نقل نافالني إلى المشفى و"لا عقوبات أوروبية إضافية على روسيا"
١٩ أبريل ٢٠٢١نقلت روسيا المعارض المسجون أليكسي نافالني، المضرب عن الطعام، إلى المستشفى اليوم الاثنين (19 نيسان/ أبريل 2021)، معتبرة أن حالته "مُرضِية"، فيما أصبح وضعه الصحي مصدراً جديداً للتوتر بين موسكو والدول الغربية.
وقالت إدارة السجون الروسية في بيان إن "لجنة أطباء (...) قررت نقل نافالني إلى وحدة استشفائية للمُدانين تقع على أراضي معتقل رقم 3 في منطقة فلاديمير" حيث هو محتجز حالياً، وأضافت أن "وضع نافالني الصحي مُرضٍ حالياً، يفحصه يومياً طبيب معالج"، وتابعت أن بعد "موافقة المريض، وصف (الطبيب) له علاجاً بالفيتامينات".
كذلك، كان الوضع الصحي لنافالني مدرجاً ضمن برنامج يوم الاثنين لاجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المكرس للعلاقات مع روسيا، بعد نشر قواتها عند الحدود الأوكرانية وعملية طرد متبادلة لدبلوماسيين روس وتشيكيين.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين إنه يجب السماح للأطباء الذين يثق بهم المعارض الروسي أليكسي نافالني بزيارته رغم نقله إلى أحد المشافي، وتابع: "تلقينا أنباء تفيد بنقل نافالني إلى مشفى سجن إقليمي لكن ما زال يتعين على السلطات الروسية منحه حق الوصول الفوري إلى الأطباء الذين يثق بهم". وأضاف بوريل أن "الأوروبيين طلبوا من السلطات الروسية تقديم الرعاية الصحية له. طلبنا لم يؤخذ بعين الاعتبار. الآن مع تدهور الوضع، سنعتبر السلطات الروسية مسؤولة عن صحة نافالني".
من جهته، رفض الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاثنين تحذيرات الدول الغربية التي تعهّدت برد حازم إذا توفي المعارض، وقال: "لا يمكننا أن نقبل مثل هذه التصريحات من جانب ممثلي حكومات أخرى"، معتبراً أن هذا الموضوع "يجب ألا يحظى باهتمام" من جانبهم. وأضاف: "نحن لا نتابع الوضع الصحي للسجناء الروس".
ونافالني مضرب عن الطعام منذ 31 آذار/مارس احتجاجاً على ظروف اعتقاله السيئة. واتهم المعارض الروسي إدارة السجن بمنعه من الحصول على عناية طبية وأدوية في حين أنه يعاني من انزلاق غضروفي مزدوج، بحسب محاميه.
ودعا أنصار نافالني الروس إلى الخروج إلى الشارع الأربعاء الساعة 19,00 (16,00 ت غ) في "أكبر تظاهرة في التاريخ الحديث" الروسي.
وستجري التظاهرة بالتزامن مع الخطاب السنوي الذي يلقيه بوتين أمام مجلسي البرلمان الروسي وسيعرض فيه "الأهداف" الواجب تحقيقها لتنمية روسيا، كما سيتناول الانتخابات التشريعية في الخريف المقبل. وحذّرت وزارة الداخلية الروسية الاثنين من المشاركة في تظاهرات غير مرخص لها مرتقبة الأربعاء دعماً لنافالني.
الاتحاد الأوروبي: لا عقوبات على روسيا لتخفيف التصعيد
أما بشأن التوتر بين روسيا وأوكرانيا، فقد قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في محادثاتهم اليوم الاثنين، عدم تكثيف الضغط على روسيا بعد حشد قواتها على الحدود الأوكرانية، وذلك في محاولة لحل التوترات دبلوماسياً.
وضغط وزير خارجية كييف دميترو كوليبا على الاتحاد الأوروبي خلال المحادثات لإعداد "مجموعة جديدة من العقوبات" ضد روسيا. لكن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال إنه لا توجد حالياً عقوبات مقترحة أو قيد الدراسة ضد روسيا.
وقال بوريل، بعد مكالمة عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع وزراء خارجية دول التكتل الـ 27: "إن خطر حدوث مزيد من التصعيد بات واضحاً. وعلينا أن نشيد بأوكرانيا لردها المتحفظ ونحث روسيا على عدم التصعيد وتخفيف حدة التوتر".
ورغم دعوة وزير الخارجية الليتواني غابرييليوس لاندسبرغيس أيضاً إلى ضرورة "فرض عقوبات (على روسيا) إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء "، إلا أن غالبية وزراء الخارجية لم يعتبروا أن مثل هذه الخطوط الحمراء قد تم تجاوزها، مشيرين إلى أنه لن يتم فرض أية عقوبات إضافية ضد روسيا.
وفرض التكتل على جارته الشرقية عدداً كبيراً من الإجراءات العقابية خلال الأشهر الماضية ومن بينها عقوبات بسبب تسميم نافالني . ويعتبر الحشد الأخير للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية هو الأكبر منذ ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. وقال بوريل بعد الاجتماع: "إن أكثر من 150 ألف جندي روسي يحتشدون على الحدود الأوكرانية وفي شبه جزيرة القرم"، بيد أنه رفض تحديد مصدر هذا الرقم .
ووفقا للتقديرات الأمريكية، فإن روسيا نقلت مؤخراً ما بين 15 إلى 25 ألف جندي إلى شبه جزيرة القرم التي تم ضمها وكذلك نحو الحدود الأوكرانية. وقال دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الوزراء تحدثوا خلال الاجتماع عن 120 ألف جندي في البلاد أو مستعدين للنشر.
م.ع.ح/ص.ش (د ب أ ، أ ف ب)