هل يشارك الإعلام في زيادة الخطر المحيط بمنظمات الإغاثة في أفغانستان؟
٢٨ يوليو ٢٠٠٧نظراً لتنامي أعمال العنف وتكرار حالات الاختطاف أصبحت حرية حركة عمال الإغاثة الأجانب في أفغانستان مقيدة بشكل واضح. ويبدو أن حركة طالبان، التي تبنت الجزء الأعظم من حالات الاختطاف والعمليات المسلحة، قد لجأت إلى أسلوب تكتيكي جديد يعتمد على التركيز على الجانب الإعلامي من هذه العمليات.
وكان حادث اختطاف المهندسين الألمانيين ومقتل أحدهما مؤخراً استحوذ على اهتمام الصحافة الألمانية بشكل كبير. وتناقل الإعلام الألماني بكثافة مطالب المتحدث باسم طالبان، يوسف أحمدي، بانسحاب القوات الألمانية المتواجدة في أفغانستان وإطلاق سراح المعتقلين، وهو الأمر الذي ربما ساهم في تقوية موقف طالبان وجعل مطالبها تصل إلى أسماع الكثيرين.
الاختطاف سلاح فعال يشارك في الإعلام في تقويته
وفي مقابلة مع قناة التلفاز البريطانية الرابعة قال قائد طالبان منصور داد الله، الذي خلف شقيقه الملا دادالله بعد ان قتل على يد القوات الدولية في أفغانستان في 11 آيار/ مايو الماضي، إنه أمر مقاتليه باختطاف أكبر عدد ممكن من الأجانب المتواجدين في أفغانستان. واعتبر داد الله، الذي يعرف تماماً جدوى هذا الأسلوب بعد الإفراج عنه في صفقة مقابل إطلاق سراح الصحفي الإيطالي دانييلي ماستروجاكومو، أن عمليات الاختطاف طريقة فاعلة جدا.
ومع أن القناة البريطانية احتفت بإنجازها في إجراء المقابلة الحصرية مع القائد الطالباني، التي تناقلتها بعد ذلك بساعات قليلة أغلب وسائل الإعلام العالمية، فأنها تناست تأثير هذه الدعاية والتهديدات من قبل طالبان على الأجانب الذين يقدمون المساعدة للشعب الأفغاني.
إصرار على العمل رغم المصاعب الجمة
يقول تيو ريدكه من منظمة "فيلت هونغر هيلفه" الألمانية العاملة في أفغانستان عن تأثير تلك التهديدات: "إن هذا سيزيد بلا شك من مصاعب عملنا. فعلينا أن نحتاط وأن نأخذ الأمر بجدية تامة". ومن الأمور التي تزيد مصاعب عمل منظمات الإغاثة الألمانية قرار جديد لوزارة الداخلية الأفغانية يقيد حركة الأجانب خارج العاصمة كابول نظراً لتكرار حالات الاختطاف. وبموجب هذه الاجراءات الأمنية الجديدة لا يسمح للأجانب بترك العاصمة الأفغانية إلا في حالات استثنائية وبرفقة دورية مسلحة. وهذا بالتأكيد يضيف مصاعب جديدة إلى تلك التي يواجهها العاملون في هذه المنظمة، التي تقوم بتنفيذ مشاريع إنسانية في مناطق بعيدة من شمال وشرق البلاد.
الجدير بالذكر أن المنظمة الألمانية المذكورة فقدت أحد موظفيها الألمان في شهر آذار/ مارس الماضي في هجوم مسلح على أحد قوافلها. ثم فقدت أحد موظفيها الأفغان بعد ذلك بوقت قصير. ورغم الخسائر البشرية التي أصابت المنظمة إلا أن ريدكه يرى أنه هذا كله لا يشكل سبباً لانسحاب المنظمة من أفغانستان.