ميركل في انتظار صديق جديد في باريس
٢٢ أبريل ٢٠٠٧بدأت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي بقيادة انجيلا ميركل محادثات استطلاعية مكثفة لحل الأزمة الدستورية في الاتحاد الأوروبي. وفي سياق هذه العملية فان المستشارة الألمانية آثرت أن تبقي فرنسا بعيدا حتى تتحاشى خلق انطباع بأنها تحاول التأثير على الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة.
بيد أن برلين تطلعت بلهفة إلى هذه الانتخابات التي سيكون لنتائجها تأثير مباشر -إن سلبا أو إيجابا- علي الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي. فالمستشارة الألمانية لا تريد فحسب طرح خريطة طريق بل والتقدم بخطى واسعة نحو حل الأزمة الدستورية. ومن ثم فان الاتفاق مع خليفة الرئيس الفرنسي جاك شيراك يعد أمرا محوريا.
موقف ساركوزي الأقرب إلى ميركل
ومما لاشك فيه أن كلا من الحزب المسيحى الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي الالمانيين يأملان صراحة في فوز المرشح الفرنسي اليميني نيكولا ساركوزي لانه مثلهما لا يوافق على منح تركيا العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي. ومن بين جميع المرشحين الرئاسيين فان وزير الداخلية الفرنسي هو الأقرب إلي موقف ميركل السياسي.
وتريد المستشارة الألمانية أن توفر مجموعة من العناصر الأساسية لمشروع دستور الاتحاد الاوروبي. وتلتقي نية ساركوزي في تحاشي استفتاء ثان على دستور الاتحاد اوروبي في فرنسا مع رغبات ميركل حيث تري انه يتعين تحاشي
أية شكوك إضافية حيال العملية الدستورية.
أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، الحليف في الحكومة، فإنه على وجه الخصوص يعتبر ساركوزي بمثابة تهديد محتمل. ويقال عنه في دوائر الحزب" إنه ذئب في ملابس الحمل". بيد أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يتوقع أن تدفع المرشحة الاشتراكية سيجولين رويال بالبعد الاجتماعي قدما الامر الذي يرون انه "سيعزز من فرص موافقة الناخب الفرنسي على دستور الاتحاد الاوروبي".
أما فرانسوا بايرو مرشح الوسط والمحبذ لدي الحزب الليبرالي الالماني فانه غير معروف تقريبا في برلين فيما عدا انه يعتبر المرشح "الأكثر ميلا لاوروبا". ولا تريد ميركل أن ينغمس المرشحون الفرنسيون في القضايا الاوروبية بأكثر من اللازم لان الخروج بمزيد من التصريحات بشان مشروع الدستور الأوروبي الجديد سيأتي أكثر وأكثر على قوتها المحدودة بالفعل على التفاوض.
حاجة ماسة إلى شريك فرنسي قوي
بيد انه أيا كانت نتائج الانتخابات فانه من غير المتوقع أن يطرأ تغيير على الجو العام للعلاقات الفرنسية - الالمانية. ولا تفكر ميركل كثيرا في فتح جبهات مختلفة داخل الاتحاد الأوروبي، ولا في ظهور تفاوت بين سرعتي المحركين الألماني والفرنسي اللذين يشكلان قاطرة الدفع الأوروبية.
لكن برغم هذا فإنها بحاجة عاجلة إلى شريك فرنسي قادر على الحركة حيث من الممكن أن تتحول شكوك حكومات دول أخرى داخل الاتحاد الأوروبي مثل بريطانيا أو بولندا أو ايطاليا تجاه مشروع الدستور الموحد إلى مشكلة. ومنذ تصويت الناخبين الفرنسييين بـ "لا" لدستور الاتحاد الأوروبي في آيار/ مايو عام 2005 وفرنسا تشهد جمودا بالنسبة لسياستها الاوروبية. وتتولي فرنسا اعتبارا من النصف الثاني من عامة 2008 رئاسة الاتحاد الأوروبي. ووقتها سيتعين الانتهاء من إعداد المعاهدة الأساسية للاتحاد الأوروبي.