وظيفة شاغرة ـ ألمانيا تبحث عن رئيسٍ أو أول رئيسة في تاريخها

بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس الألماني هورست كولر يدور النقاش على المستووين الرسمي والشعبي حول الشخصية التي ستتولى أعلى منصب في البلاد من الناحية البروتوكولية والمتمثل بمنصب رئيس الدولة. وتجري الأحزاب السياسية في البلاد حاليا مشاورات مكثفة، لاسيما من قبل الائتلاف الحاكم في برلين والمكون من الحزبين المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة انغيلا ميركل الديمقراطي الحر برئاسة وزير الخارجية ونائب المستشارة غيدو فيسترفيله. وعلى المستوى الشعبي تدور الكثير من التكهنات حول الشخصية السياسية التي ستوجب عليها أن تملئ الفراغ الذي تركه كولر، الذي كان يحظى بشعبية كبيرة وحب الألمان.

أول رئيسة؟ امرأتان في رأس هرم السلطة؟

وكانت المستشارة ميركل قد صرحت للقناة الألمانية الأولىARD على أن "المرشح الجديد للرئاسة سيكون شخصية تحظى بقبول الجميع" دون ذكر أي اسم بالتحديد. وترغب المستشارة في التوصل إلى قرار سريع بشأن شخصية الرئيس المقبل لألمانيا بهدف وضع نهاية لواحدة من الأزمات الداخلية التي تواجهها في الوقت الحالي.

وترجح التكهنات كفة وزيرة العمل أورسولا فون دير لاين لخلافة كولر خاصة وأنها الشخصية التي تلقى تأييد المستشارة ميركل. ووفقا لمعلومات وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) فإن المستشارة اقترحت بالفعل اسم فون دير لاين لتولي هذا المنصب، وذلك خلال اجتماع لميركل مع كل من فيسترفيله ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري هورست زيهوفر صباح الثلاثاء الماضي.

وتنتمي فو جير لاين (51 عاما)إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، وهي أم لسبعة من الأبناء ومن الوزراء الذين يحظون بشعبية في حكومة ميركل. وتؤكد دوائر في الائتلاف الحاكم أن فون دير لاين شخصية ذات احترام وتقدير يتعدى حدود حزبها بسبب إسهامها القوي في سياسة الأسرة والسياسات الاجتماعية، عندما كانت وزيرة للأسرة في التشكيل الحكومي السابق.

ومن بين الشخصيات المطروحة أيضا لهذا المنصب الرفيع، رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت الذي يحظى بتقدير كبير على المستوى السياسي. كذلك يتم تداول اسم وزير المالية الاتحادي فولفغانغ شويبله. وفي حال تم انتخاب امرأة لهذا المنصب الشرفي إلى حد كبير فستكون هذه أول سابقة في تاريخ ألمانيا كما ستتربع في أن واحد امرأتان على قمة هرم السلطة في ألمانيا.

كيف يتم اختيار الرئيس في ألمانيا؟

وفقا للدستور الألماني فإنه إذا شغر منصب الرئيس يتولى رئيس مجلس الولايات (البندسرات)، وهو الغرفة الثانية في البرلمان، كافة صلاحيات الرئيس على أن يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد خلال 30 يوما.

وغالبا ما يتم ترشيح شخصيات بارزة تحظى بالقبول من قبل مختلف الأحزاب السياسية في البلاد. وتقوم الأحزاب الممثلة في البرلمان الألماني باقتراح بعض الأسماء التي يمكن أن تلقى قبولا لدى أغلبية التكتلات السياسية دون أن تكون بالضرورة تابعة لحزبها.

ويتم انتخاب الرئيس الألماني من قبل هيئة دستورية خاصة تجتمع لهذا الغرض وتسمى بونديسفيرزاملونغ Bundesversammlung. هذه الهيئة تتكون من أعضاء البرلمان الألماني وعدد مماثل من مندوبي الولايات وفقا لعدد سكان كل ولاية. وهذا يعني أن عدد أعضاء هذه الهيئة يبلغ هذه المرة 1244 عضوا. ويتم انتخاب الرئيس في اقتراع سري لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة فقط. ويتطلب لفوز أي مرشح حصوله في الجولة الأولى أو الثانية من التصويت على الأغلبية المطلقة. وفي حالة تعذر الحصول على الأغلبية المطلقة في كلتا الجولتين يجرى الاقتراع لمرة ثالثة يفوز فيها من يحصل على أكبر عدد من الأصوات.

الكاتب: هشام الدريوش

مراجعة: عبده جميل المخلافي