Medwedews Amtseinführung
٧ مايو ٢٠٠٨ أدى ديمتري ميدفيديف اليوم الأربعاء اليمين الدستورية رئيسا جديدا لروسيا خلفا لمعلمه السياسي الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين، ليجلس محله على عرش الكريملين. وكانت أولى خطوات الرئيس الجديد بعد ساعات من تنصيبه هي الاقتراح على البرلمان الروسي (الدوما) تعين سيد الكرملين السابق بوتين رئيسا للوزراء. وذكرت مصادر الكرملين في موسكو أن البرلمان سيصدق على تعيين بوتين في المنصب الجديد في اقتراع يجريه غدا الخميس. ومن المقرر أن يعلن مجلس الدوما، الذي يسيطر حزب روسيا الموحدة بزعامة بوتين على ثلثي مقاعده، عن موقفه من ترشيح رئيس الوزراء الجديد.
من سيحكم روسيا من الناحية الفعلية؟
وسيحتفظ بوتين بنفوذ سياسي كبير بعد تركه منصبه سواء من خلال دوره كرئيس للوزراء أو رئيس لحزب روسيا المتحدة الذي يسيطر على البرلمان، علما أنه لا يزال السياسي الذي حظي بأكبر شعبية في روسيا على الإطلاق. وكان بوتين قد قال أنه لا يجد أي مشكلة في العمل مع ميدفيديف الذي ذكر أنه يشاركه الرأي بالنسبة لمستقبل البلاد. لكن حكومتهما التي سيرأسها اثنان من الناحية الفعلية تثير قلق كثير من الروس الذين اعتادوا على وجود زعيم واحد قوي، وهم يتساءلون عن الترتيبات التي ستتخذ في حالة وقوع أزمة ومن ستكون له الكلمة العليا. وتثور التساؤلات داخليا وخارجيا عمن سيحكم روسيا بالفعل ويدير عجلة اقتصادها البالغ حجمه 1.3 تريليون دولار والقوة العسكرية الجبارة لروسيا.
"دولة برأسين"
وفور انتهاء ميدفيديف من تلاوة القسم المكون من 33 كلمة طبقا للدستور الروسي الذي تم العمل به منذ 15 عاما سيكون لدى روسيا من الناحية الفعلية زعيمان وهو وضع سياسي سارع المحللون إلى إطلاق أوصاف عليه مثل "الحكومة الثنائية" و" دولة برأسين" وأيضا "التندم"؛ والذي يقصد به تلك العربة التي يجرها حصانان أحدهما خلف الأخر. وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز ليفادا المستقل أعرب أكثر من ثلثي الروس عن اعتقادهم بأن بوتين سيواصل التحكم في الدولة.
لكن رغم ذلك، يعلق الكثير من الدبلوماسيين الغربيين وأقطاب الأعمال آمالهم على المحامي رقيق الصوت ميدفيديف في وضع حد للأسلوب العدواني الذي يغلب على لهجة بوتين وفي تبني نهجا أكثر ليبرالية على الصعيد الاقتصادي. عكس ذلك يُشكك آخرون في قدرة ميدفيديف الذي يدين بالفضل إلى بوتين في صعود نجمه السياسي، على أن يكون له نهجه المستقل ويتصورون أن بوتين سوف يتلاعب بخيوط السلطة.
وتجر الإشارة إلى بوتين سيصبح رسميا اليوم الأربعاء زعيم حزب روسيا المتحد ذي النفوذ في البلاد وسيتولى رئاسة حكومة تحظى بأغلبية كبيرة تكفي لتمرير أي تعديلات دستورية. ومن المقرر أن يرأس الثنائي ميدفيديف وبوتين معا عرضا عسكريا تشارك فيه الدبابات والجنود والطائرات النفاثة التي تنطلق فوق الساحة الحمراء للاحتفال بذكرى عيد النصر في الحرب العالمية الثانية في استعراض للقوة.