1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"وضع إسرائيل الإستراتيجي من سيء إلى أسوأ منذ وصول نتانياهو للحكم"

١٦ سبتمبر ٢٠١١

سحبت إسرائيل سفيرها من عمان بشكل عاجل تحسبا لمظاهرة تخشى أن تعيد سيناريو ما وقع للسفارة الإسرائيلية في القاهرة. الإجراء وُصف بالمؤقت إلا أنه مؤشر على تفاقم عزلة إسرائيل في المنطقة كما يرى الخبير الألماني رالف هيكسل.

https://p.dw.com/p/12ZzQ
صورة من: AP

طلبت الحكومة الإسرائيلية اليوم (الخميس 15 سبتمبر/ أيلول 2011) من سفيرها في عمان والعاملين معه بالعودة إلى إسرائيل خشية من أعمال عنف قد تصاحب مظاهرة مناهضة لإسرائيل في الأردن. ويذكر أن متظاهرين مصريين غاضبين قاموا يوم الجمعة الماضي بمهاجمة السفارة الإسرائيلية في القاهرة أُجلي على إثرها السفير بصورة عاجلة في تطور وصف بالأسوء في العلاقات المصرية الإسرائيلية منذ سقوط نظام مبارك.

سحب السفير الإسرائيلي من عمان وإن وُصف بـ"المؤقت" يعكس هشاشة الموقف الإسرائيلي في الشرق الأوسط بعد "الربيع العربي" كما يرى ذلك رالف هيكسل الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ومدير مكتب مؤسسة فريدرش إيبرت الألمانية في تل أبيب.

قوة عسكرية وعزلة دبلوماسية

Israelische Soldaten beschützen jüdische Siedler in Hebron Flash-Galerie
صورة من الأرشيف لجنود إسرائيليين يحمون مستوطنين في الخليلصورة من: picture-alliance/ dpa

يرى رالف هيكسل أن "حكومة نتانياهو تعتمد، بشكل أُحادي، على القوة العسكرية" في سياستها في الشرق الأوسط، لكن رياح "الربيع العربي" عصفت بثوابت هذه السياسة ففاقمت من عزلة الدولة العبرية إقليميا ودوليا. ولا يتوقع الخبير الألماني أن تهدأ العاصفة قريبا في ظل مجموعة من المتغيرات الجوهرية التي بدأت في إعادة ترتيب خارطة التوازنات في المنطقة. فإلى جانب سعي الفلسطينيين الحصول على الاعتراف بدولتهم من الأمم المتحدة، تدهورت العلاقات مع شركاء إسرائيل في المنطقة، مع تركيا ومصر والأردن أمام جمود عملية السلام خصوصا.

وأوضح الخبير الألماني أن حكومة نتانياهو تعتمد "سياسة المراوحة والحفاظ على الوضع الحالي كما هو دون تقديم أي عرض للسلام" حسب رأي هيكسل، الذي يحذر من أن غياب أي تقدم في هذا المجال سيؤدي "إلى تقوية القوى المتطرفة في جوار إسرائيل ويزيد من قوة تأثيرها السياسي ما يشكل خطرا على أمن واستقرار المنطقة".

ولعل أهم متغير حمله "الربيع العربي"هو أن"الشعب أصبح في العالم العربي فاعلا يلعب دورا سياسيا ويمارس ضغوطا على الحكومات، ضغط لم يعد بالإمكان تجاهله. وهذه وضعية جديدة تماما يتعين على الحكومة الإسرائيلية التعامل معها". هذه التطورات جعلت الكثير من المراقبين يتساءلون عن موقع إسرائيل في الشرق الأوسط الناشئ، وعما إذا كان "الاعتماد الأحادي على القوة" دون "التزام جدي" بعملية السلام في صالح الدولة العبرية على المدى البعيد. فلم يعد بإمكان حكومات ما بعد الربيع العربي الالتفاف على رأي الشارع كما كان عليه الأمر في الماضي.

لا خطر على معاهدات السلام ولكن؟

Israel Flash-Galerie Netanjahu ein Jahr im Amt in Jordanien 1996
نتانياهو وعقيلته أثناء زيارة لهما للأردن(صورة من الارشيف)صورة من: AP

مشاهد مهاجمة السفارة الإسرائيلية في القاهرة من قبل متظاهرين مصريين غاضبين، طرحت أكثر من سؤال حول مستقبل معاهدة السلام بين البلدين. وما لم يكن في الحسبان بالأمس القريب بات من السيناريوهات المطروحة، خصوصا أمام لهجة تركيا الحادة وغليان الشارع العربي في المنطقة. إلا أن رالف هيكسل لا يرى "خطرا على المدى المنظور على معاهدتي السلام الموقعتين مع مصر والأردن" لأن البلدين متمسكين في الوقت الراهن بالسلام مع الدولة العبرية. هيكسل حذر في الوقت نفسه من أنه "إذا زاد الوضع تفاقما في المنطقة وفي حال واصلت إسرائيل سياستها الحالية خصوصا في ما يتعلق بالملف الفلسطيني" فإن كل الاحتمالات تبقى مفتوحة.

وما يزيد من قلق المراقبين إزاء هذه التطورات هو الفراغ الدبلوماسي في المنطقة أمام ما يشبه صمت واشنطن، رغم أنه يعتقد أنها تعمل من وراء الكواليس لتهدئة أعصاب حلفائها حفاظا على مصالحها. فالإدارة الأميركية توجد في موقف ضعف بعد فشل محاولاتها تحريك عملية السلام.

ويقول هيكسل إن إدارة أوباما تعمل من الآن بأفق "الانتخابات الرئاسية لعام 2012 وبالتالي لا يمكن انتظار الكثير منها في الوقت الراهن". فباستثناء إعلانها صراحة أنها ستستخدم حق النقض ضد المحاولة الفلسطينية للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، فهي تبدو عاجزة عن أي مبادرة في الوقت الراهن حسب رأي الخبير الألماني. ونفس الشيء ينسحب على ألمانيا وأوروبا التي "لا تملك سياسة خارجية موحدة، فهي منشغلة بأزمة اليورو" وليست في موقع يسمح لها بالتأثير الجدي على تطورات الوضع في المنطقة.

حسن زنيند

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات