1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هالة السياسي وشخصيته تؤثران على توجهات المواطن الانتخابية

لماذا يفضل الناخبون سياسيا على آخر عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع؟ دراسة جديدة أثبتت أن شخصية السياسي تؤثر على توجهات المواطنين الانتخابية. موقعنا تحدث مع الخبير السياسي والمشرف على الدراسة البروفسور سيغفريد شومان

https://p.dw.com/p/7BRg
ملامح شخصية السياسي تؤثر على ميول الناخبينصورة من: AP

دويتشه فيله: سيد شومان، في الحقيقة أن كثرة من الناخبين الألمان لن ينتخبوا الحزب الاشتراكي الديمقراطي لأنه أخفق في محاربة البطالة. وانطلاقا من عدم رضاهم على سياسته، فإنهم سينتخبون حزبا آخرا. دراستكم تقول إن شخصية السياسي تؤثر على قرار الناخب. إلى أي حد؟

سيغفريد شومان: دراستنا لا تقلب الأمور رأسا على عقب وتقول إن المعايير التقليدية للحكم على سياسي معين اندثرت. وهذه المعايير الثلاثة هي، أولا الميْل الوجداني إلى المرشحين الرئيسيين للأحزاب وثانيا المواضيع الانتخابية كالنظم الاجتماعية والبطالة والسياسة الخارجية وما إلى ذلك وثالثا تعريفه للحزب الذي ينتخبه. هذه المعايير ما زالت تؤثر على توجهات الناخبين قبل الانتخابات. الشيء الجديد الذي أثبتته الدراسة هو تأثير سجايا وخصلات شخصية السياسي على الناخبين وهذا يعني أن سجايا أحد السياسيين تؤثر على ميولي الوجدانية إليه وفي بعض الأحيان على استراتيجيتي السياسية.

دويتشه فيله: ما هي المعايير الشخصية المهمة التي يلتفت إليها الناخبون؟

سيغفريد شومان: المعيار الأول هو الاستعداد للتجريب واكتشاف أشياء جديدة. وهذا يعني أن السياسي الصريح والذي تتوفر لديه خبرات كثيرة تكون اهتماماته متنوعة وخلاقا وعميقا في تفكيره. أما المعيار الثاني فهو الدقة، الأمر الذي يؤدي إلى حسن الإدارة والتنظيم وتنفيذ المهام المطلوبة منه. في هذا الخصوص أريد القول إن حزب الخضر في ألمانيا يتمتع بالمعيار الأول ولكنه يفتقد إلى الثاني. أما المحافظين فينطبق عليهم العكس تماما، إذ أنهم قادرون على حسن التخطيط، ولكنهم يفتقرون إلى الاستعداد لاكتشاف أشياء جديدة والتجريب.

دويتشه فيله: ماذا تقول دراستكم عن الأحزاب الأخرى، على سبيل المثال الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم؟

سيغفريد شومان: ما ينطبق على حزب الخضر ينطبق على الاشتراكيين الديمقراطيين، ولكن هذا ليس متأصلا لديهم كما هو الحال لدى الخضر. هنا يجب لفت النظر إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل الجمهوريين أو الاتحاد الشعبي الألماني أو الحزب القومي الألماني. هذه الأحزاب الصغيرة جدا تتميز بأنها غير مستعدة لتجريب أشياء جديدة أو اكتشافها.

دويتشه فيله: هل كانت هذه المعايير دائما موجودة، أم انه حصل عليها تغيير في السنوات الماضية؟

سيغفريد شومان: هناك إشارات إلى حدوث تغيرات في السنوات الأخيرة، إذ أن القيم تشهد منذ السبعينيات تحولا ملحوظا يتمثل في تراجع أهمية قيم الواجبات والاحترام وتقدم قيم ومعايير تحقيق الذات. هذا ليس جديدا. الشيء الجديد الذي كشفت عنه الدراسة هو أن هذه القيم متداخلة مع سجايا السياسيين. وهذا يعني أن قيم الاحترام والواجبات تتداخل مع معايير الدقة وقيم تحقيق الذات تتداخل مع معايير الاستعداد لتجريب الجديد والاكتشاف. وهذا له تأثير على الأجواء السياسية.

دويتشه فيله: إلى أي حد؟

سيغفريد شومان: أريد هنا القول إن الاهتمام السياسي له علاقة بمعيار الاستعداد للتجريب والاكتشاف. وإذا نما الاستعداد للتجريب والاكتشاف، فإن هذا يعني أيضا زيادة الاهتمام السياسي. هذا التحول بالذات نراقبه منذ سنوات طويلة. أما إذا تناولنا مسألة نسبة المشاركة في الانتخابات، فإنه يجب القول إن هذه النسبة تعمد معيار حسن المواطنة. إي أنه إذا شعر المواطنون بحسن المواطنة، فإن هذا يحفزهم على المشاركة في الانتخابات. ولأننا نلاحظ في السنوات الأخيرة تراجعا في قيم الواجبات والاحترام، فإن هذا يعني تلقائيا تراجعا في نسبة المشاركة في الانتخابات.

البروفسور سيغفريد شومان (58 عاما) يعمل في معهد العلوم السياسية في جامعة ماينس.

دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد