1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نظرية الانقلاب في العراق

٦ يناير ٢٠١١

بقيت الانقلابات العسكرية هي الحاسمة في رسم المشهد السياسي في العراق على مدى خمسة عقود، والسؤال الذي يشغل الكثيرين هو، هل يكون الجيش أداة للوصول إلى السلطة مرة أخرى في العراق الجديد؟

https://p.dw.com/p/zuM7
عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف قادا أول انقلاب عسكري أسفر عن قيام جمهورية العراق

اليوم هو السادس من كانون الثاني وهو ذكرى تأسيس الجيش العراقي ويجري اليوم في ساحة الاحتفالات الكبرى ببغداد استعراض عسكري يحضره رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي. الجديد هو أن هذا هو الاستعراض العسكري الأول منذ سقوط النظام السابق. والجيش كما يقول الجميع هو سور للوطن. لكن للجيش في العراق دورا مهما في صنع واقع البلد السياسي على مدى تسعين سنة، حيث قام الجيش بعدة انقلابات عسكرية غيّرت من تداول السلطة وخلقت مشاكل كثيرة للعراق على مدى عقود من الزمن. فهل يمكن للجيش الجديد أن يقوم بانقلاب عسكري في العراق؟ إلى أي مدى يتقبل الشعب فكرة الانقلاب الآن؟ وهل يمكن أن يصبح الجيش مرة أخرى وسيلة للحرب مع دول الجوار؟

Irak: Soldaten marschieren vor dem Märtyrer Monument in Bagdad
قطعات من الجيش السابق تستعرض قرب أحد النصب في بغدادصورة من: AP

هذه الأسئلة وأسئلة أخرى هي محور لقاء اليوم

السياسي العراقي حسين العادلي أعرب عن تصوره عن وجود عاملين مهمين يتحكمان في طبيعة أي جيش في العالم، الأول هما أولا بنية الدولة وطبيعة تعريفها( بسيطة، مركبة)، والعامل الثاني هو عقيدة هذا الجيش. ونموذج الدولة العراقية التي قامت بعد 9 نيسان 2003 لم يزل غير مكتمل وغائم الملامح، وهو نموذج هجين بين اللامركزية والفدرالية والكونفدرالية، وقد صيغت كافة مؤسسات الدولة وفق هذا المبدأ الهجين بما فيها المؤسسة العسكرية، لذا لا يمكن المراهنة على احتمال قيام الجيش بانقلاب عسكري، فالجيش منقسم أساسا بسبب مبدأ التوازن السياسي والدستور الذي جعل الدولة تقوم على مبدأ المحاصصة، والمشكلة الأكبر في العراق هي مشكلة بناء الدولة والسؤال هنا سؤال بنيوي.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: حسين العادلي: الجيش مؤسسة تتولى حماية الدولة والوطن)

نزار السامرائي الباحث في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية ذهب إلى أن مشكلة الجيش الحالي هو أنه منحدر من ميلشيات متصارعة فيما بينها، وقد قسّمت التشكيلات والوحدات على أساس طائفي ومناطقي وعشائري، وهو أمر لن يجعل منه مؤسسة ذات مرجعية واحدة، بل أضحى مؤسسة متعددة المرجعيات، وبدا تعدد المرجعيات واضحا أثناء عملية صولة الفرسان التي نفذها الجيش في البصرة مستهدفا جيش المهدي، فقد تمردت وحدات كبيرة على أوامر القائد العام للقوات المسلحة ما دفعه إلى نقل فرقة مشاة كاملة من الرمادي إلى البصرة للقضاء على التمرد بدعم قطعات من القوات الأمريكية. في المحصلة جيش مثل هذا لن يكون قادرا- حتى إذا توفرت لدى بعض قياداته الرغبة- على القيام بانقلاب عسكري بسبب تنوع تكويناته، علاوة على أسباب أخرى كثيرة.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: نزار السامرائي: لا يمكن أن ينجح أي انقلاب عسكري ما لم تعط الولايات المتحدة الضوء الأخضر له)

Irak, Soldat mit Maschinengewehr
جندي من الجيش الجديد يقوم بواجب الحراسة على أحد الطرقصورة من: AP

حسين العادلي أكد أن الضحية في ظل الأنظمة الشمولية والاستبدادية وكذلك في ظل أنظمة الفوضى هو الشعب العراقي، والجيش هو جزء من هذه المعادلة فهو جزء من الشعب كما أنه مؤسسة حكومية ترتبط بالدولة، ويجب أن لا ننسى أن الذي دق مسمار نعش الجيش العراقي هو صدام حسين حين زج به في حروب عبثية وسلط عليه أجهزة الأمن والمخابرات فأصبحت الرتبة العسكرية وسياقات الخدمة لا قيمة لها أمام نفوذ أجهزة الأمن. ومشروع الدولة العراقية الديمقراطية الحديثة الذي انطلق مشروعها في عام 1921 قد وئد بفعل الانقلابات العسكرية المتعاقبة، وإذا أردنا أن نكون موضوعيين لابد من الإقرار أن العقلية الشرقية ما زالت تحن إلى النظام المركزي،وأن الإنسان العراقي يميل بسبب الفوضى إلى الانقلابات العسكرية، ولكنه في هذا هو ضحية.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: حسين العادلي: للأسف يميل العراقيون إلى تكريس السلطة المركزية الاستبدادية)

نزار السامرائي اعتبر أن الحكومة تجزي العطاء لقادة الجيش أكثر من أي وقت مضى لاسيما في ظل سعي الحكومة إلى ضبط الملف الأمني. لكن السؤال هو: ما دور هؤلاء القادة في إصدار الأوامر؟ فسلطة القادة محدودة بشكل كبير، ومن يمتلك سلطة اتخاذ القرار هي جهات أخرى لا علاقة لها بالجيش. وضرب السامرائي مثلا بقيادة قوات بغداد حيث يديرها الآن قادة لا تربطهم بالمؤسسة الحكومية أي روابط .

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: نزار السامرائي: تمنح مرتبات القادة دون تمييز على أساس الولاء)

Irak Militärparade der irakischen Armee in Tikrit
استعراض كوكبة حملة الأعلام في تكريت شمالي بغدادصورة من: AP

حسين العادلي اعترض على ما ذهب إليه السامرائي مؤكدا أنّ قادة الجيش بشكل مطلق يتمتعون بامتيازاتهم كاملة، وهي نفس كوادر الجيش السابق في الغالب، وهم يحصلون على حقوقهم كاملة مقارنة بما كانوا عليه في عهد صدام حسين، بل أن عددا كبيرا من هذه القيادات يعيشون في الخارج وتصلهم استحقاقاتهم التقاعدية حيث يقيمون دون مشكلات.

ثم أشار العادلي إلى أنّ المنطقة التي يقع فيها العراق هي من أكثر مناطق العالم ولعا بالمؤامرات والانقلابات، والعراق يتعرض إلى مؤامرة كونية، لكن العراق في وضعه الحالي لا يتحمل فكرة انقلاب عسكري، وأي توجه من هذا القبيل سوف يعرض البشر إلى التقسيم بسبب الحساسيات الطائفية والعرقية والإثنية والسياسية.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: حسين العادلي: أي انقلاب سوف يؤدي إلى شرذمة الدولة وتقسيمها)

NIZAR AL - SAMARAI
نزار السامرائي الباحث في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجيةصورة من: NIZAR AL - SAMARAI

نزار السامرائي اعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية إذا اهتمت بالمؤسسة العسكرية العراقية وأقنعتها بالقيام بانقلاب عسكري فإن هذا سيتم وسوف يمتد إلى كل أنحاء العراق.

العادلي أشار إلى أن الجيش العراقي مخترق في مناطق قليلة لكن ليس على نطاق واسع، والخلل هو في الدولة، في المؤسسة السياسية، والجيش تابع للمؤسسة الحكومية ومرتبط بالوضع السياسي.

ودعونا المستمعين لمشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:

هل يمكن للجيش العراقي الجديد أن يقوم بانقلاب عسكري؟

فتنوعت الإجابات وذهب أحمد ياسين من أربيل إلى أن الجيش العراقي لا يمكن أن يقوم بانقلاب عسكري في الظرف الراهن، لأن رواتب الجيش وما يتعلق بتجهيزاته وظروفه متكاملة ولا يمكن أن يفكر أحد من قياداته بالتمرد.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: المستمع أحمد ياسين: لا سبب يدعو أفراد الجيش للانقلاب)

ملهم الملائكة Mulham Almalaika .

مراجعة: منى صالح