1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: مؤتمر وارسو ومساعي واشنطن لتقسيم أوروبا

١٥ فبراير ٢٠١٩

أظهر مؤتمر الشرق الأوسط المثير للجدل في وارسو، حجم الضغط الذي ينتظر الاتحاد الأوروبي من واشنطن. الولايات المتحدة تريد إعادة أوروبا إلى الخط الذي رسمتها لها، أمر لا يبشر بالخير، كما ترى روزاليا رومانيك في تعليقها التالي.

https://p.dw.com/p/3DRfJ
Polen USA l Neue US-Raketen-Systeme für Polen l Mike Pence zu Besuch in Polen (picture alliance/dpa/AP(M. Sohn)
صورة من: picture alliance/dpa/AP(M. Sohn

من خلال مؤتمر الشرق الأوسط  في وارسو، قدمت الحكومة البولندية للولايات المتحدة الأمريكية كمضيف مشترك، منبراً لم تكن لتجد مثله في أي مكان آخر في أوروبا. من وجهة النظر الأوروبية، كان ذلك خطأ، لكن في وارسو يفكر المرء بشكل مختلف عن برلين وبروكسل. في مؤتمر الشرق الأوسط  كان يراد الحديث عن السلام في الشرق الأوسط. لكن بدل ذلك، جرى الحديث عن إقامة تحالف ضد العدو اللدود، إيران. و قبل انطلاقة المؤتمر كان واضحاً من المستفيد ومن الخاسر.

الحاضرون والغائبون

بداية سُرّ المضيفون البولنديون بالشخصيات الأمريكية، من بينهم نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس ووزير الخارجية مايك بومبيو اللذان وصلا إلى وارسو. لكن سرعان ما تغير المزاج مع وصول الضيف من إسرائيل. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد حسم كل التكهنات، عندما أعلن قبل وقت قليل  من خلال مقطع فيديو على "تويتر"، الذي حُذف فيما بعد، والذي قال من خلاله بأن الهدف من الاجتماع هو "تعزيز عمل مشترك للحرب مع إيران". وقد تم تخفيف هذه الترجمة في وقت لاحق.

Deutsche Welle Rosalia Romaniec Portrait
روزاليا رومانيك محررة في قسم السياسة والمجتمع في DWصورة من: DW/B. Geilert

أما الجانب الإيجابي، فكان جلوس إسرائيل وممثلو الدول العربية على طاولة واحدة ولأول مرة منذ عقود لمناقشة الوضع في المنطقة ودور إيران. ولا يجب الاستهانة بهذا الأمر، لأنه يدل على أن التحرك في الوضع الراهن للمنطقة بات ممكناً.

لكن الأكثر غرابة من قائمة المشاركين كان الغائبون. لم يُرسل الأوروبيون أي ممثلين بارزين إلى وارسو، وهو علامة واضحة. كما لم تتم دعوة إيران، المعنية بالأمر، إلى المؤتمر. فيما رفضت روسيا وتركيا الدعوة، واجتمعوا في سوتشي في الوقت نفسه ودعت إيران للانضمام. ما يوضح بشكل كبير المحاور والتحالفات الجديدة.

أما الأمر المقلق فهو دور تركيا، إذ فضلت أنقرة الجلوس على طاولة المفاوضات مع بوتين وليس مع شريك الناتو. ما لا يعد فأل خير على ملف السلام في الشرق الأوسط. يمكن للمرء أن يفترض بثقة، أن اهتمام وارسو بالسلام أقل  من اهتمامها بالسلطة والنفوذ في مناطق الصراعات، وكذلك الأمر أيضا  بالنسبة لأوروبا.

حسابات بولندا السياسية

في خضم هذا الوضع المعقد، سعت وارسو بصدق ولو متأخرا إلى موقف محايد، وفي الوقت نفسه عدم تجاوز الخطوط الحمراء! ومع ذلك، فقد فشلت البلاد على وجه التحديد بسبب هذا التناقض. إن كانت الجبهات واضحة، فلا يمكن للمرء أن يكون في نفس الوقت مع أو ضد.

أسرفت الحكومة البولندية في تقدير نفسها وأعطت للآخرين فرصة احراجها وحاولت أن تؤكد لنفسها أن المؤتمر لن يكون مبادرة مناهضة لإيران، ومن ثم النظر، بأن هناك طرف آخر هو من يقرر، وهي الولايات المتحدة. بولندا باعتبارها البلد المضيف وجدت نفسها تلعب دور الشريك الفرعي الأمريكي في بلدها. وهذا أمر مضر للغاية و ويؤذي صورة البلد بشكل كبير.

الضغط  يتزايد على بولندا

هذا التطور هو أيضاً جزء من الحسابات السياسية. منذ أن أظهرت روسيا من خلال أوكرانيا، ما هي قادرة عليه، أصبحت سياسة وارسو أكثر تركيزاً على القضية الأمنية. هدف بولندا الأكبر هو الحصول بأسرع وقت ممكن على قاعدة عسكرية أمريكية صلبة في البلاد مع تمركز العديد من الجنود هناك. لكن عما إذا كانت حاسباتها صحيحة، هذا ما سيكتشفه المرء في وقت لاحق من ربيع هذا العام. ومن ثم تريد الولايات المتحدة الإعلان عن كيفية زيادة حجم تواجدها في أوروبا الشرقية.

إذا حدث ذلك، فإن الضغط الأمريكي على بولندا سيستمر في النمو ومعه خطر تقسيم أوروبا أكثر. كلمات مايك بنس، التي هددت برلين وباقي الأوروبيين بـ " سحب التضامن" إذا لم يسقطوا الاتفاق النووي مع طهران، ليست فقط كلمات شنيعة، وإنما خطيرة أيضاً. يجب أن تجد بولندا طريقة لمنع المزيد من الانقسام في أوروبا، لأنه فعلياً لا أحد في وارسو يريد ذلك.

روزاليا رومانيك

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد