1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: كيف تتعامل DW مع الذكاء الاصطناعي؟

٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣

الذكاء الاصطناعي يغير الصحافة. رئيسة تحرير DW مانويلا كاسبر- كلاريدج تشرح كيف تستخدم DW تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أنه لن يحل محل عمل الصحفيين.

https://p.dw.com/p/4WeOu
الروبوتات الذكية مثل "  ChatGPT"  ليست مصادر معلومات موثوقة.
يمكن أن تقدم الروبوتات الأفكار والإلهام، ولكنها ليست قادرة على توفير معلومات دقيقة، وقد ترتكب أخطاء كبيرة. صورة من: Harun Ozalp/AA/picture alliance

تحتفل شبكة دويتشه فيله (DW) هذا العام بعيدها السبعين. ومنذ سبعين عاما ونحن نقوم بتنفيذ المهمة المنوطة بنا بوضوح، ونقدم لجمهورنا صحافة موثوقة وعالية الجودة ومستقلة.

في ذات الوقت، تطورنا بشكل مستمر على مر العقود، واستجبنا بسرعة للتطورات التكنولوجية، وركزنا على الوسائط المتعددة. سواء كان الأمر يتعلق بالراديو أو التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي. نتواجد حيث يكون متابعونا. وقد طورنا طرق عملنا الصحفية دائما، مع بقاء وثبات معايير الجودة العالية التي لم تتغير.

حاليا، نواجه تغييرات كبيرة جديدة. الذكاء الاصطناعي  التوليدي هو قوة تكنولوجية مزعزعة. فالعديد من الصناعات ستشهد تغييرات كبيرة أو قد شهدتها بالفعل، والصحافة ليست استثناء مما يجري. الشفافية مهمة بالنسبة لنا، لذلك أود مشاركة بعض الأفكار حول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في صحافتنا.

الصحفيون من ينتجون المحتوى لا الذكاء الاصطناعي

لن  يستبدل الذكاء الاصطناعي التوليدي الصحفيات والصحفيين . من خلال القراءة أو الاستماع أو المشاهدة للمحتوى الذي تقدمه DW، يمكن التأكد من أن المسؤول عنه صحفيات وصحفيو DW، وهم ضمان لجودة العمل. والتزامنا بالاستقلالية والدقة والشفافية واحترام وجهات النظر والتنوع ليس محلا للنقاش.

في الوقت نفسه، نرغب في استكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي دعم أعمالنا. نستخدم في DW بالفعل بعض التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي، تساعدنا على سبيل المثال في تحليل البيانات أو ترجمة تقاريرنا من لغة إلى أخرى. لكن صحفياتنا وصحفيينا يراقبون جودة عمل هذه التطبيقات. يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لجعل المحتوى أكثر سهولة في العثور عليه من قبل محركات البحث. وفي وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في التعرف السريع على خطاب الكراهية. ترجمة الذكاء الاصطناعي لمقاطع الفيديو تجعلها متاحة أيضا لعدد أكبر من الأشخاص. تطبيقات مفيدة تدعم أعمالنا الصحفية.

يبقى الأمر المهم وهو أن الصحفيين في مؤسستنا يراجعون جودة التقارير دائماً في هذه التطبيقات قبل نشرها، وأن نقدم معلومات شفافة حول كيفية استخدامنا للذكاء الاصطناعي.

رئيسة تحرير DW مانويلا كاسبر- كلاريدج
رئيسة تحرير DW مانويلا كاسبر- كلاريدج صورة من: DW/R. Oberhammer

الروبوتات الذكية مثل "  ChatGPT" (شات جي بي تي)  ليست مصادر معلومات موثوقة. ويمكن أن تقدم هذه الروبوتات الأفكار والإلهام، ولكنها ليست قادرة على توفير معلومات دقيقة، وقد ترتكب أخطاءً كبيرة. ولا توفر الشفافية حول مصادر معلوماتها. سنفحص بعناية شديدة النتائج التي نعرف أنها من إنتاج روبوت ذكي، ونعزز عمليات التحقق من المعلومات لمكافحة انتشار المعلومات غير الصحيحة. فعندما يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي، قد يزيد ذلك من مشكلة الإشاعات والمعلومات الكاذبة. لذلك، تعتبر مهمتنا كصحفيين هي فحص وكشف هذه المعلومات غير الصحيحة للحفاظ على الشفافية والدقة في التقارير الإخبارية.

صور الذكاء الاصطناعي

نحن لا نرى كذلك قيمة في نشر صور جرى صناعتها بواسطة الذكاء الاصطناعي . عندما نتحدث عن صور تم انتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي من قبل أشخاص آخرين، سنشير صراحة إلى أنها ليست صورا حقيقية. الأمر بالتأكيد سيكون مختلفا عندما يتعلق بالرسوم التوضيحية أو تصوير البيانات، حيث يمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي المساعدة.

تحديات وفرص

ندرك أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يحمل في طياته مخاطر . ندرك أنه يمكن أن يساهم بشكل كبير في نشر الأخبار الزائفة بشكل أكبر بكثير مما هو معروف حالياً.  ندرك أن البيانات  التي يستند إليها تعكس أحكاما مسبقة موجودة في المجتمع. سنواصل تدريب صحفياتنا وصحفيينا بشكل مستمر لكشف هذه الأحكام المسبقة. سنعتني أيضا بشكل جدي بأمن البيانات وحماية الخصوصية عند استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي.

من المهم أن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مناسب يمكن أن يوفر فرصا.  يمكنه دعم صحفيينا في أداء مهامهم ومنحهم المزيد من الوقت . الوقت الذي يمكن استخدامه للبحث عن القصص في الميدان والاقتراب من الناس أكثر، الوقت للحصول على وجهات نظر متنوعة.

هذه هي الصحافة التي يقدرها متابعونا والتي لن تستطيع الماكينات أبدا تقديمها. بحث جيد، تقارير حصرية حول قضايا تهم الناس مع جودة تقدمها دويتشه فيله منذ سبعة عقود.

مانويلا كاسبر - كلارديج