نيرسباخ: مونديال 2006 كان حكاية خرافية ولا يزال
١٩ أكتوبر ٢٠١٥عاد فولفغانغ نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم الاثنين (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) لنفي اتهامات الفساد التي وجهت إلى عملية اختيار ألمانيا لتنظيم بطولة كأس العالم 2006. وقال نيرسباخ، في إشارة إلى تلميحات بعض الصحف بتشويه الصورة الجميلة التي رسمت في مخيلة عشاق كرة القدم في العالم عن ألمانيا في صيف عام 2006: "مونديال 2006 كان ولا يزال حكاية خرافية من حكايات الصيف. ولم يتم تشويه هذه الحكاية الخرافية".
يشار أن مونديال 2006 يعرف في ألمانيا باسم "الحكاية الخرافية" نظراً للنجاح التنظيمي والأجواء الرائعة التي ميزت بطولة كأس العالم صيف عام 2006. وتابع رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس اللجنة التنظيمية لمونديال 2006: "أقولها مرة أخرى، لم يكن هناك صندوق أسود ولم يتم شراء صوت واحد" لحصول ألمانيا على شرف تنظيم نهائيات كأس العالم".
نيرسباخ وبيكنباور تحت ضغط الرأي العام
وتأتي تصريحات نيرسباخ في خضم تواصل الجدل حول "الفضيحة" التي أزالت عنها الستار مجلة "ديرشبيغل" الجمعة الماضي فيما يتعلق بشراء أصوات من داخل اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للحصول على شرف تنظيم كأس العالم. من ناحيته، نفى قيصر الكرة الألمانية فرانز بيكينباور رئيس اللجنة التنظيمية لمونديال 2006 اتهامات "ديرشبيغل" بشكل قاطع. وقال بيكينباور "لم أعط أحدا أموالا ليشتري حق استضافة مونديال 2006 وأنا متأكد أن باقي أعضاء اللجنة لم يقدموا على فعل هذا الأمر".
ودافع كارل هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي لنادي بايرن ميونيخ الألماني عن القائمين على تنظيم بطولة كأس العالم 2006 أمام الاتهامات الموجهة إليهم. وقال رومينيغه متحدثا عن مسؤولي اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2006: "أعرف فرانز بيكينباور وفولفغانغ نيرسباخ منذ وقت طويل، وهما من الرجال الذين يحترمون كلمتهم، وقد أكدا مع وزير الداخلية آنذاك (أوتو شيلي) بشكل حاسم أن الاتهامات غير صحيحة".
تكهنات بوقوف تسفانسيغر وراء الادعاءات
وفي مقابلة مع برنامج "شبورت شتوديو"، الذي تبثه القناة الألمانية الثانية (ZDF)، توقع السويسري غيدو تونيوني الذي عمل لسنوات طويلة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أن يكون رئيس الاتحاد الألماني السابق تيو نسفانسيغر وراء المعلومات التي نشرتها صحيفة "دير شبيغل". وأرجع تونيوني ذلك إلى سوء علاقة تسفانسيغر بالرئيس الحالي للاتحاد الألماني فولفغانغ نيرسباخ.
وكانت مجلة "ديرشبيغل" الألمانية قد نشرت في عددها الصادر هذا الأسبوع معلومات تفيد بأن القائمين على اللجنة التنظيمية للمونديال فتحوا حسابا سريا قام روبرت لويس دريفوس مدير شركة أديداس للمنتجات الرياضية بوضع مبلغا ماليا فيه قدر بالملايين، وهو المبلغ الذي خصص تحديدا لشراء أربعة أصوات أسيوية من أصل 24 صوتا داخل اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
ديرشبيغل لا تملك أي دليل
وكذب رئيس الاتحاد الألماني السابق تسفانتسيغر ما جاء على لسان غيدو تونيوني، لكنه أكد أنه دعا نيرسباخ الذي خلفه في رئاسة الاتحاد بالتحقيق في تحويل مبلغ ستة ملايين و700 ألف يورو الذي دفعته اللجنة المنظمة للبطولة لصالح فيفا.
يشار إلى أن الاتحاد الألماني لكرة القدم لم ينف تحويل اللجنة المنظمة لمونديال 2006 هذا المبلغ لحساب فيفا، لكن محامي الاتحاد الألماني كريستيان شيرتس شدد على أن ادعاءات "ديرشبيغل" لا سند لها، مهدداً بمتابعة الصحيفة الألمانية.
وقال شيرتس في برنامج "سكاي 90" الذي تبثه قناة سكاي الرياضية إن "دير شبيغل نفسها كتبت في تقريرها أنها لا تملك أدلة تثبت تورط اللجنة المنظمة لمونديال 2006 في دفع رشاوى للحصول على أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية لفيفا". يذكر أن هيئة الإدعاء في ألمانيا كانت قد أعلنت الاثنين ( 19 تشرين الأول/ اكتوبر 2015) أنها تتابع وترصد إدعاءات حصول البلاد على حق استضافة كأس العالم 2006 لكرة القدم بدفع رشاوى. وقالت ناديا نيسن المتحدثة باسم هيئة الإدعاء إن هناك "عملية مراقبة" جارية للادعاءات التي نشرتها مجلة "ديرشبيغل" الإخبارية، نيسن لم تحدد موعد انتهاء العملية ولكنها لم تستبعد توجيه اتهامات بالاحتيال والاختلاس والفساد.