1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يقرع اللاجئون ناقوس رحيل ميركل؟

ملهم الملائكة ٥ سبتمبر ٢٠١٦

ربما وضعت نتائج انتخابات ولاية مكلنبورغ- فوربومرن ميركل على حافة الهاوية. المفاجأة ليست في فوز حزب البديل، بل في انتصاره على حزب ميركل في معقلها، وهو أمر قد يضع نهاية للمستشارة وسياستها في فتح الأبواب للاجئين.

https://p.dw.com/p/1Jvyr
Deutschland Bundeskanzlerin Angela Merkel im ARD-Interview
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen

"هل ترى ميركل عرشها يهتز"؟ هكذا قرأت بعض الصحف الألمانية والعالمية نتائج انتخابات ولاية مكلنبورغ- فوربومرن حيث حاز حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي على 20.8% من مجموع الأصوات وحلّ ثانيا في الانتخابات الإقليمية، متقدما على الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة انغيلا ميركل، وهكذا خسرت المستشارة الانتخابات في دائرتها الانتخابية نفسها، وقد اعتبر موقع صحيفة دير شبيغل الالكتروني "إنها لم تكن انتخابات في ولاية صغيرة، بل كان تصويتا على ميركل" .

"الناخبون أرادوا أن يرسلوا إشارة احتجاج"

كل هذا دفع بكثير من المراقبين في ألمانيا وفي عموم أوروبا إلى السؤال" هل يهتز عرش ميركل؟"، وبغض النظر عن الإثارة الصحفية في العنوان الذي بات أيقونة ترددها الصحف فإنّ ميركل ليست سلطانا ورث العرش عن أجداده، بل مستشارة منتخبة بإرادة الشعب الألماني، وتغير مصالح الناخبين قد يدفعهم إلى عدم انتخابها لدورة رابعة، وهو ما انعكس في تعليق بيتر تاوبر الأمين العام للحزب الديمقراطي المسيحي الذي علق صبيحة الاثنين ( الخامس من أيلول/ سبتمبر 2016) واصفا النتيجة بأنها "مُرّة" ولكنه لم يغفل القول إنّ " الناخبين الذين صوتوا لحزب البديل من أجل ألمانيا أرادوا إن يرسلوا إشارة احتجاج".

من جانبها، عزت رئيسة حزب "البديل من أجل ألمانيا" فراوكه بتري نجاح حزبها في انتخابات البرلمان المحلي بولاية ميكلنبورغ- فوربومرن إلى أخطاء سياسية للائتلاف الحاكم على المستوى الاتحادي في ألمانيا. وهنا ليس بوسع المراقب إلا أن يراجع عبارتها "الائتلاف الحاكم"، فهذا الائتلاف يضم الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل والذي أحرز 19% من الأصوات، و الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي أحرز على 30% من الأصوات، ما يعني أن الائتلاف الحاكم ما زال متقدما رغم النتائج التي أحرزها اليمين الشعبوي.

وفيما اعتبرت بتري هزيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في انتخابات ولاية ميكلنبورغ- فوربومرن هزيمة شخصية للمستشارة ميركل، فقد طالبت نائبتها بياتريكس فون شتورش بتغيير سياسة اللاجئين في ألمانيا.

"ربما تكون ميركل قد وصلت النهاية الطبيعية لرئاستها"

Deutschland Berlin Pressekonferenz AfD Petry
فراوكة بيتري رئيسة حزب البديل من اجل المانيا في مؤتمر ببرلين بعد تقدم حزبها في انتخابات ولاية مكلنبورغ- فوربومرن على الحزب المسيحي الديمقراطي.صورة من: Getty Images/S. Gallup

المحور الأهم إذا هو سياسة ميركل تجاه اللاجئين التي وصفتها بياتريكس فون شتورش في تصريحات للقناة الألمانية الأولى"إيه آر دي" بالقول"لا يمكننا مواصلة هذا النوع من دولة الرفاه الاجتماعي"، لكن الصحفي شتيفان بوخن في حديثه إلى DW عربية ذهب إلى وجود سوء تفاهم كبير بهذا الخصوص يفترض أن ميركل ما زالت تفتح الأبواب أمام اللاجئين فيما "الحكومة الألمانية قد اتخذت كثيرا من الإجراءات لمنع تدفق اللاجئين، فلننظر إلى الاتفاق مع تركيا، ولننظر إلى الموافقة الألمانية على بناء الجدران في طريق هجرة اللاجئين عبر دول البلقان، ولننظر أيضا إلى مشاركة البحرية الألمانية في عمليات البحر الأبيض المتوسط لمنع وصول اللاجئين إلى ايطاليا، واتخذت حكومة ميركل إجراءات لمنع لمّ شمل اللاجئين مع أهلهم، وأجبرت اللاجئين على المكوث في دوائر جغرافية معينة".

كل هذا حسب شتيفان بوخن يعني أنّ سياسة الترحيب لم تعد سائدة بل باتت السياسة السائدة الآن تشير إلى أنّ اللاجئين غير مرحب بهم في ألمانيا، ولكن كثيرا من المواطنين الألمان لا يصدقون أنّ حكومة ميركل تسعى اليوم إلى منع وصول اللاجئين، لذا فإن كثير من الناخبين يقرأون سياستها على أنها قائمة"على الترحيب باللاجئين لغاية الآن، ولذلك هم يصوتون لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا".

ويستنتج الصحفي شتيفان بوخن في تحليله لمستقبل حكومة ميركل قائلا:"ربما لا تشكل هذه المواقف احتجاجا على سياسة اللاجئين، بل قد تشير إلى تعب حكومة وشخصية ميركل، وربما تكون قد وصلت النهاية الطبيعية لرئاستها".

اليمين الشعبوي رفع ورقة اللاجئين بوجه النخب السياسة

Deutschland Angela Merkel Bundeskanzlerin Flüchtling Selfie
المستشارة ميركل تتصور سيلفي مع احد طالبي اللجوء. سياسة اللجوء من اسباب تراجع شعبية المستشارة.صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka

وعلى المستوى الحزبي، بات مستقبل ميركل على المحك، فحسب تقرير نشرته صحيفة دير شبيغل، فان المستشارة الألمانية أرادت أن تعلن على الملأ ترشحها لولاية رابعة، لكنها تريثت بسبب شقيق حزبها، حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU البافاري الذي طالبها بوضع حدود لأعداد اللاجئين الوافدين إلى البلد.

ومن المؤكد أنّ نقاشا داخل حزب ميركل" المسيحي الديمقراطي" يدور اليوم حول مصير ميركل واحتمال ترشحها لولاية رابعة في العام المقبل، وربما يبحث الحزب الآن عن مرشح آخر يمارس سياسة أكثر صرامة تجاه اللاجئين، كي يدرأ الحزب خطر تنامي قوة حزب البديل من أجل ألمانيا وفوزه بموقع متقدم في الانتخابات الاتحادية، وهو ما أشار إليه الصحفي شتيفان بوخن الذي يستدرك بالقول" ليس بوسعي الآن الحديث عن نتيجة النقاش الداخلي الجاري بلا شك في أروقة الحزب المسيحي الديمقراطي".

وتمتعت المستشارة انغيلا ميركل بدعم حزبي لا محدود حتى عام 2015 وخاصة في تعاملها مع ملف اللاجئين، ويرى البعض أنّ شخصية ميركل بحد ذاتها، جذبت كثير ممن لا يريدون أن يصوتوا للحزب المحافظ (الديمقراطي المسيحي) التي يرون فيها "شخصية معاصرة منفتحة تستفز الطابع المحافظ للحزب" حسب وصف الصحفي بوخن.

وفي معرض التصورات المتشائمة عن مستقبل ميركل، تساءلت صحيفة "بيلد" الأكثر انتشارا في ألمانيا عن مستقبل المستشارة التي تحكم البلاد منذ 11 عاما وكان موقعها ثابتا قبل عام، مستخدمة جملة صادمة "كم صفعة يمكن لميركل بعدُ أن تتلقى؟".

يأتي هذا السؤال وسط أجواء تشاؤم تسود المشهد بعد أن عزز حزب البديل لأجل ألمانيا مواقعه بحصوله على تمثيل في تسعة من البرلمانات الإقليمية الـستة عشر بعد ثلاث سنوات على تأسيسه، وهو ما سيعزز موقعه حتما في الانتخابات التشريعية في خريف 2017 . واعتبر تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أنّ " خطاب (الحزب) الرافض للمهاجرين وللثنائية الحزبية وضع النخب السياسية في صلب اللعبة السياسية".

ملهم الملائكة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات