1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهم لكنه غير معروف.. مجلس أوروبا يعقد أول قمة منذ عقدين!

١٦ مايو ٢٠٢٣

يجتمع قادة دول مجلس أوروبا، يتوقع أن يكون من بينهم المستشار شولتس والرئيس الفرنسي، في العاصمة الايسلندية في أول قمة تعقد منذ عقدين على تأسيس المنظمة. ورغم أهميته بقي تأثير مجلس أوروبا محدودا، لماذا؟ وكيف يمكن تجاوز ذلك؟

https://p.dw.com/p/4RMcU
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.
هل تكتب دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإطلاق "منتدى المجتمع السياسي الأوروبي" بداية النهاية لمجلس أوروبا؟صورة من: Frederick Florin/AFP/Getty Images

غالبا ما يظهر كمحذّر، حيث يدين الجهود غير الكافية ضد الفساد في ألمانيا، ويلح على الامتثال لمبادئ حقوق الإنسان وينتقد  عمليات الصد على الحدود الخارجية لأوروبا: إنه "مجلس أوروبا".

وليس المقصود هنا المجلس الأوروبي لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومقره بروكسل. الكلام هنا عن مجلس أوروبا ومقره ستراسبورغ. إنه أقدم منظمة للدول الأوروبية، وغالبا ما يتم الخلط بينهما بسبب التشابه بين الاسمين.

وربما يكون الذنب ذنبه. لأنه سمح في عام 1986 للاتحاد الأوروبي باستخدام علمه. مع أنه ليس مؤسسة تابعة للاتحاد الأوروبي. لقد تأسس مجلس أوروبا في عام 1949، كإحدى مفرزات ما بعد الحرب العالمية الثانية. أي أنه تأسس قبل "المجموعة الاقتصادية الأوروبية"، التي تعتبر المنظمة التي انبثق عنها الاتحاد الأوروبي.

ومن بين الآباء المؤسسين لمجلس أوروبا رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والمستشار الألماني كونراد أديناور.

مجلس أوروبا - مهم ولكنه غير معروف

ومنذ تأسيسه التزم مجلس أوروبا بالدعوة لاحترام حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. وأدواته هي: أكثر من 200 معاهدة دولية واتفاقية، ومجموعات خبراء، وجمعية برلمانية، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. عدد  أعضاء المجلس: 46 دولة أوروبية. ومن أعظم إنجازاته: إنشاء منطقة جغرافية، يعيش فيها 700 مليون شخص، خالية من عقوبة الإعدام.

"الجميع يحتاجه، لكن لا أحد يعرفه"، يقول أستاذ العلوم السياسية كلاوس برُمّر من الجامعة الكاثوليكية في آيششتيت-إنغولشتات.

وفي استطلاع رأي أجري بتكليف من "الحركة الأوروبية في ألمانيا"، في بداية مايو/أيار، كان خمسة بالمائة فقط ممن تم استطلاع رأيهم يعرفون أن هناك قمة لمجلس أوروبا ستعقد في العاصمة الايسلندية ريكيافيك يومي 16 و17 مايو/أيار الجاري.

مبنى مجلس أوروبا في ستاسبورغ
تأسس مجلس أوروبا قبل 74 عاما، ليكون أقدم منظمة في القارة حالياصورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen

ويعتقد النائب في البرلماني الألماني فولكر أولريش أن  مجلس أوروبا  لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه. السياسي المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي هو عضو في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، والتي تضم 306 عضوا من برلمانات الدول الأعضاء. وهم ينتخبون المسؤولين الرئيسيين في مجلس أوروبا، ويراقبون الانتخابات ويدرسون القضايا الحالية المطروحة أمام المجلس.

أوكرانيا يفترض أن تكون الموضوع الرئيسي للقمة

للمرة الرابعة منذ تأسيس المنظمة قبل 74 عاما، سترأس ايسلندا قمة مجلس أوروبا. ويخشى كلاوس برُمّر من أن بعض رؤساء الدول والحكومات سيمتنعون عن التوجه إلى ريكيافيك، رغم وجود العديد من القضايا التي تجب مناقشتها.

من المنتظر أن تكون النقطة المركزية في القمة هي مسألة دعم أوكرانيا. وقبل القمة  قال مجلس أوروبا إنه يجب إنشاء نوع من السجل للدعاوى القضائية المستقبلية من أوكرانيا.  كما يفترض أن تناقش القمة مسألة الأطفال الأوكرانيين المفقودين.

الخبير في شؤون مجلس أوروبا برُمّر يتوقع من القمة لفتة رمزية وتأكيدا على التمسك بالقيم الأوروبية. لأنه "فيما يتعلق بالجانب العملي لدعم أوكرانيا في إعادة الإعمار أو حتى عسكريا، فإن مجلس أوروبا ليس لديه صلاحيات أو سلطات" لذلك، كما يقول البروفيسور برُمّر في حديث لـDW.

المعارض الروسي البارز ألكسيي نافالني، أرشيف (24.02.2019).
المعارض الروسي البارز ألكسيي نافالني توجّه إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في الماضي وحصل على حكم لصالحه.صورة من: Sefa Karacan/AA/picture alliance

روسيا خارج المنظمة .. ما الدروس المستفادة؟

الدول الأعضاء في مجلس أوروبا هي في نفس الوقت أعضاء في  الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. إذا وجد المواطنون أن حقوقهم تنتهك من قبل الدول الأعضاء، فيمكنهم التوجه بشكواهم إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ.

ووفقا للمحكمة، هناك ما يقرب من 16 ألف قضية من روسيا حتى نهاية مارس/آذار لم يتم البت بها، أي حوالي خُمس جميع القضايا التي لم تبت فيها المحكمة بعد.

السياسي المعارض ألكسيي نافالني توجّه إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في الماضي وحصل على حكم لصالحه. ولكن روسيا، ومنذ بدء غزوها لأوكرانيا، لم تعد عضوا في مجلس أوروبا، وبالتالي لم يعد من الممكن تنفيذ العديد من الأحكام التي تم فرضها بالفعل على روسيا، على الرغم من أن موسكو ملزمة قانونا بذلك.

يعتقد فولكر أولريش أن خروج موسكو من المنظمة هو الشيء الصحيح، رغم وجود "قطرة مرارة" تتمثل في فقدان الـ130 مليون مواطن روسي للحماية من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. ولكن الخروج الروسي أحدث فجوة في ميزانية المؤسسة.

ففي عام 2022، كانت ميزانية مجلس أوروبا 477 مليون يورو، وبلغت مساهمة روسيا ما يزيد قليلاً عن 34 مليون يورو، أي حوالي سبعة في المائة من إجمالي الميزانية. علما أن موسكو توقفت عن سداد المدفوعات حتى قبل مغادرتها. ولا يزال من غير الواضح كيف سيتم سد فجوة التمويل.

ولكن ما تأثير رحيل روسيا على بقية الدول الأعضاء؟ "هناك عدد كبير من الدول التي لديها مشاكل منهجية فيما يتعلق باحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون"، كما يحذر الخبير برُمّر.

أستاذ العلوم السياسية كلاوس برُمّر
الخبير في شؤون مجلس أوروبا كلاوس برُمّر يتوقع من القمة لفتة رمزية وتأكيدا على التمسك بالقيم الأوروبية. صورة من: Katholische Universität Eichstätt-Ingolstadt

كما يرى فولكر أولريش أن هناك حاجة إلى تنفيذ أكبر لهذه المبادئ الأساسية في الدول التي لا تزال في طور التحول. ويقول النائب المحافظ في حديث لـDW: "في السنوات الأخيرة، كان مجلس أوروبا دائما مقصدا للدول التي تريد الاقتراب من الاتحاد الأوروبي. وانطلاقا من هذه الخلفية، من المهم أن يظهر مجلس أوروبا ثقة بالنفس".

حدث منافس في كيشيناو؟

تأتي المنافسة المحتملة لهذه القمة في ريكيافيك من حدث آخر سينظم بعد أسبوعين، حيث يجتمع 44 من بين الـ46 رئيس دولة وحكومة مرة أخرى. ولكن هذه المرة في إطار "منتدى المجتمع السياسي الأوروبي" في العاصمة المولدوفية كيشيناو. هذه الصيغة أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهدف تعزيز التعاون السياسي والأمن والاستقرار والازدهار في القارة.

ينظر برُمّر إلى هذا المنتدى الجديد نظرة نقدية ويعتبره في الواقع غير ضروري، نظرا لوجود مجلس أوروبا. وهذا ما يتفق معه فولكر أولريش، الذي يرى ضرورة توضيح العلاقة بين الصيغتين.

العديد من القضايا التي لم يتم حلها وقلة الاهتمام الإعلامي والآن وجود حدث موازٍ. المضيفة وهي رئيسة الوزراء الايسلندية كاترين يوناسدوتير، قالت في يناير/كانون الثاني الماضي،، إنه من المهم صياغة رؤية لمستقبل مجلس أوروبا. لدى رؤساء الدول والحكومات الآن الفرصة للقيام بذلك - إذا حضروا.

لوسيا شولتن/ف.ي