1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: الاضطرابات ميزت عام 2014

ألكساندر كوداشيف٣١ ديسمبر ٢٠١٤

لم تتحسن أوضاع العالم في عام 2014، بل على العكس. ومن خلفية تطورات الأزمة في أوكرانيا وحرب غزة وظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" هناك ما يدعو إلى التشاؤم، كما جاء في تعليق رئيس تحريرDW أليكساندر كوداشيف.

https://p.dw.com/p/1ED5n
Irak Flüchtlinge Jesiden Sindschar Gebirge 11. August
آلاف العراقيين نزحوا من ديارهم خوفا من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"صورة من: Reuters

الفوضى ميزت عام 2014: إيبولا في إفريقيا، والحرب في أوكرانيا، وظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" المتوحش، ومجزرة بحق تلاميذ أبرياء في باكستان، والحرب على غزة في الشرق الأوسط، ثم فوز الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، وحرب العصابات غير المعلنة عنها في المكسيك. أينما نظر المرء عبر قارات العالم، فسيجد أن الوضع السياسي والاجتماعي صعب ومعقد.

في أوروبا هناك حرب مندلعة في أوكرانيا. في هذا البلد الفاصل بين روسيا ووسط أوروبا، تدور معارك طاحنة، انزلق من خلالها الغرب وروسيا في حرب دبلوماسية ضروس، فدخلا فترة جليدية على مستوى السياسية الخارجية. إنها حرب باردة جديدة.

كيف التعامل مع فلاديمير بوتين؟

تحدى بوتين الغرب وحكومة كييف عندما ضم شبه جزيرة القرم وتدخل في شرق أوكرانيا، ليجد نفسه في فوضى اقتصادية بسبب العقوبات. بوتين العنيد ، بتوجهاته لمذهب الإمبرليالية الجديدة بات سجين تهاوي عملة الروبل مع نهاية هذا العام. ويتساءل الغرب، وعلى رأسه أوروبا وبالخصوص ألمانيا: ألا يجب علينا التساهل مع بوتين؟ ما هي سبل الخروج من الأزمة؟ كيف يمكن إحياء السلام مجددا في أوروبا؟ في حين لا يحظى مصير الأوكرانيين بالاهتمام الكبير. السؤال البسيط هو: ما الذي يمكن لبوتين القيام به؟

DW 60 Jahre Alexander Kudascheff
صورة من: DW/Matthias Müller

الرئيس الأمريكي براك أوباما أظهر الكثير من الحزم في تعامله مع بوتين مقارنة بالأوروبيين. فهو يعتمد على الموقف الصارم. بيد أن أوباما مقيد بإكراهات سياسية داخلية بعد أن خسر الأغلبية في الولايات المتحدة ولم يعد بإمكانه تمرير سياسيته. قبل عامين من الانتخابات الرئاسية أصبح الرجل في صورة "بطة عرجاء". فهو يمثل قوة عظمى متراجعة من موقف الضعف وعدم القدرة على فرض قراراته. قوة عظمى، لا تريد التدخل بشكل قوي وتعاني من اهتزاز في صورتها الدولية بعد الكشف عن أعمال التعذيب الممنهج بحق سجناء إسلاميين في معتقل غوانتنامو وغيره.

واشنطن دون تأثير في الشرق الأوسط

عند الحديث عن الشرق الأوسط بالخصوص، تتجلى صورة تلاشي النفوذ وتهاوي رغبة التأثير في مسار السياسية العالمية بشكل صارم،. فخلال الحرب على غزة لم يكن للأمريكيين أي دور، ولم يكن بإمكانهم أساسا لعب أي دور. الإسرائيليون والفلسطينيون على السواء لم يسمحا لأوباما بالتأثير فيهما. وبعد الحرب على غزة بقي الوضع السياسي مسدودا كما كان سابقا. الولايات المتحدة مازالت تحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" جوا، والغرب والألمان يدربون قوات البيشمركة الكردية، لمحاربة هؤلاء المقاتلين الإسلاميين المتوحشين، وذلك بنجاح كما تشير التطورات الحالية.

بيد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" دمر الشرق الأوسط في تركيبته الثقافية والدينية والسياسية. في كل مكان يوجد نازحون أزيديون ومسيحيون ومسلمون. في سوريا والعراق لم تعد الدولة هي التي تدير النظام الاجتماعي. وفي عدد من الدول والمجتمعات في الشرق الأوسط وفي إفريقيا أيضا تنتشر مطالب الحركة الأصولية للعودة إلى ما يسمى بـالإسلام "الحقيقي". ومع وجود تنظيم في غاية الوحشية والإرهاب، فإن تلك البلدان غارقة في حرب أهلية، تدفع بالملايين من الناس للفرار من ديارهم. إن ذلك كابوس حقا.

كان عام 2014 عام اضطرابات واهتزازات، وأيضا عام الزلازل السياسية. وكان عام الاختلالات والفوضى. وهو العام الذي فشلت فيه الدبلوماسية أمام انفجار الأفكار القومية والدينية المجنونة: إنه عام افتقد للأمل.