هوكستين يتحدث عن حل "في متناول اليد".. وبري "متفائل"
١٩ نوفمبر ٢٠٢٤بات الحلّ لوضع حدّ للحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان "في متناول اليد"، بحسب ما كشف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكستين، الذي وصل إلى بيروت الثلاثاء (19 تشرين الثاني/نوفمبر 2024)، للتفاوض على هدنة تستند إلى مقترح أميركي.
وكانت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون عرضت الخميس الماضي على رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة تنص على هدنة من ستين يوما ونشر الجيش في جنوب لبنان.
في هذا الإطار، وعقب اجتماع استمر قرابة ساعتين بين هوكستين ورئيس البرلمان نبيه بري المكلف من حزب الله التفاوض باسمه، قال المبعوث الأميركي للصحافيين "إنها لحظة اتخاذ القرار.. أنا هنا في بيروت لتسهيل اتخاذ القرار لكن في نهاية المطاف، فإن القرار بالتوصل الى حل للنزاع يعود الى الاطراف" المعنية. وأضاف "صار الأمر الآن في متناول اليد".
والتقى هوكستين أيضا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون.
وقال بري في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط السعودية ومقرها في لندن إن "الوضع جيد مبدئيا"، موضحا أن "هناك ممثلا عنه وممثلا عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية". وشدد بري على أن هوكستين "يقول إنه نسق مع الإسرائيليين فيما يخص المسودة".
وقال مصدر دبلوماسي في تصريح لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته "لقد أحرز تقدّم في المفاوضات. الأمور تتقدم". غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حذر مساء الإثنين من أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد حزب الله اللبناني المدعوم من إيران حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3516 شخصا في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وفي إسرائيل قتل 46 مدنيا و78 عسكريا وفق بيانات رسمية.
في الجانب الإسرائيلي أعلن الجيش مقتل جندي الإثنين في معارك مع حزب الله في جنوب لبنان، لترتفع بذلك حصيلة قتلاه منذ 30 أيلول/سبتمبر إلى 49 شخصا. وفي المجموع، قُتل 79 جنديا و46 مدنيا خلال 13 شهرا.
وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية في جنوب لبنان لضمان عودة 60 ألف شخص إلى ديارهم في شمال إسرائيل نزحوا بسبب ضربات الحزب.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
وفي لبنان نزح أيضا مئات الآلاف من السكان. واستهدفت غارة إسرائيلية فجر الثلاثاء الضاحية الجنوبية لبيروت، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، غداة مقتل خمسة أشخاص في غارة على وسط العاصمة.
وأفادت الوكالة الوطنية بأن مسيّرة إسرائيلية أغارت فجر اليوم (الثلاثاء) على مبنى مؤلف من أربع طبقات في منطقة الشياح ... ودمرته"، مشيرة إلى وقوع إصابات "متوسطة" في هذه الغارة التي لم يسبقها إنذار إسرائيلي بالإخلاء. وأشارت الوكالة أيضا إلى ضربات ليلية على مدينة صور بجنوب لبنان والقرى المحيطة بها مشيرة إلى أنه تم استهداف مركز إسعاف تابع لحزب الله في قانا. واستهدفت المدفعية الاسرائيلية أيضا بلدة الخيام في جنوب لبنان بحسب المصدر نفسه فيما أصابت ضربتان قريتين في سهل البقاع بشرق البلاد.
وجرت معارك أيضا بين حزب الله والقوات الإسرائيلية قرب قرية شمع بجنوب لبنان على بعد حوالى خمسة كيلومترات من الحدود بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أن حوالى 40 مقذوفة أطلقت من لبنان صباح الثلاثاء على الأراضي الإسرائيلية.
وتزامنا مع زيارة المبعوث الأميركي لبيروت، أعلن حزب الله الثلاثاء قصفه قاعدة استخبارات عسكرية قرب مدينة تل أبيب، في موازاة استهدافه جنودا إسرائيليين في محيط أربع بلدات لبنانية حدودية، من بين هجمات عدة تبناها. وأفاد الحزب في بيان استهدافه قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية في ضواحي مدينة تل أبيب، برشقة من "الصواريخ النوعية". وأفاد في بيانات أخرى عن استهدافه جنودا إسرائيليين بالصواريخ أو المدفعية في محيط أربع بلدات حدودية، بينها مارون الراس والخيام.
وليلا، أعلن الجيش اللبناني أن ثلاثة من جنوده قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت موقعهم في الصرفند بجنوب لبنان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الإثنين إن الولايات المتحدة عرضت "مقترحات على كل من الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية. لقد رد الطرفان على المقترحات التي قدّمناها". وأوضح في تصريح للصحافيين "جرى تبادل للأفكار" حول آلية "التطبيق الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي نعتبر أنه يصب في مصلحة الجميع"، مؤكدا أن واشنطن "ملتزمة هذه العملية".
وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
الثلاثاء اعتبر وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو الذي يجري جولة خليجية "ما من حل في هذه المرحلة أفضل من احترام القرار 1701 ودعم القوات المسلحة اللبنانية". لكنه أشار إلى أنه لضمان أمن الحدود الإسرائيلية اللبنانية و"تعزيز سيادة لبنان، يجب أن تكون القوات المسلّحة، مسلّحة فعلا".
وأعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان الثلاثاء إصابة أربعة من عناصرها جراء صاروخ استهدف إحدى قواعدها وأطلقته "على الأرجح جهات غير حكومية داخل لبنان" على وقع استمرار المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله. واتّهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بإطلاق النار على قاعدتين لليونيفيل. وحمّلت إيطاليا حزب الله المسؤولية عن الهجوم بعدما كانت اتّهمت إسرائيل بشنه.
خ.س/ف.ي/ ع.ج (أ ف ب، د ب ا)