وفاة وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن عمر 79 عاماً
١٦ نوفمبر ٢٠٢٠أعلنت الحكومة السورية اليوم الاثنين (16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020) وفاة وزير الخارجية وليد المعلم، الذي أيد بقوة حملة الرئيس بشار الأسد الدموية على المحتجين السلميين التي أشعلت شرارة الصراع المستمر منذ نحو عشرة أعوام.
ولم ترد بعد تفاصيل عن سبب وفاته لكنه يعاني منذ سنوات من مشكلات في القلب. وقال مصدر مقرب من الحكومة السورية إن من المتوقع على نطاق واسع أن يخلف المعلم في المنصب نائبه فيصل المقداد.
وعُين المعلم (79 عاما) وزيرا للخارجية في عام 2006 وشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء، وكان سفيرا لبلاده في الولايات المتحدة وشارك في مفاوضات مع إسرائيل في التسعينيات بشأن اتفاق سلام لكنها باءت بالفشل.
وقالت الحكومة السورية في بيان إن المعلم كان معروفا "بمواقفه الوطنية المشرفة" مضيفة أنه توفي في الفجر وسيدفن اليوم الاثنين في دمشق. وشهد الدبلوماسي المخضرم تحول بلاده بدرجة أكبر نحو إيران وروسيا مما عزز حكم الأسد وسمح له باستعادة معظم الأراضي التي انتزعتها المعارضة.
ودافع المعلم الذي ينتمي إلى عائلة سنية من دمشق علنا عن الدور العسكري المتنامي لموسكو وإيران الشيعية، الذي حظي بتأييد وكلاء لها في سوريا، بينما وصفه العديد من المعارضين للأسد بأنه احتلال سبب تأجيج التوتر الطائفي في البلد الذي يغلب عليه السنة.
واندلعت الحرب الأهلية في سوريا قبل نحو عشرة أعوام بعدما بدأ الأسد في عام 2011 حملة وحشية على المحتجين الذين طالبوا بإنهاء حكم أسرته.
وقال المعلم في 2006 إنه على استعداد ليكون أحد جنود الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله. وأرسل حزب الله المدعوم من إيران في السنوات الأخيرة آلافا من أعضائه للقتال إلى جانب قوات الحكومة السورية.
واتهم المعلم واشنطن والغرب بتأجيج الاضطرابات في بلاده ووصف المعارضة المسلحة "بالإرهابيين"، وذلك في صراع أودى بحياة مئات الآلاف ودفع ملايين من الناس إلى اللجوء إلى دول أخرى.
وكانت آخر تصريحات الدبلوماسي المخضرم مهاجمة قانون قيصر وهو أشد العقوبات الأمريكية على دمشق حتى اليوم، ودخل حيز التنفيذ في يونيو/ حزيران قائلا إنه يهدف لخنق السوريين. وقال إن بلاده ستحصل على دعم من إيران وروسيا لتخفيف وطأة العقوبات.
من هو المعلم؟
وشكّل المعلم خلال سنوات النزاع واجهة الأسد، واحتفظ بمنصبه رغم تغير الحكومات والوزراء. ولطالما كرر أن الرئيس السوري بشار الأسد "باق في منصبه" طالما الشعب يريده، وكان من بين أول من وصف معارضي النظام بـ"الإرهابيين"، ومن أشد منتقدي المقاتلين الأكراد لتلقيهم دعماً من واشنطن.
وعرف المعلم بنبرته الهادئة وبرودة أعصابه حتى في أصعب مراحل الحرب، وغالباً ما كان يتحدث ببطء.
وفي 31 آب/أغسطس 2011، طالت عقوبات أمريكية المعلم، الذي قالت واشنطن إنه "يكرر لازمة المؤامرة الدولية ويحاول إخفاء الأعمال الارهابية للنظام ونشر الأكاذيب". ووصفه مسؤول أمريكي حينها بأنه "صلة الوصل بين دمشق وطهران". وطالته عقوبات أوروبية في العام اللاحق احتجاجاً على قمع دمشق بالقوة للتظاهرات.
التحق المعلم، وهو متزوج ولديه ثلاثة ابناء، بوزارة الخارجية السورية العام 1964 بعد سنة على تخرّجه من جامعة القاهرة بشهادة بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية. تنقّل في مهام دبلوماسية عدة خارج البلاد قبل تعيينه سفير دمشق لدى واشنطن بين العامين 1990 و1999.
وللمعلم أربعة مؤلفات هي "فلسطين والسلام المسلح 1970" و"سوريا في مرحلة الانتداب من العام 1917 وحتى العام 1948"، بالإضافة إلى "سوريا من الاستقلال إلى الوحدة من العام 1948 وحتى العام 1958" و"العالم والشرق الأوسط في المنظور الأمريكي".
ع.ش/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)