يوم دام آخر في اليمن وإدانة أمريكية فرنسية لاستخدام العنف

قالت مصادر في المعارضة اليمنية وشهود عيان ان مسلحين أطلقوا النار على متظاهرين اليوم الخميس (12 مايوز/ أيار) في مدينة البيضاء، جنوب شرق صنعاء، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح. وأضافت المصادر لوكالة فرانس برس أن "ثلاثة قتلى وسبعة جرحى سقطوا برصاص مسلحين يتمركزون فوق أسطح المباني التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم" في مدينة البيضاء (210 كلم جنوب شرق صنعاء)، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم ذاته. وتابعت المصادر أن النار أطلقت على "المتظاهرين بينما كانوا يمزقون صورا للرئيس علي عبد الله صالح". وفيما نقلت وكالة رويترز عن شاهد في مدينة البيضاء أن قوات الأمن قتلت بالرصاص اثنين من المحتجين وأصابت سبعة آخرين، قالت وكالة الأنباء الألمانية استنادا إلى شهود عيان ان عدد الجرحى 45 شخصا.

عشرات الجرحى في تعز

كما أكدت المعارضة سقوط 16 جريحا بالرصاص خلال تظاهرة في المخا المطلة على البحر الأحمر والتابعة لمحافظة تعز، كما شهدت مدينة الراهدة، جنوب شرق المحافظة ذاتها تظاهرة نسائية تطالب برحيل صالح، وفقا لفرانس برس. وقال مراسل لرويترز إن قوات الأمن مستخدمة مدافع آلية وضعت على سيارات عسكرية أطلقت النار في الهواء في مدينة تعز نفسها، مما أسفر عن إصابة عشرات المحتجين الذين أقاموا حواجز بامتداد شارع رئيسي في المدينة. ونقل المصابون إلى مركز طبي في الساحة التي يعتصم فيها المتظاهرون منذ شهور. وحث الزعماء عبر مكبرات للصوت المحتجين على التوجه إلى الطريق الرئيسي لتعزيز المظاهرات، بينما استمرت الاشتباكات. وسارت تظاهرات مماثلة في مدينتي إب وعدن.

ويسود توتر شديد اليمن اليوم الخميس عقب مقتل 16 متظاهرا مناهضين للرئيس علي عبد الله صالح برصاص قوات الأمن خلال 24 ساعة، في حين طالبت المعارضة المجتمع الدولي ب"وقف المجزرة". ودارت المواجهات الأكثر عنفا في صنعاء حيث أطلق أنصار الرئيس اليمني النار على المتظاهرين ما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى. وقالت مصادر طبية إن "العدد الإجمالي للقتلى منذ الأمس (في صنعاء وحدها) بلغ 12"، في حين أصيب حوالي 230 متظاهرا بالرصاص. وبعد ظهر الأربعاء قتل اثنان من المتظاهرين برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار عليهم أثناء توجههم في اتجاه مقر رئاسة الحكومة.

واشنطن تندد وباريس تدين الإفراط في استخدام القوة

ونددت الولايات المتحدة الخميس بأعمال العنف التي تمارسها قوات الأمن اليمنية ودعت إلى انتقال "فوري" للسلطة في البلاد. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر في بيان إن واشنطن "قلقة جدا إزاء أعمال العنف الأخيرة في اليمن وتضم صوتها إلى صوت الاتحاد الأوروبي في الإدانة الشديدة لهذه الأعمال المثيرة للقلق". ودعت الولايات المتحدة أيضا "كل الأطراف إلى توقيع وتطبيق الاتفاق فورا لضمان انتقال سلمي ومنظم للسلطة".

من ناحيتها قالت فرنسا إنها "تأسف وتدين الإفراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين". وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في ندوة صحافية "أدعو السلطات اليمنية إلى الوفاء بالتزامات جددتها مرارا على أعلى مستويات لحماية المتظاهرين". وقال المتحدث "إننا نجدد دعمنا لمساعي مجلس التعاون الخليجي وما اقترحه من خطة انتقالية" التي تشكل "أفضل طريقة من شانها أن تؤدي إلى حل سلمي ومرتب للازمة اليمنية مع الحفاظ على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها". وأضاف أن فرنسا تدعو "رئيس الجمهورية اليمنية وكافة الأطراف إلى انجاز هذه المرحلة الانتقالية بلا تأخير".

(ع.ج.م/ رويترز/ أ ف ب)

مراجعة: محمد المزياني