1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: ما بعد سقوط حلب!

٩ ديسمبر ٢٠١٦

معركة حلب تشرف على نهايتها، غير أن الحرب في سوريا ستستمر طويلاً. فلا حظوظ للسلام في سوريا حتى الآن، حسب وجهة نظر راينر هيرمان المحرر في صحيفة "فرانكفورتر الغيماينة تسايتونغ".

https://p.dw.com/p/2U10A
Aleppo Syrien Ruinen Stadt
صورة من: Reuters/A. Ismail

منذ عامين ومدينة حلب محاصرة. أهم مدن المعارضة المسلحة مغلقة بإحكام منذ أربعة أشهر. هناك ربع مليون إنسان لا تصل إليهم مواد غذائية أو أدوية أو بنزين. ومنذ الـ 27 تشرين الأول/ نوفمبر يسقط في يد نظام دمشق وحلفائه الحي تلو الآخر من أحياء المدينة. في حين تستمر خطة الأسد العسكرية بتجويع معقل المعارضة الرئيسي وقصفها جواً. وبعد أن استسلمت داريا ومدن أخرى، تعتبر من رموز المعارضة، سيستسلم شرق مدينة حلب أيضا. وهكذا كان عام 2016 بالنسبة لنظام دمشق عاما ناجحا.

مستقبل مشترك في بلد واحد؟

Hermann Rainer Frankenberger Frankfurter Allgemeine Zeitung
راينر هيرمان المحرر في صحيفة "فرانكفورتر الغيماينة تسايتونغ"صورة من: Frankfurter Allgemeine Zeitung

قريبا ستنتهي المعركة الكبيرة حول حلب، لكن لن تنتهي الحرب ولا ثورة الثوار. إذ ستبقى لديهم مناطق ينسحبون إليها. وسيبحثون عن ملجأ لهم في ريف إدلب، حيث احتفل المعارضون المسلحون بأوائل انتصاراتهم في السابق. من هناك قرب الحدود التركية سيستمرون باستهداف مدن النظام مثل اللاذقية وحلب. فبعد خمسة أعوام من وحشية الحرب لا يمكن تصور أن يعيش أنصار النظام مع مناوئيه بسلام ضمن دولة واحدة.

فقدان حلب سيضعف الثوار المسلحين بشكل كبير. فالثورة في إدلب مسيطر عليها من قبل جماعات إسلامية مطرفة مثل أحرار الشام وفتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، وهي جماعات لا يمكن أن تعتبر شريكا للغرب. وفي الجبهة الجنوبية بين دمشق والحدود الأردنية لم تتغير خطوط المواجهة كثيرا منذ مدة طويلة.

وهكذا يمكن لحاكم سوريا بشار الأسد أن يحكم سيطرته على مناطق واسعة من سوريا، خصوصا وأن المعارضة  لاتتوقع شيئا من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. ولايمكن توقع أي دعم أيضا من تركيا، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستغل معارضين مسلحين من أجل كبح نفوذ الكرد في شمال سوريا فقط، لكن ليس مسموحا لهؤلاء بتقديم الدعم للمقاتلين المحاصرين داخل حلب.

على الأسد أن يضمن الحريات

ربما يملك الأسد الآن فرصة للتوجه نحو معارضيه. ومن المتوقع أن يحاول كسب سكان حلب إلى جانبه، من خلال إمداد المدينة سريعا بالكهرباء والمواد الغذائية. لكنه لن يستطيع كسب قلوب الحلبيين بهذه الطريقة. ولتحقيق هذا الغرض عليه أن يخفف من نظامه الاستبدادي ويضمن الحريات. لكنه غير مستعد لمثل هذا. ولهذا ستستمر الثورة حتى بعد سقوط حلب.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد