1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ناشط سلام إسرائيلي: ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا خطر عليها

٢٨ يوليو ٢٠١١

تبرر بعض الأوساط اليمينة واليسارية المتطرفة مواقفها الرافضة للإسلام بتحمسها وتضامنها مع إسرائيل. وناشط سلام إسرائيلي يحذر الألمان والأوربيين من ظاهرة الإسلاموفوبيا معتبرا أنها تشكل تهديدا كبيرا لأوروبا.

https://p.dw.com/p/125Cg
الإسلاموفوبيا - ظاهرة تنامت مؤخرا في أوروباصورة من: picture-alliance/ DW-Grafik

تعتبر معاداة الإسلام القاسم المشترك لمختلف الحركات في الأوساط اليمينية المتطرفة. ولكن كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام لا تقتصر على الشق اليمني المتطرف فحسب، بل تنتشر أيضا داخل الأوساط اليسارية، على غرار حركة "مناهضي الألمان"، وهي حركة انبثقت عن تجمعات مناهضة للفاشية خلال الثمانيات. ويبرر هؤلاء معاداتهم للإسلام بدعمهم الكامل واللامشروط لإسرائيل، وهو دعم له مبرراته في التاريخ الألماني. وبما أن ألمانيا النازية ارتكبت مجازر في حق اليهود، فإن "مناهضي الألمان" يشددون على تضامنهم مع اليهود ومع دولة إسرائيل، على ما يصف عالم التاريخ الإسرائيلي موشيه تسوكيرمان. وبالتالي فإن هذه الظاهرة تستقي مواقفها الرافضة للفلسطينيين والإسلام من تضامنها مع إسرائيل.

يمنيون متطرفون أصدقاء لإسرائيل

Geert Wilders Gericht Amsterdam
سياسيون يمنيون مثل فيلدرز يعتبرون أنفسهم من أصدقاء إسرائيلصورة من: picture alliance/dpa

ويعدّ التحمس لإسرائيل القاسم المشترك لمعادي الإسلام من يساريين ويمينيين. ويرى هؤلاء في تلك الدولة الممتدة بين البحر المتوسط ونهر الأردن امتدادا غربيا في منطقة الشرق الأوسط وحصنا منيعا ضد التطرف الإسلامي. ويعتبرون كل انتقاد للحكومة الإسرائيلية معاداة للسامية، فيما لا يعيرون اهتماما لحقوق الفلسطينيين المشروعة، بل ويعتبرونهم "إرهابيين".

ويوصف بعض أصدقاء إسرائيل المنتمين إلى الأوساط المسيحية المتطرفة في الولايات المتحدة وممثليهم السياسيين في حركة "تي بارتي" (أو حفل الشاي) وجماعة "مناهضي الألمان" اليسارية والأحزاب الفاشية الجديدة في إيطاليا وأوروبا الشرقية بالإسلاموفوبيا. كما يعتبر عدد من السياسيين اليمينيين المتطرفين على غرار الهولندي خيرت فيلدرز ورئيس "حزب الحريات" النمساوي هانس كريستيان شتراخه والداعية الأمريكي غلين بيك والإيطالي جان فرانكو فيني، الذي كان رئيس حزب "التحالف الوطني"، المنبثق عن الحركة الفاشية الجديدة، يُعتبرون من الضيوف المُبجّلين في العاصمة الإسرائيلية.

وفي شهر كانون الثاني/ ديسمبر الماضي زارت مجموعة من السياسيين اليمينيين المتطرفين إسرائيل بدعوة من النائب السابق عن حزب "يسرائيل بيتنو"، ووقعوا هناك بيانا جاء فيه بأن "الإنسانية ترى نفسها في الوقت الراهن تواجه خطرا عالميا ألا وهو الإسلام المتطرف"، مؤكدين تضامنهم جميعا لصده.

"التطرف اليميني استبدل معاداة السامية بالإسلاموفوبيا"

Archiv Uri Avnery Porträtfoto israelischer Friedensaktivist, Journalist und Schriftsteller
ناشط السلام الإسرائيلي أفنيري يحذر من ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروباصورة من: picture-alliance/ dpa

وقبل أسابيع قليلة التقى أيوب كارا، وهو نائب وزير وعضو في حزب الـ "ليكود" بزعامة رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتنياهو، في برلين رجل الأعمال الألماني السويدي باتريك برينكمان. والذي ينشط في المنظمة اليمينية الشعبوية "برو دويتشلاند" (أو من أجل ألمانيا)، وكان من قبل يشغل منصب الرئيس فيها. ويدعو برينكمان إلى تأسيس حركة يمنية متطرفة تناهض الإسلام ولا تعادي السامية مع السعي إلى التواصل مع اليمنيين في إسرائيل.

من جهته، يعرب ناشط السلام الإسرائيلي أوري أفنيري عن امتعاضه إزاء هؤلاء اليمنيين المتطرفين الذين يصفون أنفسهم بأصدقاء بلاده. ويطالب أفنيري الألمان والأوربيين بنبذ كل من يدعو إلى كراهية الإسلام، إذ يقول في حوار مع دويتشه فيله: "أحذر ألمانيا وأوربا من السير في هذا الطريق (كراهية الإسلام)".

ويضيف أفنيري: "إن الأحزاب النازية الجديدة، مهما كان اسمها ولونها وأينما كانت في كل أنحاء أوروبا: في اسكندينافيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وفي كل مكان، تشكل خطرا كبيرا على أوربا." ويشير إلى أن الأحزاب اليمينية المتطرفة قد استبدلت معاداة السامية بالإسلاموفوبيا، مؤكدا أنه في حال لم يتم وضع حد لها فإن ذلك قد يؤدي إلى ظهور ظاهرة مماثلة لتلك التي عاشتها ألمانيا بعد وصول النازيين إلى الحكم وما ارتبط بذلك من معاداة للسامية وملاحقة لليهود. ويحذر أفنيري قائلا: "إنها حركة يجب إخمادها منذ البداية."

بيتينا ماركس / شمس العياري

مراجعة: عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد