1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ناتنياهو ـ عباس: مفاوضات مباشرة قريبا في مصر أم في بلغاريا؟

١٣ أغسطس ٢٠١٠

بعد تسارع الترتيبات لإطلاق المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية طرحت "مصادر مطلعة" بلغاريا ومصر كمكانين لاستضافتها دون تأكيد من برلين، في ظل معلومات عن نية ناتنياهو الانسحاب من 90 في المائة من الضفة الغربية.

https://p.dw.com/p/OnDy
الراعي الأميركي الرئيس باراك جامعا عباس وناتنياهو في البيت الأبيض في أول لقاء لهما قبل عام تقريباصورة من: AP

هل تبدأ المفاوضات المباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية قريبا أم لا، وإن بدأت فأين؟ هل في بلغاريا كما نشرت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" وإذاعة دويتشه فيلّه نقلا عن مصادر بلغارية مطلعة، أم في مصر كما ذكرت صحيفة "الحياة" نقلا عن مصادر مصرية وفلسطينية، أم أن المكان لم يحسم بعد، خاصة وأن أهميته تأتي في مرتبة متدنية حسب قول متحدث في وزارة الخارجية الألمانية لموقعنا في اتصال معه.

ويبدو واضحا أن إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يسير في خطى حثيثة، وأن البحث جار خلف الكواليس لتحديد الإطار السياسي والتقني العام للمفاوضات بصورة ترضي الجانب الفلسطيني ولا تزعج الجانب الإسرائيلي في الوقت ذاته.

ضغوطات والبحث عن ضمانات

Catherine Ashton Gaza
مفوضة الاتحاد الأوروبي أشتون التي زارت قطاع غزة الشهر الماضي دعت وزراء خارجية الاتحاد في رسالة خاصة إلى دعم جهود الوسيط الأميركي ميتشلصورة من: AP

وكشفت مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية كاثرين اشتون في الرسالة التي وجهتها إلى 27 وزير خارجية أوروبي أنها تنتظر بدء المفاوضات المباشرة خلال الشهر الجاري، وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيعلن على الأرجح عن قبوله البدء بهذه المفاوضات في نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل، وأنه استمهل بضعة أيام ليجري مشاورات إضافية مع القادة العرب وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

ويتعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ضغوط كبيرة من أطراف دولية وعربية عدة للقبول بالمفاوضات المباشرة في مقدمها الولايات المتحدة، لكنه يطالب في المقابل بالحصول على ضمانات ومرجعيات محددة في هذه المفاوضات مثل إعادة تأكيد إعلان 19 آذار/ مارس الماضي الصادر عن "الرباعية" الدولية" في موسكو يكون ملزما لكل الأطراف المعنية بإيجاد حل لنزاع الشرق الأوسط المزمن.

وقالت أشتون إن المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل الذي يقوم بدور الوساطة يعمل على إزالة هذه العقبة من خلال دعوة الرباعية إلى إصدار بيان يذكّر بالإعلان المذكور الذي دعا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود ما قبل حرب حزيران/يونيو 1967 خلال 24 شهرا وحل مسألتي القدس واللاجئين. وتضم اللجنة الدولية الرباعية التي اقترحت حل الدولتين في ما عرف ب "خريطة الطريق" ممثلين عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي. وقالت أشتون إن ميتشل ينتظر من وزراء الخارجية الأوروبيين تأمين دعم كامل للجنة الرباعية.

مصادر تطرح بلغاريا وأخرى مصر مقرا للمفاوضات المباشرة

إلى ذلك ذكرت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه" الألمانية وإذاعة دويتشه فيلّه أن بلغاريا يمكن أن تلعب دور الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس الذي زار صوفيا الأربعاء الماضي اقترح ذلك قائلا إنه "لا مكان أفضل من صوفيا لعقد مفاوضات في حال حصل اتفاق حولها". وفي مقابلة مع دويتشه فيلّه قال وزير الخارجية البلغاري السابق سولومون باسّي إنه اجتمع مع كلا الرئيسين في صوفيا، وأنه أوصل إلى الرئيس الفلسطيني التي زارها قبل شهر تقريبا رسالة من الجانب الإسرائيلي تدعوه إلى البدء بالتفاوض المباشر. وشدّد على أن بلده الذي يتمتع بأواصر الصداقة مع الجانبين يمكن أن يكون مناسبا للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.

من جهة أخرى ذكرت صحيفة "الحياة" نقلا عن مصادر مصرية أن القاهرة "ستستضيف إطلاق المفاوضات المباشرة في حال حضور الرئيس باراك اوباما". وقالت أيضا إن المصادر الفلسطينية "رجّحت أن تكون القاهرة محطة لإطلاق هذه المفاوضات"، مشيرة إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً في تحديد مكان عقد المفاوضات المباشرة وزمانه. وكشفت أن الأميركيين طرحوا على الفلسطينيين اقتراحاً كمخرج مناسب لإطلاق المفاوضات، مكتفية بالقول إن القيادة الفلسطينية ستستشير الأطراف العربية قبل إعطاء ردّها. كما أشارت المصادر في هذا الصدد إلى لقاءات القاهرة التي جمعت الرئيس المصري حسني مبارك مع كل من عباس ومع الملك الأردني عبد الله الثاني قبل عقد اجتماع ثلاثي بينهم.

ناتنياهو يطرح الانسحاب من 90 في المائة من الضفة؟

BG60JahreIsrael Mauer in der Westbank
العلم الإسرائيلي إلى جانب جدار الفصل بعلو 8 أمتار قرب قلقيلية في الضفة الغربية:هل سينسحب ناتنياهو من 90 في المائة من الضفة؟صورة من: picture-alliance / dpa

وقالت الصحيفة العربية إنها علمت من مصادر مطلعة أيضا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين ناتنياهو أبلغ مبعوثين غربيين التقاهم أخيرا أن الوضع الحالي غير مناسب للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي، لذلك فإنه سيقدم إلى السلطة خلال المفاوضات المباشرة مشروعاً للتوصل إلى اتفاق انتقالي جديد لكنه "مغر" يقوم على التوصل إلى "إعلان مبادئ جديد" شبيه باتفاق أوسلو لعام 1993، ويطرح انسحاب إسرائيل من مساحة واسعة تصل إلى 90 في المائة من الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، وإجلاء أكثر من 50 ألف مستوطن من قلب الضفة إلى الكتل الاستيطانية القائمة.

ويختلف هذا العرض عن عرض سابق قدمه ناتنياهو إلى السلطة عبر وسطاء وينص على إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقته على أكثر من 60 في المائة من مساحة الضفة. أما العرض الجديد فيتحدث عن حل انتقالي يشمل 90 في المائة من الضفة ويبقي باب المفاوضات قائما. وتعتقد مصادر غربية في رام الله أن وراء مسعى نتانياهو للتوصل إلى حل انتقالي مؤقت وطويل الأجل القلق المتنامي في أوساط اليمين الإسرائيلي من عودة فكرة حل الدولة الواحدة إلى جدول الأعمال في حال فشل حل الدولتين، ون إحدى الأفكار المطروحة "إقامة صيغة ما للعلاقة بين الدولة الفلسطينية الوليدة ذات الحدود المؤقتة والأردن".

برلين: مكان المفاوضات غير مهم والمطلوب الاتفاق

وفي اتصال مع قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الألمانية في برلين قال متحدث فيه لموقعنا إن السفارة الألمانية في صوفيا لا تملك معلومات حول إمكان اعتماد بلغاريا لمثل هكذا مفاوضات، كما لا يوجد تأكيد حتى الآن على عقدها في القاهرة. وأضاف أن المكان، وفي حال الاتفاق على المفاوضات المباشرة، يحتل أهمية متدنية، وأن المطلوب الاتفاق على الإطار العام والشروط المطلوبة لإحراز تقدم.

اسكندر الديك

مراجعة: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات