1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نشطاء يعيدون الثورات العربية إلى واجهة الأحداث في ألمانيا

٨ أبريل ٢٠١١

يتضامن نشطاء ألمان مع حركات التحرر في العالم العربي وينظمون فعاليات مختلفة من أجل تذكير الرأي العام الألماني بالأحداث الجارية في العالم العربي وخاصة محنة اللاجئين. موقعنا التقى ببعض هؤلاء النشطاء للتعرف على دوافعهم.

https://p.dw.com/p/10okv
"تضامن، ديمقراطية ، حرية الحركة " شعار الاحتفال الألماني بالثورة العربيةصورة من: DW/Al-Bedry

منذ بدء الثورات العربية يهتم الرأي العالم الألماني بمجريات الأحداث في العالم العربي، ويتضامن عدد كبير من نشطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان مع حركات التحرر العربية، التي انطلقت من تونس وامتدت إلى مصر وليبيا واليمن والأردن وسوريا والبحرين. غير أن الكارثة الطبيعية في اليابان وما تبعها من الأخطار البيئية، التي نتجت عن تعطل مفاعل فوكوشيما، أدت إلى انشغال غالبية الألمان بعواقب هذا الحادث في ظل الجدل الحالي في ألمانيا حول جدوى الطاقة النووية.

ومن أجل تذكير الرأي العام الألماني بربيع الثورات العربية ينظم نشطاء ألمان فعاليات متنوعة في شتى أنحاء البلاد. فعلى سبيل المثال نظم ناشطون في مدينة كولونيا فعالية تضامنية عبروا فيها عن تأييدهم لانتفاضات الحرية العربية، ورفعوا فيها شعارات بالألمانية والعربية كتب عليها "تضامن، ديمقراطية ،حرية". وفي إطار هذه الفعالية أكد متحدث من منظمة "لا يوجد إنسان غير شرعي" ، التي تدافع عن حقوق اللاجئين، وهي إحدى المنظمات الراعية للمظاهرة، من خلال مكبر الصوت، على ضرورة دعم الثورات العربية وطالب الحكومة الألمانية والحكومات الغربية بمساندة هذه الحركات.

"نذكّر العالم بما يجري في شمال إفريقيا"

Solidarität mit der arabischen Revolution in Köln
الناشطة سيلسا ديمير من منظمة " لا يوجد إنسان غير شرعيصورة من: DW/Al-Bedry

اقتربنا من الناشطة سيلسا ديمير، التي تضع في عنقها صافرة تشبه صافرات حكام كرة القدم لنسألها عن دوافع هذه الفعالية وأهدافها. استقبلتنا بابتسامة عريضة قائلة:" الوضع الإنساني السيئ في شمال إفريقيا وتدفق اللاجئين على أوروبا وانشغال العالم بالمأساة الطبيعية في اليابان حثنا على تنظيم هذه الفعالية وتذكير العالم بما يحدث الآن في العالم العربي".

ديمير طالبت باستقبال لاجئين من دول عربية وإتاحة فرصة العمل والإقامة لهم في أوروبا، كما عاملت أوروبا مواطني يوغسلافيا السابقة في تسعينات القرن الماضي، "لأن مواطني هذه البلدان هم أيضا ضحايا الحروب ولابد من مساعدتهم وإعادة تأهيلهم في أوروبا".

Solidarität mit der arabischen Revolution in Köln
الطبول والموسيقى الإفريقية أضافت لمسة جمالية على الفعالية التضامنية الألمانيةصورة من: DW/Al-Bedry

أما الناشط يان هينكل من المنظمة نفسها فقال إن "ما يحدث الآن في شمال إفريقيا أمر مدهش وعجيب، مبيناً أنه يتابع تطور الأحداث الحالية بلهفة شديدة". وأشار إلى أن العالم العربي يشهد نهضة تحررية لم يكن يتوقعها أحد. كما أضاف أنه "بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء الاحتجاجات تغير العالم العربي بشكل كبير، إذ أن جميع الدول العربية تقريباً باتت في مهب رياح الثورة والتغيير".

وأعرب هينكل عن افتخاره بمواطني العالم العربي، لأنهم أثبتوا "أنهم قادرون أيضا على إحداث تغيير سلمي وأن مطالبهم في المشاركة في الحياة السياسية والتأسيس لديمقراطية حقيقية وتحسين فرص العمل وضمان لقمة العيش وتوفير التعليم هي كلها مطالب مشروعة وإذا تحققت ستقضي على نشاط تنظيم القاعدة والتطرف الديني في العالم العربي". الناشط الألماني عبر أيضا عن تفاؤله بمستقبل أفضل للعالم العربي بعد هذه الأحداث الدراماتيكية، التي شبهها بالأحداث التي شهدتها أوروبا إبان الثورة الفرنسية. ووجه هينكل رسالة للمتظاهرين في العالم العربي دعاهم فيها إلى "مواصلة الاحتجاجات والإصرار على مطالبهم لحين تنفيذها".

"السلام والحرية لإخواننا وأخواتنا العرب"

Solidarität mit der arabischen Revolution in Köln
" السلام والحرية لإخواننا وأخواتنا العرب " شعار هذه المراةصورة من: DW/Al-Bedry

إحدى المشاركات كانت ترتدي قبعة تقيها من حر شمس اليوم الدافئ الاستثنائي في كولونيا وقد علقت على صدرها ورقة كتب عليها بالألماني "السلام والحرية لإخواننا وأخواتنا العرب". حين اقتربنا منها بدت خجولة. وبعد صمت لم يطل تحدث إلينا وقالت: "جئت خصيصا من مدينة بون للمشاركة في هذه المظاهرة التضامنية، لأني تأثرت بما يجري هنا، وخاصة بعد مشاهدتي للصلاة الجماعية التي أقامها المسيحيون والمسلمون في القاهرة بميدان التحرير لدعم الاحتجاجات في مصر." وفي ختام حديثها ناشدت المشاركة الألمانية صاحبة القبعة الصفراء "أنصار الحرية والديمقراطية في العالم العربي بمواصلة ثوراتهم والصلاة لحين تنفيذ مطالبهم".

أما "بيت لكل العالم" ، فهي منظمة إنسانية وثقافية تساهم أيضا في تنظيم فعاليات تضامنية مع الثورات العربية. صوفيا هينيس، إحدى ناشطات المنظمة، أكدت في حديث مع دويتشه فيله حرصها على المشاركة في تظاهرات التضامن مع الحركات التي وصفتها بالشجاعة في العالم العربي، لأنه على المرء التعلم من التطورات الجارية في هذه البلدان وخاصة من الدور الايجابي، الذي لعبته نقابات العمال في تونس ومصر لدعم هذه الاحتجاجات" . كما أشارت هينيس إلى أن" كل تجربة ديمقراطية تحتاج إلى الكثير من الوقت والتضحيات، وإن تخللتها بعض العثرات، إلا أن المهم يبقى التطلع إلى المستقبل والتعلم من الأخطاء، وصولاً إلى النجاح."

وجوه سمراء وسط فعاليات ألمانية

Solidarität mit der arabischen Revolution in Köln
"رقصة العصا " الشعبية المصرية شاركت ايضا في الاحتفالصورة من: DW/Al-Bedry

أصداء الطبول الإفريقية ملئت المكان في حين افترش الحضور الأرض وهم يستمتعون بمشاهدة "رقصة العصا" الشعبية المصرية، التي قدمها مشاركون مصريون في الاحتفال. محمد توفيق، الذي يقيم منذ 47 عاماً في ألمانيا، شرح لنا بحماس، وهو يرتدي جلبابه التقليدي الأزرق، سبب مشاركته في تظاهرات التضامن في ألمانيا مع إخوانه العرب قائلا: "عندما سمعت بالثورة في مصر أردت الرجوع والمشاركة بالتظاهرات ولكن توقف رحلات الطيران وسوء الأحوال الأمنية في تلك الفترة حال دون ذلك." توفيق اقترح على المنظمين تقديم رقصة فلكورية مصرية لتعريف الألمان على التراث الشعبي المصري وللمساهمة معهم في إنجاح هذه الاحتفالية، وهو أقل شيء يمكن أن يقدمه للتعبير عن تضامنه مع حركات التحرر العربية، على حد قوله.

زمن البدري

مراجعة: لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات