين فينة وأخرى زبائن مسلمون يشترون الزهور أو أشجارا صغيرة، تماما كما يفعل الألمان. سينام، شابة تركية، تجد أن "شراء شجرة عيد الميلاد فكرة جيدة لإسعاد الأطفال، لكنها مكلفة ماليا" وتضيف سينام: "لكن إذا كان بالإمكان شراؤها فلا أرى مانعا في ذلك لأنها تدخل السعادة إلى قلوب الأطفال".

المشاركة في الاحتفال رمز للحب والاحترام المتبادل

Araber und Muslime und Weihnachten
عائلة الفلاسي من الإمارات تلتقط صوراصورة من: DW

إبراهيم، شاب مغربي متزوج من ألمانية:"هناك العديد من المسلمين متزوجين من نساء مسيحيات. وسواء اعتنقت هذه النساء الإسلام أم لا فإنهن يشاركن عائلاتهن الاحتفال، وطبعا يصطحبن أزواجهن معهن. إنها فرصة للالتقاء بالأسرة وتبادل التحية والهدايا، وهذا موجود في كل الديانات. أنا اعرف أيضا مسيحيين يشاركون المسلمين احتفالات عيد الفطر والأضحى".

لكن سارة، طالبة عربية، فتقول:"أعرف عائلات تحتفل بأعياد المسيح احتفالا ثقافيا وليس دينيا، أي أنهم يجتمعون مع الأطفال على مائدة واحدة، ويقدمون لهم الهدايا. كما أن هناك عائلات أخرى تشتري شجرة العيد لإرضاء الأطفال، وتزين البيت بألوان الحفلة، وهذا لا يعني أنها تخلت عن ثقافتها، لأن الاحتفال رمز للتسامح واحترام الآخر، فالمسلمون يأخذون العطلة أيضا ويحصلون أيضا من أرباب عملهم على هبة مالية خاصة بالعيد".

مسيحيون ومسلمون إخوة في الأفراح والأتراح

Araber und Muslime und Weihnachten
سينام تساعد صديقتها في شراء الشجرةصورة من: DW

ويقول كريستيان، طبيب من أصول مصرية:" نحن عندنا ناد مصري يجتمع فيه المسلمون والمسيحيون، ونتقاسم لحظات الحزن وأيضا لحظات الفرح. يشاركوننا حفلات أعياد الميلاد ونشاركهم احتفالات عيد الأضحى".

وعن الفرق بين الاحتفال في مصر والاحتفال في ألمانيا يضيف كريستيان:" الاحتفالات في ألمانيا يطغى عليها البعد الاقتصادي وتبادل الهدايا، بينما يتركز الاهتمام في مصر على العائلة وعلى الطقوس الدينية".

عمار عبد الرحمان

مراجعة: منى صالح