1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"موقف العرب من الأسد لاتحركه فقط المشاعر الإنسانية"

١٧ نوفمبر ٢٠١١

تزايد الضغوط على نظام الأسد، فيما يستمر دعم روسيا وإيران له، وتداعيات الانتخابات المصرية المنتظرة على المنطقة ودور الغرب في دعم الانتقال الديمقراطي فيها من ضمن المواضيع التي تصدرت اهتمامات الصحف الأوروبية.

https://p.dw.com/p/13Cb3

تناولت الصحف الألمانية والأوروبية الصادرة هذا الأسبوع عدة قضايا أهمها: الوضع في سوريا وتزايد عزلة النظام السوري في ظل استمرار العنف ضد المحتجين والانتخابات البرلمانية المصرية المنتظرة، بالإضافة إلى الجدل القائم في ألمانيا بعد كشف النقاب عن سلسلة جرائم قتل ارتكبها "نازيون جدد" خلال السنوات الماضية بحق مهاجرين في ألمانيا.

فحول الوضع في سوريا، التي يزال النظام فيها يحظى بدعم بعض القوى الدولية والإقليمية، كتبت صحيفة نويه تسوريشه تسايتونغ السويسرية (Neue Züricher Zeitung) التعليق التالي:

"على عكس تونس ومصر وليبيا لا يكفي في سوريا إسقاط نخبة متشبثة بالحكم (...) ويبقى خيار تشديد العقوبات المفروضة على نظام الأسد لإجباره على القيام بتنازلات. ويتعين أن يكون هدف هذه الجهود تنظيم انتخابات حرة وصياغة دستور جديد. ولكن روسيا، حليف سوريا القوي، لا تزال غير مقتنعة بهذا الأمر. كما تبذل إيران، وكذلك الحكومة العراقية الواقعة تحت تأثيرها، كل الجهود من أجل دعم النظام الحالي. ومادام الأسد يتوقع مثل هذا الدعم، فمن المستبعد أن يأخذ بنصيحة الملك الأردني ويستقيل من أجل مصلحة شعبه. ولو فعلها، لكان أول ديكتاتور عربي يترك الحكم عن طواعية".

"تخلي العرب عن الأسد لا تحركه مشاعر إنسانية"

فيما اعتبرت صحيفة نويه أوسنابروكه تسايتونغ الألمانية (Neue Osnabrücker Zeitung) أن تجميد جامعة الدول العربية لعضوية سوريا من شأنه أن يضاعف الضغوط على نظام الأسد، ولكنها ترى أن هناك دوافع أخرى وراء هذا القرار، بحيث تقول:

"ازداد الخناق على الرئيس السوري بشار الأسد، فالإقصاء المؤقت لسوريا من جامعة الدول العربية يعني بعدا جديدا من الضغوط المسلطة عليه. ذلك أن الحاكم المستبد لم يكن حتى ذلك الوقت يخشى سوى عقوبات من الغرب، وهاهم اليوم حلفاؤه يسلطون عليه عقوبات. والخطوة التي اتخذها العرب منطقية للغاية، ذلك أن وعود الإصلاحات، التي أعلن عنها الأسد منتصف شهر آب / أغسطس الماضي، لم تكن سوى مجرد وعود واهية. ولايزال معارضو النظام مهددين في حياتهم، خاصة وأن عدد القتلى قد ناهز 3500 شخص. عير أنه يبدو أن تخلي الأصدقاء العرب عن دمشق لا تحركه مشاعر إنسانية فقط، وإنما على الأرجح أن بعض الدول تسعى إلى إخماد بوادر ربيع عربي داخل حدودها. وللسعودية دور مريب في ذلك، حيث أسكت الملك عبدالله شعبه بهدايا مالية بقيمة مليارات، فيما أرسل قوات عسكرية إلى البحرين لإخماد الاحتجاجات الشعبية هناك".

الربيع العربي بحاجة لسياسة أوروبية ـ امريكية فاعلة

كما تصدرت الانتخابات البرلمانية المقررة في مصر في نهاية الشهر الجاري على اهتمام الصحف الأوروبية، حيث كتبت صحيفة لا ريبوبلكا (La Republica) الإيطالية التعليق التالي:

"بعد نهاية الحرب الأهلية في ليبيا والانتخابات في تونس يجدر بالتحالف الأوروبي الأطلنطي التفكير في كيفية تجاوز المرحلة الحساسة في مصر بشكل أفضل. والعامل الحاسم في هذا الأمر هو الوقت: الاتساع المستمر والسريع للأزمة الاقتصادية وخطر عدم استقرار المنطقة يتوجبان مساعدات سريعة، وذلك بهدف إتمام العملية الانتقالية (التي بدأت في شمال إفريقيا) وللحيلولة دون أي شكل من أشكال الانقلاب الرجعي. (...) الربيع العربي يتطلب اليوم وأكثر من أي وقت مضى سياسية أمريكية وأوروبية فاعلة."

أما صحيفة انديبيندت البريطانية (Independent) فترى أنه من شأن أن يكون للانتخابات المصرية تداعيات على الوضع الفلسطيني، خاصة إذا فاز الإخوان المسلمون، حيث تقول:

"إذا نجح الإخوان المسلمون في الانتخابات المصرية القادمة بدون إثارة إدانات دولية، عندها سيصبح من الصعب تبرير مقاطعة السلطة الفلسطينية بأن لحركة حماس الإسلامية تأثير عليها، خاصة إذا غير (خالد) مشعل شكل الحركة وأخرجها في ثوب الإخوان المسلمين الفلسطينيين خلال الانتخابات المفترضة في أيار / مايو. وقد تحظى إعادة توحيد الحركتين (فتح وحماس) بترحيب من مصر، الأمر الذي يريده مشعل بكل تأكيد، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن قاعدته في سوريا قد أصبحت غير مريحة".

إعادة الإعتبار لضحايا اليمين المتطرف من المهاجرين

أما الموضوع الذي أسال الكثير من الحبر فهو اليمين المتطرف أو ما يعرف بالنازييين الجدد، بعد كشف النقاب عن ضلوع "نازيين جدد" في سلسلة من جرائم القتل طالت مواطنين من أصول أجنبية، أغلبيتهم من الأتراك، على مدى السنوات الماضية. وفي هذا السياق، طالبت صحيفة تاغستسايتونغ الألمانية (Tageszeitung) الحكومة الألمانية باتخاذ مواقف تضامنية واضحة مع ضحايا جرائم اليمين المتطرف في ألمانيا وكتبت تقول:

"إن تنظيم مراسم رسمية لإحياء ذكرى ضحايا جرائم اليمين المتطرف من شأنه أن يكون إشارة واضحة وصحيحة. ولا تزال الفرصة سانحة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لتتدارك ما تقاعس عن فعله سابقها المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول. هذا الأخير امتنع عن المشاركة في حفل تأبين ضحايا (من أصول تركية) في اعتداء بالحرق (من قبل نازيين جدد) في مدينة زولينغن الألمانية عام 1993. ولم يأبه بأنه من خلال ذلك قد ساهم في شعور الكثير من المهاجرين الأتراك بعدم انتمائهم إلى ألمانيا. واليوم بإمكان ميركل أن تظهر بأنها تمتلك القدرة على الحزن وبالتاي إرسال إشارة سياسية واضحة إلى الداخل الألماني تحفز على الاندماج (في المجتمع الألماني)."

إعداد: شمس العياري

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد