1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

واشنطن وطهران تعتبرانه انتصارا .. فبماذا حكمت محكمة العدل؟

٣٠ مارس ٢٠٢٣

اعتبرت إيران أن الحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية يؤكد "مشروعية" مطالبها. في المقابل رأت واشنطن أن قرار المحكمة برد طلب إيران الإفراج عن أصولها المجمدة "انتصار كبير" لها. فبماذا حكمت أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؟

https://p.dw.com/p/4PWYF
صورة رمزية لعلمي الولايات المتحدة وإيران.
صورة رمزية لعلمي الولايات المتحدة وإيران. أحكام محكمة العدل الدولية ملزِمة وغير قابلة للاستئناف، لكن هذه الهيئة ليس لديها وسيلة لتنفيذها، فماذا تفعل الدول.صورة من: Ohde/ Bildagentur-online/picture-alliance

رفضت أعلى محكمة في الأمم المتحدة الخميس (30 مارس/ آذار 2023) طلب إيران الإفراج عن أصول بقيمة تقارب ملياري دولار يملكها مصرفها المركزي، جمدتها الولايات المتحدة، ردا على هجمات إرهابية تتهم واشنطن طهران بالتحريض عليها أو دعمها.

ورأت محكمة العدل الدولية التي تتخذ مقرا في لاهاي، أنها لا تملك صلاحية النظر في هذا الطلب، في المقابل اعتبرت (المحكمة) أن واشنطن "انتهكت" حقوق شركات ومواطنين إيرانيين جمدت أصولهم.

واعتبر ريتش فيسيك المستشار القانوني بالوكالة لوزارة الخارجية الأمريكية، الذي كان موجودا في جلسة صدور قرار المحكمة في لاهاي، "إنه انتصار كبير للولايات المتحدة ولضحايا الإرهاب الذي ترعاه الدولة الإيرانية".

وفي المقابل علقت إيران معتبرة أن الحكم "يظهر مجددا مشروعية مطالب الجمهورية الإسلامية في إيران وسلوك الولايات المتحدة غير القانوني"، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وسمح القضاء الأمريكي في 2016 بوضع اليد على هذه الأموال الإيرانية لتعويض أمريكيين ضحايا هجمات إرهابية يعتبر أن طهران حرّضت عليها أو دعمتها، في إشارة لمقتل 241 جنديا أمريكيا في 1983 بهجومين انتحاريين استهدفا الوحدات الأمريكية والفرنسية التابعة لقوة الأمن المتعددة الجنسيات في بيروت.

وتنفي طهران أي مسؤولية في العمليتين الانتحاريتين معتبرة أن حجز الولايات المتحدة أصولها المالية أمر غير قانوني.

وأعلن قاضي محكمة العدل الدولية كيريل غيفورجيان أن "المحكمة أيدت بعشرة أصوات مقابل خمسة طعن الولايات المتحدة الأمريكية في اختصاص" المحكمة.

ورفعت طهران القضية في يونيو/ حزيران 2016، معتبرة أن هذه الأموال ضرورية في وقت تواجه صعوبات اقتصادية نتيجة العقوبات الغربية المفروضة عليها.

هل ستنهار مصارف إيران بعد عقوبات واشنطن؟

واستندت إيران في طلبها إلى معاهدة ثنائية موقعة بين طهران وواشنطن في العام 1955، قبل الثورة الإسلامية عام 1979، التي أطاحت الشاه الموالي للولايات المتحدة وأدت إلى إنهاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

بعد فترة وجيزة من انسحابها في العام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني، أعلنت واشنطن وضع حد رسميا لمعاهدة العام 1955. وبعدما أوقفت واشنطن العمل بها، لا يمكن إيران بالتالي الاستناد إليها، وفق الولايات المتحدة.

وتطالب إيران بإعادة 1,75 مليار دولار من الأموال التي تعود إلى البنك المركزي الإيراني مع الفوائد وأصول تعود لشركات ومواطنين إيرانيين. بيد أن القضاة أوضحوا أن المحكمة ليست لها ولاية قضائية للحكم في قضية تجميد هذه الأموال لأن البنك المركزي ليس مؤسسة تجارية، وبالتالي لم يكن محميا بموجب المعاهدة.

وأمهلت المحكمة البلدين 24 شهرا للتوافق على تعويضات للشركات والأشخاص المتضررين.

وأحكام محكمة العدل الدولية ملزِمة وغير قابلة للاستئناف، لكن هذه الهيئة ليس لديها وسيلة لتنفيذها. وبالتالي يمكن للدول أن تلجأ إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم تمتثل دولة أخرى لقرار ما.

ويأتي هذا الحكم وسط تجدد التوترات بين البلدين بعد الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مجموعات موالية لإيران في سوريا ودعم طهران الغزو الروسي لأوكرانيا.

ص.ش/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)