1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يغرّد مقتدى الصدر خارج السرب؟

ملهم الملائكة١ فبراير ٢٠١٣

يبقى الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر شخصية مثيرة للجدل، فهو يمتلك كاريزما طاغية تجعل آلاف الشباب يصطفون خلفه، لكن كثيرون يرونه خارجا عن الإجماع الشيعي، فيما يراه آخرون قائدا يقلل من الاحتكاك السياسي في العراق.

https://p.dw.com/p/17WRt
صورة من: dapd

تفاصيل المشهد السياسي في العراق صارت تُقرأ تحت مسميات شيعي، سني، كردي، وقد أصبح هذا التوصيف ثابتا تقريبا في كل حراك أو أزمة سياسية. لكن هذا الوصف لا يعني أن الكتل السياسية في داخلها متفقة على كل المواقف. فعلى سبيل المثال هاجم المتظاهرون في الرمادي نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك، كما أنهم أعلنوا أن الحزب الإسلامي ( السني) هو احد المسؤولين عن خراب العراق.

كما خرج تيار التغييرعن سلطة الحزبين الكرديين الكبيرين ليؤسس لنفسه كتلة برلمانية قوية في الإقليم.

الكتلة الشيعية أيضا ليست متفقة مع نفسها في كل شأن، فقد أعلن السيد مقتدى الصدر دعمه للتظاهرات في الانبار، ثم دعا السيد نوري المالكي إلى الاستقالة لحل الإشكالات، كما انه كان داعما لمطالب القائمة العراقية قبل عام لحجب الثقة عن المالكي.

مواقف الزعيم الشاب المثير للجدل مقتدر الصدر تثير تساؤلات عن سبب خروجه عن الإجماع الشيعي في أكثر من مناسبة.

Irak Proteste Basra
انصار الصدر في تظاهرات بالبصرة تطالب باسقاط المالكي .صورة من: AP

موقف الصدر من التظاهرات "سد الباب أمام التخندق الطائفي"

الكاتب والناشط السياسي عباس النوري شارك في حوار العراق اليوم من DW عربية مشيرا إلى انه شخصيا يعد موقف السيد الصدر موقفا وطنيا يسجل له، ومبينا انه لا يوجد وطني عراقي لا يدعم التظاهرات السلمية، وعاد ليبين أن الخلاف يدور حول مطالب المتظاهرين، الذين رموا في البداية كل المشاكل على عاتق رئيس الحكومة نوري المالكي، ولكن مع استمرار التظاهرات، اتضح أن مطالب المتظاهرين تتوزع بين القضاء وبين البرلمان وبين الحكومة، وبهذا فهي ليست كلها في يد المالكي.

واعتبر النوري أن شخصية مثل مقتدى الصدر الذي يحظى بشعبية واسعة حين يدعم المتظاهرين بهذا الشكل، " فإنه في الحقيقة حين يخرج يسد الباب أمام التخندق الطائفي...ولولا دعمه وموقفه الوطني لحسب الأمر باعتباره تظاهرات طائفية سنية تستهدف الشيعة".

"المتظاهرون يريدون إطلاق سراح المعتقلين المتورطين بدماء العراقيين"

كثير من خبراء الشأن العراقي يرون أن موقف الصدر من تظاهرات الانبار فيه قدر كبير من البراغماتية ، وهناك من يقول إن الصدر يريد من خلال دعم مطالب المتظاهرين إطلاق سراح عناصره الذي سُجنوا في صولة الفرسان ، والى ذلك أشار الصحفي كريم البيضاني مدير صفحة شبابيك الالكترونية وقد شارك من مدينة ميونخ في حوار العراق اليوم من DW عربية مبينا أن التصريحات التي يطلقها عناصر التيار الصدري تظهر "مدى الإحباط الذي يشعرون به بسبب عدم إطلاق سراح قادة الحروب التي شنوها بعد سقوط (نظام صدام حسين) ".

واعتبر البيضاني أن الاتهامات التي تُردد باستمرار أن القضاء العراقي مسيّس، وغير محايد وغير مستقل إنما سببها رغبة كتل سياسية معينة في إطلاق سراح عناصرها وقياداتها المعتقلين لدى الحكومة بتهم قتل العراقيين " ومطالب تظاهرات الانبار واضحة وصريحة، فهم يريدون إطلاق سراح المعتقلين، والكل يعلم أن أغلب المعتقلين متورطون بدماء العراقيين".

Der radikale Schiiten-Prediger El Sadr Porträtfoto
مقتدى الصدر كاريزما قائد الفقراء.صورة من: AP

"مناورة الصدر تأتي لسحب البساط من تحت إقدام الساسة الشيعة"

ودخل حوار العراق اليوم من DW عربية الصحفي احمد التميمي ، فلفت الأنظار إلى أن المشهد السياسي في العراق سوف يشهد تكتلات جديدة ، مفسرا " تحرك السيد مقتدى الصدر باعتباره مبادرة تسعى إلى سحب البساط من تحت إقدام الساسة الشيعة على وجه الخصوص". واعتبر التميمي أن موقف الصدر يمكن وصفه بالمناورة السياسية لضم أصوات الجانب السني إليه. وأشار التميمي إلى مواقف الصدر مع الكرد، معتبرا أن مقتدى الصدر يمتلك اليوم في جيبه تفاحتين، الكرد والسنة، وهذا سيدعم موقفه في الانتخابات المقبلة.

لكن الناشط السياسي عباس النوري ذهب إلى أن موقف السيد مقتدى الصدر سيبقى مع الشيعة في القضايا المصيرية ولا يمكن أن يتغير.

أما الإعلامي كريم البيضاني، فأكد على ضرورة التفريق بين مقتدى رجل السياسة، والصدر كرجل دين ، معتبرا أن الناس في الغالب يرفضون منطق القطيع، أي أن يمشي الكبير لتسير بعده الدواب الأخرى.

و يقارن البعض مواقف السيد مقتدى الصدر بمواقف السيد حسن نصر الله في لبنان، لكنهم ينبهون إلى أن نصر الله يعلن انه يحارب عدوا خارجيا بسلاح "المقاومة"، فيما انحصرت المعارك التي خاضها الصدر في داخل العراق، من هنا يتساءل كثيرون عن شرعية السلاح الذي تملكه ميلشيا جيش المهدي، رغم إن الصدر قد جمّد هذه الميلشيا منذ عدة أعوام، ومن غير المرجح أن تعود للعمل في هذه الظروف.

Irak, Kämpfe zwischen Armee und Schiiten-Miliz weiten sich aus (Freies Bildformat)
ميلشيا جيش المهدي التابعة للصدر في عام 2006صورة من: picture-alliance/ dpa

من جانبه، اعتبر احمد التميمي ان هناك أوجه تشابه بين نصر الله والصدر، فكلاهما يمتلك ميلشيا، لكن ميلشيا نصر الله مؤثرة في القرار اللبناني الدولي اليوم، أم ميلشيا جيش المهدي فقد تحولت إلى قوة سياسية ساهمت في أن يحصل السيد الصدر على 40 مقعدا في مجلس النواب لدورته الحالية. ولفت التميمي إلى أن الصدر حاليا ينازل خصوما سياسيين، (وهو يستخدم أسلوبا سياسيا في النزال، وهذا يعني انه لم يعد بحاجة إلى قوة مسلحة).

"ساسة في البرلمان والحكومة وضدهما"

تجاوزت الاتصالات وقت البرنامج الإذاعي، وكان اغلبها مؤيدا لمواقف مقتدى الصدر، لكن المستمع أبو نرجس في اتصال من بغداد أكد إن الصدر لا يدعم كل مطالب المتظاهرين، بل يدعم المطالب المشروعة منها. وتساءل: "لماذا يطالب المتظاهرون بإلغاء المادة 4 إرهاب، ولا احد يطالب بحقوق ضحايا الإرهاب وهم يعدون مئات الألوف ؟ ". كما تساءل أبو نرجس عن مواقف بعض السياسيين، فهم في الحكومة ويعطلون عملها، وهم في البرلمان ويعيقون عمله.

أما أبو حيدر في اتصال من بغداد، اعتبر موقف السيد الصدر وطنيا لأنه " يؤيد المطالب المشروعة لمتظاهري الانبار".

علي حسين في اتصال من بغداد ، أعرب عن تأييده لموقف مقتدى الصدر مشيرا إلى أن في السجون أبرياء وخارجها يوجد قتلة ومبينا ان المادة 4 إرهاب صارت اليوم تطبق على أي من اختلف مع شرطي في وجهات النظر . ثم أكد انه مع إطلاق سراح الأبرياء، أما القتلة فلابد من محاسبتهم.

المحامية هديل في اتصال من البصرة أشارت إلى أن بعض أهداف مقتدى الصدر من دعم التظاهرات تأتي في إطار التحشيد الانتخابي، كما أشارت هديل إلى أن عزلة إيران الدولية دفعت بالسيد الصدر إلى محاولة تثبيت جذوره في العراق كتعويض عن تراخي الدعم الإيراني.

وحيد الدليمي في اتصال من بغداد عبر عن امتنانه للسيد مقتدى الصدر لما وصفه بالمبادرة الوطنية التي تلم شمل العراقيين. وقال الدليمي انه سني ولكنه يفتخر بموقف الصدر الداعم لهم.

و حيى المستمع طلال في اتصال من ديالى موقف السيد الصدر الداعم للمتظاهرين.

المستمع أبو عباس في اتصال من بغداد أشار إلى أن مقتدى الصدر معروف بمواقفه المؤيدة للشعب ضد الحكومة، وإذا كانت مواقف المتظاهرين سلمية ومشروعة، فمن المؤكد أن الصدر سيقف معهم ويدعمهم ، ورد أبو عباس على من يقول إن الصدر يحشد انتخابيا، معتبرا انه كان دائما مع الشعب ولا يحتاج أن يحشد الأصوات إلى جانبه.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد