"يلا نحنا" برنامج تلفزيوني خاص لأطفال سوريا
٢٧ مارس ٢٠١٤متابعة برنامج تلفزيوني لنصف ساعة، أو الذهاب إلى الحديقة في يوم مشمس، أو حتى المداومة على الذهاب إلى المدرسة، أمور أصبحت أشبه بالكماليات بالنسبة لأكثر من مليون طفل سوري، بعد ثلاثة أعوام من حرب طاحنة، دفع ثمنها الأكبر المدنيون. هذا الواقع دفع كلاً من أكاديمية DWالإعلامية ومحطة أورينت السورية الصادرة من دبي إلى العمل معاً من أجل إنتاج برنامج تلفزيوني موجه إلى أطفال سوريا، هو الأول من نوعه بعد انطلاقة الثورة السورية في آذار 2011. خطوة طموحة ولم تكن سهلة التحقيق بسبب ظروف مختلفة بعضها متعلق بالإنتاج وبعضها بغياب الكوادر المؤهلة.
الصحفية بيرغيته شولكه مديرة المشروع من قبل أكاديمية DWوصفت بعضاً من صعوبات الإنتاج في قولها "كنا نريد عرض الحلقة التجريبية من برنامجنا أمام أربعين طفلاً سورياَ في مدرسة على الحدود التركية السورية، وكان الأطفال في غاية الحماس لمشاهدة العرض. فجأة انقطع التيار الكهربائي ولم نتمكن من عرض البرنامج، لقد كان هذا حالنا في أغلب مراحل الإنتاج".
تبادل خبرات بين المدربين والمتدربين
المشروع جاء بدعم من الخارجية الألمانية وبالتعاون بين DWالإعلامية وتلفزيون أورينت السوري ذي التوجه المعارض والذي يبث من دبي بدأ العمل على مشروع إنتاج برنامج "يلا نحنا". في البداية واجه المشروع صعوبة تكمن في عدم توفر الخبرة وطاقم العمل اللازمين لإنتاج برنامج موجه للأطفال، فالإعلام السوري المعارض ركز اهتمامه منذ بداية الثورة السورية على المواضيع السياسية والصحافة الميدانية. تقول بيرغيته شولكه إن الرصيد الأهم الذي رجع إليه فريق العمل لإنتاج البرنامج كان الصحافيين الشباب الذين كانت الأكاديمية قد دربتهم سابقاً لتأهيلهم للعمل الصحافي الميداني، وهم اليوم موجودون في سوريا وفي دول الجوار. إضافة إلى ذلك قدم تلفزيون أورينت مجموعة من المواهب الشابة، لكن الجميع كانت تنقصه الخبرة في مجال تلفزيون الأطفال، وهكذا بدأت ورشات العمل في تركيا ودبي، وتبادل المدربون والمتدربون الخبرات، حتى أن المدرب نيلز آيكسلر قال "أحياناً كنت أتساءل، من منا يعلم الآخر، نحن أم المتدربون الشباب؟".
"نريد حلقة أخرى، نريد حلقة أخرى!"
ثلاثة أشهر أثمرت ورشات التدريب والعمل عن مجلة تلفزيونية متكاملة وموجهة للطفل السوري، والهدف منها عرض صورة واقعية لحياة الطفل السوري بطريقة تساعده في مواصلة الحياة رغم ما لحق به من آلام وأذى. " أهلا وسهلا فيكون ببرنامج يلا نحنا، برنامج لكل أطفال سوريا" هكذا افتتحت مقدمة البرنامج فرح مع زميلها ميشيل الحلقة التجريبية، وبدأ بلهجة دمشقية أنيقة باستعراض عناوين الحلقة التي ضمت زيارات لأطفال سوريين في أماكن مختلفة من العالم، لكل قصته المتعلقة بالأزمة السورية أو بعيداً عنها. وبذلك فالطفل السوري ليس فقط جمهور "يلا نحنا"، بل الشخصية الأساسية في البرنامج. إضافة إلى ذلك، للبرنامج بعد تربوي ينعكس من خلال التجارب العلمية التي تقدمها فرح وميشيل بأسلوب مرح أمام الكاميرا أو عن طريق تقارير علمية موجهة للطفل قدم بعضها هدية من قبل قناة WDRالألمانية.
عودة إلى أطفال المدرسة الواقعة على الحدود التركية السورية، حيث تم تقييم العمل قبل إطلاقه مطلع الشهر الحالي. بعد انتظار طويل لعودة التيار الكهربائي تمكن الفريق من عرض ثمرة عمله المشترك أمام جمهور مؤلف من أربعين تلميذاً ومجموعة من الأخصائيين من بينهم مايا غوتس، مديرة المعهد المركزي الدولي للإعلام الشبابي والتربوي، والتي رأت أن "البرنامج أفضل من أي عمل عربي آخر موجه للأطفال". فريق العمل كان مهتماً بشكل خاص برأي الأطفال، فالمشروع موجه لهم في النهاية. بيرغيتا شولكه وصفت ردة فعل الأطفال بقولها " عندما انتهى العرض انطلق تصفيق حاد بين الأطفال، وعانقتني طفلة كانت تجلس بجانبي وشكرتني، وصاح الأطفال : نريد حلقة أخرى، نريد حلقة أخرى!"
رد فعل أجمع أفراد طاقم العمل على أنه أفضل مكافأة لجهدهم.