1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترحيب أمريكي أوروبي بالاستحواذ على بنك كريدي سويس المتعثر

١٩ مارس ٢٠٢٣

في أكبر صفقة اندماج في القطاع المصرفي الأوروبي منذ الأزمة المالية 2008، استحوذ يو بي اس، أكبر بنوك سويسرا، على كريدي سويس بدعم من الحكومة والمصرف المركزي. فهل يطمئن ذلك المودعين ويعيد الاستقرار لأسواق المال العالمية؟

https://p.dw.com/p/4Ouhj
شعار مصرفي يو اس بي وكريدي سويس في زيوريخ 16.03.2023
هل اجتاز العالم خطر الدخول في أزمة مالية جديدة بعد استخواذ ينك يو اس بي العملاق على منافسه الأصغر كريدي سويس؟صورة من: Arnd Wiegmann/Getty Images

وافق بنك (يو.بي.إس) السويسري على شراء منافسه الأصغر كريدي سويس مقابل ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3,23 مليار دولار) وتحمل خسائر تصل قيمتها إلى 5,4 مليار دولار في اندماج قوي نفذته السلطات السويسرية لتجنب حدوث المزيد من الاضطرابات في القطاع المصرفي العالمي.

واضطرت الجهات التنظيمية في سويسرا إلى التدخل وتنسيق الصفقة بهدف منع أزمة الثقة التي يعاني منها بنك كريدي سويس من التغلغل أكثر داخل النظام المالي الأوسع. ومن المتوقع إبرام الصفقة بنهاية 2023.

وقال وزير المالية السويسري إن إفلاس بنك يحتل مكانة مهمة عالميا كان من الممكن أن تكون له عواقب لا يمكن تداركها على الأسواق المالية.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الصفقة ستنجح في استعادة ثقة العملاءمن جميع أنحاء العالم في البنك. ويمكن معرفة المؤشرات الأولية على عملية الشراء عندما تفتح أسواق الأسهم في غضون ساعات قليلة في آسيا وأستراليا ونيوزيلندا.

وقال البنك المركزي السويسري في مؤتمر صحفي في العاصمة السويسرية بيرن، إنه سيقدم سيولة كبيرة للبنكين بعد اندماجهما، مضيفا أن الصفقة تشمل تقديم مساعدات مالية قيمتها 100 مليار فرنك سويسري (108 مليارات دولار) لبنكي (يو.بي.إس) وكريدي سويس.

وقال "مع استحواذ (يو.بي.إس) على كريدي سويس، نكون قد توصلنا لحل لتحقيق الاستقرار المالي وحماية الاقتصاد السويسري في هذا الوضع الاستثنائي". وتعد صفقة الاستحواذ على ثاني أكبر بنك في سويسرا، من جانب أكبر بنك بالبلاد، هي أكبر عملية اندماج بقطاع البنوك في أوروبا منذ الأزمة المالية قبل 15 عاما.

مديرا مصرفي يو بي اس وكريدي سويس خلال مؤتمر صحفي في بيرن 19.03.2023
صفقة استخواذ بنك يو بي اس على كريدي سويس حظي بدعم من الحكومة السويسرية والبنك المركزيصورة من: Denis Balibouse/REUTERS

سباق مع الزمن وإلغاء 10 آلاف وظيفة

وتسابق السلطات الزمن لإنقاذ البنك الذي جرى تأسيسه قبل 167 عاما ويعد من بين أكبر مديري الثروات في العالم، بعد أسبوع قاس شهد ثاني وثالث أكبر انهيار مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة.

وبوصفه أحد أهم 30 بنكا في العالم من الناحية التنظيمية فستؤثر أي صفقة تتعلق ببنك كريدي سويس في الأسواق المالية العالمية.

وقال اثنان من كبار المسؤولين التنفيذيين المطلعين لرويترز إن بنكين رئيسيين على الأقل في أوروبا يدرسان سيناريوهات لاحتمال انتقال الأزمة عبر القطاع المصرفي في المنطقة ويتطلعان إلى تدخل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) والبنك المركزي الأوروبي لتقديم مزيد من الدعم.

وكان مصدر مطلع أبلغ رويترز في وقت سابق بأن بنك يو.بي.إس طلب ستة مليارات دولار من الحكومة السويسرية في إطار صفقة محتملة لشراء كريدي سويس. وأشار المصدر إلى أن الضمانات ستغطي تكلفة تصفية أجزاء من كريدي سويس ورسوم التقاضي المحتملة.

وكان مصدر آخر قد قال في وقت سابق إنه قد يتعين إلغاء عشرة آلاف وظيفة في حال إدماج البنكين. وفقدت أسهم بنك كريدي سويس ربع قيمتها الأسبوع الماضي. واضطر البنك إلى الاستفادة من 54 مليار دولار من تمويل البنك المركزي في الوقت الذي يحاول فيه التعافي من الفضائح التي قوضت ثقة المستثمرين والعملاء فيه.

الاحتياطي الأمريكي والمركزي الأوروبي يرحبان

ورد البنك المركزي الأوروبي اليوم الأحد على الصفقة بالقول إن إنقاذ بنك كريدي سويس كان ضروريا لاستعادة الهدوء في الأسواق المالية وإنه لا يزال مستعدا لدعم بنوك منطقة اليورو بالقروض إذا لزم الأمر.

وقالت كريستين لاغارد رئيسة البنك في بيان "أرحب بالإجراء السريع والقرارات التي اتخذتها السلطات السويسرية. كانت ضرورية لاستعادة أوضاع السوق المنتظمة وضمان الاستقرار المالي".

وأضافت "يتمتع القطاع المصرفي في منطقة اليورو بالمرونة، مع وجود مراكز قوية لرأس المال والسيولة. وعلى أي حال، لدينا أدوات جاهزة لتوفير دعم السيولة للنظام المالي في منطقة اليورو إذا لزم الأمر وللحفاظ على انتقال سلس للسياسة النقدية".

كما رحب رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) جيروم باول ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين باندماج مصرفي "يو بي إس" و"كرديدي سويس". وقالت وزارة الخزانة الأمريكية مساء اليوم "نرحب بما أعلنته اليوم السلطات السويسرية لدعم الاستقرار المالي". وأضافت الوزارة أنها تجري اتصالات مكثفة مع الشركاء الدوليين من أجل دعم تنفيذ هذه الخطوة.

ع.ج/ ص.ش (رويترز، أ ف ب، د ب أ)