هل يكشف فتح ملف اغتيال كينيدي لغز مقتله؟
بعد مرور 25 عاماً على الحظر، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فتح ملفات سرية عن حادثة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون إف كينيدي. هل تضع هذه الخطوة المتأخرة النهاية للعديد من نظريات المؤامرة حول لغز"إغتيال كينيدي"؟
أسطورة "جي إف كي"
في سن السادسة والأربعين، تحول الرئيس جون كينيدي، الذي كان واحدا من أكثر الرؤساء شعبية في الولايات المتحدة، إلى أسطورة، وذلك بعد اغتياله. وقتل كينيدي بالرصاص في زيارة انتخابية إلى دالاس، تكساس في الـ 22 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1963، وذلك بعد مرور ثلاث سنوات فقط على توليه منصبه.
أمام عيون العالم
أصيب الرئيس الـ 35 للولايات المتحدة بعدة طلقات رصاص، بينما كان جالساً في سيارته الليموزين المكشوفة، وكانت بجواره زوجته جاكي. وتوفي الرئيس كينيدي في المستشفى، بعد مرور وقت قصير على الإصابة. من أطلق النار عليه؟ ولماذا فعل ذلك؟ لا تزال هذه الأسئلة تشغل الكثيرين حتى يومنا هذا. العديد من المواطنين الأمريكيين لم يعبروا عن إقتناعهم بالرواية الرسمية حول ملابسات غتيال كينيدي.
الرواية الرسمية لحادثة الإغتيال
وتفيد هذه الرواية بأن المدعو لي هارفي أوزوالد هو من أطلق الرصاص على الرئيس – وذلك من تلقاء نفسه، وبدون أي تكليف من أحد. وجاءت هذه الرواية بناء على ما أظهرته التحقيقات الرسمية. غير أن لجنة تحقيق أخرى تابعة لمجلس النواب توصلت فيما بعد إلى استنتاج مفاده أنه يمكن أن يكون هناك العديد من الجناة، وليس فقط شخصا واحدا.
المنتقمون للرئيس
وقد اعتقل أوزوالد بعد ساعات من اغتيال كينيدي. وخلال مؤتمر صحافي في المرآب التابع لمقر الشرطة، لقى أوزوالد نفس مصير كينيدي، وذلك بعد أن قام مالك ملهى ليلي يدعى جاك روبي بإطلاق النار عليه أمام عدسات الكاميرات وهو يردد عبارة " لقد قتلت رئيسي، أيها الجرذ".
المافيا وكاسترو في قفص الاتهام
اغتيال الرئيس كينيدي أظهر العديد من أصحاب نظرية المؤامرة. ففي البداية تم إتهام لمافيا، ثم بعد ذلك تم إتهام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) . حتى فيدل كاسترو تم اتهامه والشك بضلوعه باغتيال الرئيس. حادثة الاغتيال خلَفت "أسطورة جي إف كي" نسبة للرئيس كينيدي، وتحولت الحادثة إلى مادة خصبة للعديد من الكتب، والأفلام الوثائقية والروائية.
السلطة كدافع للاغتيال؟
كما وقع أيضا خليفة كينيدي الرئيس ليندون بي جونسون تحت الشبهة بتورطه في التخطيط لعملية الاغتيال. ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة غالوب عام 2003، اعتبر 18 في المائة من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع أن هذه النظرية ممكنة. وبقي جونسون رئيسا للولايات المتحدة ما بين الفترة من عام 1963 وحتى عام 1969.
فيلم" جي إف كي"
الفيلم الأكثر شهرة لعام 1991 كان فيلم "جي إف كي" من إخراج أوليفر ستون. ويوضح الفيلم محاولة المدعي العام فك ملابسات اغتيال الرئيس جون كينيدي. وكان هذا الفيلم أساس العديد من نظريات المؤامرة. إذ أنه وبعد عرضه في دور السينما تم الكشف عن جزء كبير من ملفات الاغتيال.
بعد مرور ربع قرن
غير أن جزءً صغيراً من الملفات الخاصة بحادثة الاغتيال بقيت طي الكتمان. وأصدرت السلطة التشريعية حظراً بحقها دام 25 عاماً، وذلك منذ 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1992. وينتهي هذا الحظرفي أكتوبر من العام الحالي، لذلك يتم الكشف عن هذه الملفات حالياً. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي بيده قرار تمديد المنع موافقته على كشف هذه الملفات.
الكشف عن معطيات جديدة
إلا أن القلة فقط تعتقد أن كشف هذه الملابسات ستؤدي إلى الإناطة عن غموض حادثة اغتيال كينيدي، وعما إذا كانت دوافع المشتبه به لي هارفي أوزوالد حقيقية أم أنه غرر به من قبل أشخاص آخرين، وهو ما حاولت المخابرات الامريكية كشفه طوال هذه السنوات. هيلينا فايزه/ إيمان ملوك